أكد مشاركون في الورشة الإقليمية حول دور العلماء والدعاة والائمة في التنمية المحلية المنظمة بأبيجان (كوت ديفوار)، على ضرورة تنمية المرأة وإخراجها من دوامة الفقر والجهل من أجل تحقيق أكثر فعالية في محاربة الإرهاب والتطرف العنيف. وقالت الداعية زينب مصطفى سي -خلال مداخلتها في هذه الورشة التي نظمتها رابطة علماء وأئمة ودعاة دول الساحل - أن المرأة هي نواة المجتمع ولها تأثير على الطفل والرجل، لذلك كي تساهم المرأة في التنمية المحلية فيجب أن يكون لديها وعي كامل ثقافي شرعي بالسلوكيات التي يجب أن تتحلى بها. مضيفة أن لتلك السلوكات الحسنة «أثر كبير في التنمية المحلية» لأن، حسب نفس المتحدثة، مساهمة المرأة في التنمية «تبدأ ببيتها عن طريق نقل تربيتها لطفلها». ومن هذا المنطلق، دعت رئيسة جمعية المحجة البيضاء بكوت ديفوار، الرابطة والمنظمات والجمعيات إلى «نشر الوعي والتأكيد على الجانب الروحي من خلال إقامة مثل هذه الورشات خصيصا للنساء لكي تصل هذه المفاهيم الصحيحة لأذهانهن». ومن جهتها قالت الدكتورة سوماهوروميمونة، أستاذة في معهد تكوين الدعاة والأئمة بكوت ديفوارز «نحن النساء في حاجة ماسة إلى هذه الورشة نظرا للأهداف التي تسعى إليها الرابطة لأننا نحن اليوم نواجه عوائق مصيرية تسعى الى اتهام أمتنا وعقيدتنا وأخلاقنا» مشيرة إلى أن «تلك المشاكل تكمن في ثلاثية الفقر-الجهل-الفساد». وأكدت أنه «لابد من تحفيز المجتمع على المساهمة في التنمية المحلية من المنظور الاسلامي، والتكفل بالخصوص بالجوانب الروحية والتعليمية والصحية والاجتماعية لهذه الطبقة المهمشة (المرأة)». وقات في ذات السياق: «نحن كداعيات نلتمس من الرابطة أن تمد لنا يد العون لنتمكن من تأطير النسوة والفتيات عن طريق انشاء مشاريع وقفية كي يكون للمرأة دخلا تسد به حاجتها وحاجات عائلتها بحكم أن المرأة في منطقة اساحل وغرب إفريقيا تعاني من مشاكل اجتماعية، خاصة وأنها تتقاسم أعباء النفقة مع زوجها». ومن جانبه يرى رئيس الرابطة الناجيري أحمد مرتضى أن المرأة تساعد في التنمية المحلية بطرق مختلفة منها التعليم ومحوالأمية (سواء لأطفالها أولغيرهم) والعمل كذا الاندماج في الجمعيات الفاعلة في التنمية المحلية. وأشار مرتضى خلال مداخلته إلى أنه يجب أن تتوافر ثلاثة شروط لإيجاد التنمية الوطنية القويمة وهي السلوك التعاوني، ربط المجتمع المحلي بالمجتمع الوطني الكبير، وأخيرا شمولية المشروع لجميع الأصعدة الاجتماعية والاقتصادية، مشيرا إلى أن التنمية المحلية تقوم على عدة مقومات منها العلم والمعرفة، الركائز الأخلاقية، الأمن النفسي والاطمئنان المادي، القدرة على استثمار الموارد. وقد استؤنفت في وقت سابق اول امس أشغال الورشة الإقليمية ال9 حول دور العلماء والدعاة والائمة في التنمية المحلية من أجل محاربة التطرف والتطرف العنيف. ويشارك في هذه الورشة أكثر من 60 إماما وعالما من الدول الأعضاء في الرابطة وهي الجزائر، بوركينا فاسو، موريتانيا، مالي، النيجر، نيجيريا وتشاد بالإضافة إلى كوت ديفوار، السنغال وغينيا. كما يشارك ممثلين عن المركز الإفريقي للدراسات والبحث حول الإرهاب التابع للاتحاد الإفريقي، لجنة أجهزة الأمن والاستعلام الإفريقية وبعثة الاتحاد الافريقي إلى مالي والساحل.