أضحى أشبال أكاديمية بارادو على بعد 4 مباريات لدخول تاريخ الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم من أوسع أبوابه، وكتابة أسماءهم بأحرف من ذهب في كرة القدم الجزائرية بالتتويج لأول مرة في تاريخ النادي بلقب البطولة، بعدما تمكنوا من تقليص الفارق بينهم وبين الرائد إتحاد العاصمة إلى نقطة وحيدة بعد إقامة مباراة تسوية الرزنامة التي جمعتهم بنادي نصر حسين داي التي فازوا بها بهدفين مقابل واحد، وهو ما بعث التنافس على البطولة من جديد وضيق الخناق على إتحاد العاصمة الذي أصبح مهددا أكثر من أي وقت مضى بضياع اللقب الثامن في خزائنه. يعيش رفقاء القائد «توفيق موساوي» حلما في الآونة الأخيرة بعدما اقتربوا من التتويج بلقب البطولة الأول في تاريخ «الباك»، وهو اللقب الذي سيكون له طعم مميز للاعبين الذين لا يتجاوز معدل عمرهم 23 سنة، ويتواجدون في بداية مشوارهم الكروي خصوصا بالنسبة للاعبين الذين لا يتعدى سنهم 19 عاما على غرار ابن مدينة بشار «بوداوي» الذي أسال الكثير من الحبر منذ بداية الموسم الكروي (2018 – 2019) بعدما أدهش الجميع بمستواه التقني والتكتيكي، الذي جعله يتقمص الألوان الوطنية مع الفريق الأول في تربص شهر مارس الماضي، وخاض مع المنتخب مباراة الجولة السادسة من التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس أمم إفريقيا لكرة القدم ضد المنتخب الغامبي التي تعادل فيها الخضر إيجابا بهدف لمثله في ملعب «مصطفى تشاكر» بالبليدة. لن تكون مهمة نادي بارادو سهلة لبلوغ هدف التتويج بلقب البطولة الوطنية، وبقيت له أربع نهائيات أمام فرق ذيل الترتيب التي لا زالت تصارع من أجل ضمان البقاء هذا الموسم في المحترف الأول، أول اللقاءات سيكون حاسما ضد مولودية بجاية الذي سيلعب ورقته الأخيرة لمحاولة ضمان البقاء في الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم بملعب «الوحدة المغاربية» ببجاية هو الذي يحتل المركز ما قبل الأخير برصيد 26 نقطة وسيكون في مباراة مصيرية أمام جمهوره، وهو ما يجعل «شالو» وأشباله في تنقل مفخخ في لقاء حاسم لبقية المشوار بالنسبة لأصحاب البذلة الزرقاء والصفراء، قبل أن يستقبل إتحاد بلعباس الذي قد يلعب أمام «الباك» آخر فرصة له للبقاء في حظيرة الكبار، ثم سيتنقل بارادو إلى عين مليلة لمواجهة الأمل المحلي في مباراة قد تكون الأصعب في الموسم ككل، قبل أن يستقبل في آخر جولة دفاع تاجنانت الذي قد يصارع لآخر جولة من أجل محاولة ضمان البقاء، وهو ما قد يكون عائقا أمام لاعبي بارادو لبلوغ هذا الهدف وتحقيق حلمهم بالتتويج باللقب، خصوصا في تنقلي بجاية وعين مليلة. ويستحق رفقاء «شرايطة» التتويج بلقب هذا الموسم بشهادة الجميع، خصوصا أنهم أطاحوا بكبار البطولة بالنتيجة والأداء على غرار وفاق سطيف وشبيبة القبائل بملعب «عمر حمادي» ببولوغين، وكذلك تمكنوا من الفوز على شباب قسنطينة ومولودية وهران خارج الديار، كما وفقوا في حل عقدة المباريات المحلية حين فازوا على إتحاد العاصمة ونصر حسين داي في الداربيات، ضف إلى ذلك أن إحصائيات مباريات العودة تنصبهم في المرتبة الأولى حيث فازوا في 8 لقاءات من أصل 11 وتعادلوا في لقاء واحد أمام شباب بلوزداد وانهزموا في لقاءين خارج الديار أمام كل من مولودية الجزائر وأهلي البرج، كل هذا ينصبهم في ثوب البطل، خصوصا أن الرائد الحالي للبطولة إتحاد العاصمة لم يتذوق طعم الهزيمة في خمس جولات متتالية وانهزم في ثلاث داربيات متتالية ما يجعله يخوض باقي المشوار بنوع من الضغط الإضافي. هذا وتمكن هجوم نادي بارادو من تسجيل 13 هدفا في مرحلة العودة وتلقى دفاعهم أربعة أهداف فقط، ما يؤكد بأن الفريق ككل متجانس وقوي في كل الخطوط، وما زاد من قوة بارادو هي فعالية لاعبيه أمام المرمى، يتقدمهم هداف البطولة «زكريا نعيجي» الذي وصل عتبة ال 19 هدفا أمام نصر حسين داي في الداربي الأخير، وهو الرقم الذي لم يسجله أي مهاجم منذ موسم (2008 – 2009) الذي بلغه المهاجم «محمد مسعود» حين كان يحمل ألوان نادي جمعية الشلف، ويتواجد أمام فرصة لإضافة أهداف أخرى وتسلق المراكز في ترتيب أحسن الهدافين في تاريخ البطولة الوطنية، حيث يحتل حاليا المركز السابع رفقة 6 مهاجمين آخرين، ويمكنه تحطيم أرقام أو معادلة أخرى لهدافين كبار في تاريخ كرة القدم الجزائرية، لكن لقب هداف البطولة لكل الأوقات سيظل بحوزة هداف شبيبة القبائل «ناصر بويش» ب 36 هدفا وربما لن يحطم للأبد.