يلعب اليوم الفريق الوطني لقاء الجولة ما قبل الأخيرة من تصفيات الدور الثاني للمباريات المؤهلة للنهائيات أمم إفريقيا 2012 المقررة بغينيا الاستوائية والغابون. حيث ستكون أول خرجة للمدرب البوسني هاليلوزيتش مع “الخضر” والتي سيسعى من خلالها إلى وضع حد للإخفاقات التي لاحقت الفريق منذ مونديال جنوب إفريقيا، حيث أنهم سجلوا أربعة تعادلات، فوزين وتسعة اخفاقات وآخرها كانت بالمغرب برباعية كاملة وأداء مخجل لا يعكس الامكانيات المادية والبشرية التي سخرت من قبل المعنيين بشؤون رياضة كرة القدم في البلاد والتي تعتبر صاحبة المرتبة الأولى من حيث الشعبية، بينما نجد بأن الاحصائيات الخاصة بتصفيات أمم إفريقيا عندما سجل رفقاء يبدة تعادلا واحدا وفازوا في لقاء آخر وانهزموا مرتين موقعين هدفين فقط وكان ذلك عن طريق ضربات ثابتة لا غير. ولهذا فإن مهمة هاليلوزيتش لن تكون سهلة، أين يتوجب عليه ايجاد الوصفة المناسبة من أجل وضع التشكيلة التي بإمكانها أن تأتي بنتيجة ايجابية تعبد الطريق وتعيد الفريق إلى سكة الانتصارات، ولن يأتي ذلك إلا عن طريق تسجيل الأهداف، إلاّ أن العقم الهجومي الذي طال الفريق منذ زمن بعيد يبقى يقف حجرة عثرة في وجه رفقاء العائد إلى صفوف “الخضر” مغني، وذلك رغم تواجد عدة لاعبين ذوي نزعة هجومية، خاصة وأنهم يسجلون دائما مع فرقهم على غرار كل من زياية، بوعزة، مصباح، قادير وغيرهم في كل من: السعودية، إنجلترا، إيطاليا، فرنسا على التوالي. وهذا ما يعني أن الخلل لا يكمن في اللاعبين بل في الخطة المنتهجة من طرف المدرب، الذي يبقى مطالبا بإيجاد الحل في أقرب وقت من أجل إنقاذ الفريق من النفق المظلم الذي لم تخرج منه الكرة الجزائرية ويعيدها إلى ما كانت عليه في الماضي القريب. وبالتالي نفهم من كل هذا أن الخلل يكمن في غياب التناسق والإنسجام بين الخطوط الثلاثة، حيث سيكون العمل الكبير على هذا المستوى، وذلك من أجل وضع حد للشبح الذي طال المنتخب، أين نبقى نفتقد صانع ألعاب حقيقي بإمكانه أن يربط بين الخطوط فوق الميدان، وبالتالي إنهاء الهجمات بتسجيل أهداف إضافية إلى الكرات الثابتة التي تبقى من بين نقاط القوة لدى “الخضر”. ورغم أن المسؤولية صعبة على الناخب الجديد، إلا أنها ليست مستحيلة بالنظر إلى تجربته في ميادين إفريقيا وآخرها كان مع منتخب كوديفوار، أين استطاع ايصاله إلى مونديال جنوب إفريقيا 2010، والدور ربع النهائي من كأس أمم إفريقيا حيث انهزم أمام الجزائر. اضافة إلى تجربة العناصر الوطنية وهذا ما يعني أن الظروف في أدغال إفريقيا لم تصبح تشكل أي عائق في هذه الخرجة، ويبقى فقط التركيز على العمل فوق الميدان واتباع نصائح المدرب من أجل فك شفرة الهجوم التي أصبحت تعتبر العائق الأول عند الفريق. وبالتالي فإن رفقاء مطمور مطالبون بتسجيل الأهداف التي يأتي من خلالها الانتصار، حيث نجد بأن الفريق الوطني يبقى له بعض الأمل من أجل بلوغ الدور الثالث وذلك بما أن الأمور لم تحسم بعد، خاصة وأن الكرة المستديرة أصبحت دائما تصنع المفاجئات. وفي الأخير نجد بأن الناخب الوطني قد قام بعمل كبير منذ قدومه إلى الفريق بدليل أنه عقد أربع ندوات صحفية تطرق من خلالها الى مستقبل الفريق وكذا أهم المستجدات والمعطيات المتوفرة لدينا، وأثبت من خلالها أنه مطلع على كل حيثيات ومجريات التشكيلة وهذا ما يعني أنه قدر رسم الخطة التي سيتبعها في لقاء اليوم، فهل سنفك عقدة الهجوم؟ والسؤال يبقى مطروحا الى ما بعد اللقاء. نبيلة بوقرين