كشفت المعطيات الخاصة بالعمليات التضامنية على مستوى 35 بلدية بولاية الشلف عن حالة من التجنيد والتحسيس بين الهيئات العمومية والمنتخبين ولجان الأحياء والمحسنين للوقوف إلى جانب الفئات الهشة خاصة بالوسط الريفي. انها وضعية عاينتها يومية (الشعب) في جولة استطلاعية بعين المكان مقدمة تفاصيل تكشف كم هو مهم العمل التضامني في الشهر الفضيل احد مكونات الخصوصية الجزائرية وعنوانها الدائم. وهو عمل يطبع يوميات رمضان بهذه المنطقة التي تعرف أعدادا كبيرة من العائلات المحرومة خاصة بالقرى النائية والأرياف. وحسب الأرقام الموجودة بحوزتنا وتصريحات السكان خاصة المعوزين منهم ل (الشعب)، فإن الحملة التضامنية التي سخرت لها كل الإمكانيات المادية والمعنوية بعد عمليات الإحصاء التي طالت البلديات بمشاركة رؤساء الجمعيات ولجان الأحياء وفرق الهلال الأحمر الجزائري التي تقلص نشاطها هذه السنة بسبب نقص الموارد المالية على خلاف السنوات المنصرمة. وذكرت مصالح مديرية النشاط الاجتماعي بالولاية لنا في هذا الصدد: «إن عدد العائلات التي مستها عمليات التضامن هذه السنة يفوق 38 الف عائلة، نسبة كبيرة منها بالوسط الريفي المنعزل والذي مازالت به مظاهر البطالة متفشية فيه رغم بعض البرامج التنموية التي استفادت منها هذه البلديات». من جهتهم، أكد السكان في تصريحات لنا بذات الجهات كحرشون وبني بوعتاب وواد الفضة والكريمية والظهرة وبني راشد وتلعصة وتاجنة وجود نقص في التكفل الاجتماعي بدليل عدم استفادة عائلات محتجة من المساعدات. وقال الكثير من السكان كاشفين السبب: «أن عائلات عديدة لم تطلها قفة رمضان نظرا لتفشي مظاهر العوز وبؤر الفقر الذي ينهش الأسر خاصة تلك التي فقدت مصادر رزقها خلال السنوات المنصرمة. وهي في أمس الحاجة للرعاية». أما بالمدن والتجمعات السكانية الكبرى فقد اعتمدت المصالح المعنية على فتح المطاعم الجماعية التي تقلصت إلى 4 مطاعم هذه السنة بكل من بوقادير أولاد بن عبد القادر وتنس والشلف التي تأخرت في فتح مطعمها الذي يستقبل يوميا ما يقارب 250 فردا، حسب نائب رئيس البلدية. كما استغرب السكان تراجع هيئات الهلال الأحمر الجزائري في تنشيط العملية، وهذا لأسباب مالية، حسب مصادر مطلعة عن الوضع الذي تتخبط فيه هذه الهيئة. ومن جانب آخر خصصت بلدية الشلف ما يفوق 5 آلاف قفة رمضان للفئات المعوزة والهشة وذات الدخل الضعيف حسب المكلف بالعملية وهذا ضمن مبلغ مالي قدر هذه السنة ب 750 مليون سنتيم الأمر الذي يجعل سعر القفة يتراجع إلى 1500 د.ج خلافا لما حددته الوزارة ب 3 آلاف د.ج. هذه القيمة المحددة لقيت غضب واستياء المعوزين حسب قول خالد والسفيان والجيلالي الذين طالبوا من خلال يومية (الشعب) المصالح المعنية بالتدخل خلال 15 يوما القادمة. أما فيما يخص الوجبات المقدمة فقد أصدر الوالي تعليمة منع حمل الوجبة الساخنة إلى المنازل تفاديا لأي خطر صحي. هذا ما شددت عليه لنا مصادر بعين المكان مضيفة أن الوالي حرص على وضع كل الإمكانيات لاستقبال هؤلاء داخل المطاعم المعدة لهذا الغرضئ . ومن جهة أخرى حملت مشاركة المحسنين والمؤسسات العمومية والخاصة على تخفيف معاناة هؤلاء خلال هذا الشهر المبارك، وإن كانت العملية لا تعكس حجم الأثرياء وأصحاب رؤوس الأموال والمقاولين الذين يتهافتون على الضفر بالمشاريع بأي طريقة كانت، وهو أمر يفرض تدخل مسؤولي البلديات وتحسيس هؤلاء بالعملية التضامنيةئ . وعلى غرار هذه الحملات التضامنية ظهر دور الدروس الرمضانية التي يلقيها الأئمة قبل صلاة الترويح حيث تجلى الأثر الطيب لمسجدي دهنان عبد القادر بوسط المدينة والذي يكفل بالتدريس هذه الأيام الإمام واسطي الذي كان أداؤه ذو صدى في نفوس المصلين في تقديم الإعانات واقتناء اللوازم وتوفير الماء المعلب، ونفس الشيء دأب عليه خطيب مسجد الردار الناحية الأولى. هذه الوقفات التضامنية كشفت بحق عن المؤازرة والتكافل الاجتماعي والوقوف إلى جانب المحرومين والمعوزين خلال هذا الشهر المعظم الذي تطبعه حرارة شديدة وغلاء فاحش في بعض المواد الغذائية والتي مازالت بعيدة عن روح رمضان وأهدافه الروحية والاجتماعية بهذه الولاية التي تعرف حركة كبيرة وسهرات رمضانية إلى غاية الساعات الأولى من الصباح.