لم تمر الهزيمة التي مني بها فريق إتحاد الجزائر أمام مولودية العلمة، في إطار الجولة الرابعة من الرابطة المحترفة الأولى، دون أن تلقي بظلالها على البيت العاصمي، حيث شهدت الأيام الأخيرة حركة غير عادية من طرف معارضي بقاء المدرب الفرنسي هيرفي رونار على رأس العارضة الفنية لنادي «سوسطارة»، مستغلين في مسعاهم التعثر غير المقبول أمام فريق لا يتوفر على نصف الإمكانيات التي يحوز عليها فريقهم ماديا وبشريا وتحاول بعض الأطراف المقربة من الرئيس «علي حداد» وشقيقه «ربوح»، الضغط على إدارة النادي بغية الإستغناء عن خدمات رونار، لاقتناعهم بأن هذا الأخير لا يمثل المدرب الأنسب للإتحاد، على الرغم من البداية القوية جدا لتشكيلته بعد الإنتصارات الثلاثة المتتالية، حيث اعتبروا أن مباراة العلمة، كشفت المستور حسبهم لأن الإنهزام في الدقيقة الأخيرة وبتلك الطريقة ليس من السهل تجرعه.وكشفت مصادر، على دراية، بما يدور في بيت الإتحاد، أن المالك الرئيسي لأسهم الفريق السيد حداد، بدا غاضبا جدا من النتيجة المسجلة أمام المولودية، ولم يجد تفسيرا منطقيا، حاله في ذلك حال أخيه ربوح الذي كان متواجدا في ملعب العلمة، ولم يقتنعا بتاتا بالوجه الذي أظهرته العناصر المعتمد عليها من قبل المدرب الرئيسي رونار، والذي لا يعكس الجهود الكبيرة التي تبذلها الإرادة لتوفير أحسن الظروف، سواء للطاقم الفني أو اللاعبين على أمل مواصلة التألق، وحصد النقاط، وهو ما كان ممكنا خلال هذا اللقاء لولا نقص التركيز والسذاجة التي ميزت لعب أصحاب الزي (الأحمر والأسود)، خاصة في الأمتار القليلة الأخيرة من المواجهة. كما ركزت الأطراف التي تبنت فكرة التخلي عن المدرب الحالي، وجلب إسم آخر قادر على قيادة سفينة النجوم التي يضمها الفريق إلى بر الأمان، على نقطة مهمة للغاية، وهي أن رونار لم يترك بصمته على آداء التشكيلة العاصمية، معللين ذلك بأن النتائج المحققة كانت بفضل الفارق الذي صنعه بعض اللاعبين، وفي كثير من الأحيان في الشوط الأول، وليس الثاني المخصص للمدربين، حسب ما عودتنا عليه مباريات كرة القدم.وفي السياق ذاته، تداولت نفس المصادر، إسمي التقنيين آلان ميشال وروبرت نوزاري كبديلين في حال قررت إدارة إتحاد العاصمة وإعادة النظر في الثقة التي جددتها مؤخرا في رونار، حين أبدت تمسكها بخدماته، على خلفية الحديث الذي كثر في وقت ماض، عن مزيان إيغيل وإمكانية خلافته للمدرب الحالي للفريق مباشرة بعد الفوز الصعب بهدف دون مقابل في افتتاح البطولة على حساب شباب باتنة. ويبدو أن الأمور ستتضح أكثر في الأيام المقبلة، حيث سيسعى الطاقم الفني والإداري لاستغلال ركون البطولة المحترفة للراحة من أجل وضع النقاط على الحروف وتهيئة الأوضاع بطريقة هادئة ومدروسة، وبالتالي عدم التأثير على تركيز المجموعة وإستقرار أمورها إلى غاية الآن.