أجمع بعض مدربي اتحاد العاصمة السابقين على أن الوضعية التي آل إليها الفريق كانت منتظرة، واختلفوا في بعض النقاط كما اتفقوا في الكثير منها، لكن المشكل أن الفريق في الوقت الراهن وصل إلى وضعية يصعب معها العودة إلى الوراء وتصحيح الأخطاء، بل يجب على الأقل تفادي المزيد من الأخطاء لعل وعسى يتمكن الفريق من الوصول إلى برّ الأمان، وأكدوا كلهم أن رحيل سعدي كان أكبر خطأ وقعت فيه الإدارة الجديدة للاتحاد، حيث رأى كلهم أن الفريق كان بإمكانه تفادي هذه الوضعية واللعب على البقاء أحسن من إجراء تغييرات من أجل الأحسن، فإذا بهم يجدون الفريق في وضعية أسوء بكثير من التي كان فيها. عمراني: "الاعتماد على الشبان كان حلا مؤقتا وليس دائما" أول مدرّب كان لنا اتصال به هو عبد القادر عمراني الذي قال إنه يحتفظ بذكريات جميلة رغم فترته القصيرة التي قضاها مع النادي، وقال إن فكرة الاعتماد على الشبان مطروحة منذ أن تولى العارضة الفنية للنادي موسم 2007/2008 حيث قال: "الفريق لم يمرّ بفترة ذهبية ينال فيها الألقاب ومن الطبيعي أن ننتظر فترة صعبة موالية، فجيل من الأنصار كبر وتعوّد على رؤية الفريق في الواجهة، لهذا من الصعب عليه تقبل أن يراه يلعب الأدوار الثانوية وليس اللعب على تفادي السقوط، أرى أن الفريق اعتمد في العديد من المواسم على الشبان، وبعدها تم التخلي عليهم، وهو ما يؤثر على مستواهم، التشبيب فكرة جيّدة لكن الاعتماد عليها أكبر خطأ". "لست ضد المدرّب الأجنبي، لكن رونار لا يملك فريقا كبيرا حتى ينجح معه" واصل مدرّب وداد تلمسان الحالي حديثه معنا مؤكدّا على أن تولي "رونار" الإشراف على هذا الفريق لم يكن فكرة جيّدة من الإدارة، لأنها لا تملك فريقا كبيرا بل فريقا شابا في طور التكوين: "لست ضدّ المدرّب الأجنبي، ولكنني أقول إن تولي رونار لهذه التشكيلة في تلك الفترة من الموسم لم تكن فكرة صائبة، من الطبيعي أن يعمل المسيّرون على التفكير في جلب مدرّب كبير، لكن بما أنهم لا يملكون تشكيلة كبيرة ومتكاملة، فإنه كان من الأجدر أن يبقى سعدي لينهي الموسم معهم، صحيح أن نتائجه لم تكن جيّدة، لكن على الأقل كانت متوسطة وترك الفريق في وسط الترتيب". آيت جودي: "رحيل سعدي وعليق، جعل الفريق يمرّ بفترة فراغ طويلة" أما المدرب عز الدين آيت جودي الذي حقق الكثير من الألقاب لنادي سوسطارة والذي يقود حاليا المنتخب الأولمبي، فقد قال إن الاتحاد مر بمرحلة انتقالية، الأولى سببها رحيل عليق والثانية سببها رحيل المدرب سعدي حيث أكد بقوله: "التغييرات التي حدثت في اتحاد العاصمة حدثت في وقت حسّاس، رحيل الرئيس عليق، وبعدها رحيل المدرب سعدي أدخل الفريق في مرحلة انتقالية، مثل هذه المشاكل فيما يخص النتائج السلبية كان أمرا منتظرا لأن اللاعبين تعوّدوا على طاقم فني وخاصة مع إدارة معيّنة منذ قرابة 20 سنة، لهذا من الصعب على الفريق ككل أن ينتقل إلى مرحلة جديدة وأشخاص جدد بسرعة ودون مشاكل، فالفريق كان يمرّ ببعض المشاكل خلال مرحلة الذهاب لكن فترة الفراغ طالت وهو ما زاد من الضغط على اللاعبين، لهذا تزداد الأمور تعقيدا من جولة لأخرى، والنتائج الإيجابية غائبة". "لا أرى أن الفريق سيسقط، لكن المهمة صعبة جدّا" وقال صاحب ثنائية 2003 (بطولة وكأس) مع نادي سوسطارة إنه لا يرى أن فريقا مثل اتحاد العاصمة سيسقط إلى القسم الثاني، حيث قال: "لا أرى أن الاتحاد سينزل، صحيح أنه يلعب من أجل البقاء وفي صراع مع عدّة فرق، لكنه سيحقق البقاء بصعوبة كبيرة جدّا، وهذا ما أراه". مواسة: "الوضعية الحالية منتظرة، والاستغناء عن الشبان أكبر خطأ" أما آخر مدرّب قبل المدرب نور الدين سعدي فكان كمال مواسة المشرف حاليا مولودية باتنة، والذي قال إن مثل هذه الوضعية كانت منتظرة منذ عدّة مواسم، لأن الفريق اعتمد على بعض اللاعبين الشبّان لفترة معيّنة قبل أن يتخلى عنهم لصالح لاعبين كبار السّن وهذا أكبر خطأ حيث قال: "الوضعية التي آل إليها الاتحاد كانت منتظرة، ربما زادتها المشاكل الإدارية شيئا من التأثير، لكنني أرى أن الاستغناء الشبان وخاصة من أبناء الفريق مثل بن علجية، مكلوش، سايح، وطاتام كان أكبر خطأ وقع فيه الفريق سواء هذا الموسم أو في المواسم السابقة، ربما هذا الموسم زادت حدّتها، لأن الفريق همّش اللاعبين الشبان ولم يعد يعتمد عليهم، لهذا من الطبيعي أن نجد الفريق يصل إلى هذه الوضعية الكارثية". "سعدي الأنسب للاتحاد، والتخلي عنه سبب الكارثة" وتابع مواسة حديثه معنا قائلا: "التخلي عن المدرّب سعدي أكبر خطأ وقعت فيه الإدارة، أتفق معها في شيء وهو أن النتائج مع سعدي لم تكن بدايتها جيّدة، لكنه على الأقل كان يفوز داخل ميدانه، كان يعتمد على العديد من الشبّان وهذا أمر جيّد، لكن الإدارة تخلت عنه في وقت حسّاس، أظنه من أحسن المدرّبين في الجزائر، وحقق نجاحات مع الاتحاد ولهذا أقول إنه كان المدرب الأنسب لهذا الفريق وخاصة في مثل هذه الوضعية". "تحدّثت مع عليق لما كنت مدرّبا، ولكن..." وعاد مواسة إلى الفترة التي قاد بها الفريق إلى احتلال المركز الخامس بتشكيلة شابة مدعومة ببعض اللاعبين ذوي الخبرة والتجربة حيث قال: "الفريق كان يملك العديد من اللاعبين الشبّان، لهذا أقول إنه كان بإمكانهم أن ينجحوا لو عرفوا كيف يستغلون هؤلاء اللاعبين الصاعدين، كان لي حديث مع الرئيس عليق حين كنت مدرب هذا الفريق، وطلبت منه الاعتناء بالشبان، لكن حتى هو أيضا رحل، ولم يعد على رأس الفريق، هؤلاء اللاعبون الصاعدون احتلوا المركز الرابع الموسم الماضي مع المدرب سعدي، والآن لم يعودوا يستطيعون حتى الفوز داخل الديار". سعدي: "كنت أحضّر فريقا شابا، وهذه التشكيلة احتلت المركز الرابع" وبما أن الحديث كان مع المدرّبين السابقين، فإن آخر مدرّب أشرف على الفريق قبل الطاقم الفني الحالي كان سعدي الذي قال في حديث سابق إنه كان يحضّر تشكيلة شابة، تمكنت من تحقيق نتائج جيّدة الموسم الماضي حيث قال: "هذا الفريق حققنا معه المركز الرابع الموسم الماضي رغم الأزمة المالية والمشاكل التي كانت، وواصلنا العمل بنفس التشكيلة ودعمناها ببعض العناصر وكنا نعوّل على تأدية موسم جيّد، لكن للأسف لما بدأ الفريق يحصل على نتائج حسنة دخلنا في مشاكل كارثية عجلت برحيلي، والنتيجة أمامكم". "أين هم الشبان الذين كانوا أساسيين معي؟" وقال سعدي إنه يستغرب غياب اللاعبين الشبان في الوقت الراهن بعد أن كان عددهم كبيرا في المباريات التي أشرف عليها: "كان عدد كبير من الشبان يلعبون أساسيا في عهدي، اعتمدت على عمورة، بن عجلية، رابحي، مكلوش والآن هم شبه غائبين، هؤلاء الشبان لو بقوا يشاركون لكانت الوضعية أحسن بكثير من الوقت الراهن". ------------ الرئيس عاد أول أمس من فرنسا "المسامعية" يطالبون حدّاد بالتدخل لتجنب السقوط دق أنصار اتحاد العاصمة ناقوس الخطر بعدما خسر فريقهم "الداربي" أمام اتحاد العاصمة وعاد إلى منطقة الخطر وبات من ضمن كوكبة الفرق المهدّدة بالنزول إلى القسم الثاني، حيث أكد أنصار الزي الأحمر والأسود أن السبب في هذه الوضعية هو غيّاب الإدارة وعلى رأسها الرئيس علي حدّاد الذي ترك الفريق بين أيد لا تحسن التسيّير والنتيجة هي الوصول إلى منطقة الخطر، حيث تسير الأمور من سيّء إلى أسوأ من جولة لأخرى، وهو ما جعلهم يطالبون الرجل الأول في النادي العاصمي بالتحرّك ومنح الفريق المزيد من الوقت قبل أن تحل مصيبة السقوط بهذا النادي الذي كان في الماضي القريب يتربع على عرش الكرة الجزائرية. انشغالاته الكثيرة أبعدته عن الفريق ولا يختلف اثنان في أن رجل الأعمال علي حدّاد الذي يملك الكثير من المشاريع صعب عليه أن يكون دائم الحضور مع الفريق، حيث يتواجد في بعض الأحيان خارج الوطن أكثر من تواجده في الجزائر، فمشاريعه المحلية والخارجية تشغله عن الوقوف بجانب النادي وتخصيص الكثير من وقته لهذا المشروع الجديد. حضر ثلاث مباريات هذا الموسم وبالعودة إلى الوراء نجد أن الرئيس حدّاد قد حضر ثلاث مباريات هذا الموسم، الأولى كانت في بداية الموسم أمام وفاق سطيف، ليتابع بعدها لقاءا ودّيا أمام وداد بوفاريك، قبل أن يتابع لقاء العودة أمام وداد تلمسان، كما حضر في بعض الحصص التدريبية، لكن عددها لا يتعدى عدد أصابع اليد الواحدة، والسبب هو أنه لا يملك الوقت الكافي الذي يمكنه من الحضور المتواصل. الاعتماد على أناس يفتقدون لخبرة التسيير الريّاضي الخطأ الذي وقع فيه حدّاد هو اعتماده على أشخاص لم يسبق لهم العمل في مجال التسيير الريّاضي، حيث أسند المهمة إلى أشخاص لهم خبرة إدارية، لكنهم بعيدون كل البعد عن العمل في مجال كرة القدم، حيث وقعوا في بعض الأخطاء التي جعلت الفريق يصل إلى هذه الوضعية الصعبة، والنتيجة هي نتائج مخيّبة، وفي الأخير بات الفريق مهدّدا بالسقوط. مجيء عيساوي كان متأخرا وقد ينقذ ما يمكن إنقاذه تفطن المسيّرون الحاليون وعرفوا أن المشكل يكمن في عدم الاعتماد على أبناء الفريق، وفي نهاية المطاف وجدوا أنفسهم مجبرين على دعوة أصحاب الخبرة والتجربة لكي يساعدوا الفريق على الخروج من منطقة الخطر، ووقع الاختيار على الوزير الأسبق مولدي عيساوي والذي سبق له أن ترأس الفريق، ولكن يبدو أن مجيء عيساوي كان متأخرا، والدليل هو عدم تحقيق الفريق للاستفاقة داخل الديّار رغم أنها تحققت خارج القواعد. حدّاد وفر كل شيء للفريق ولكن... ويتفق جميع المتتبعين على أن الرئيس حدّاد دخل بفريق اتحاد العاصمة عالم الاحتراف الحقيقي، ووفر كل الوسائل المادية والمنشآت التي يحتاجها فريق، وهو ما جعل الجميع يتنبأ بمستقبل زاهر للنادي، لكن لسوء حظ حدّاد أن مشاريعه بقيت حبرا على ورق، لأن الميدان لم يحقق له أحلامه التي رسمها بداية الموسم، وعوض الحلم بنيل الألقاب، بات الفريق يحلم بالبقاء مع الكبار، لأن مزيد من الأخطاء ستجعل الفريق يلعب الموسم المقبل في الدرجة الثانية، ويصبح هدفه الصعود وليس اللقب. الحديث عن الموسم القادم ونسيان الموسم الحالي أكبر خطأ بمجرّد أن عرف حدّاد أن الموسم الحالي ضاع، ظن أن البقاء مضمون، وبدأ يتحدّث عن الموسم المقبل، وكانت تصريحاته تنصب في أنه سيكوّن فريقا كبيرا يمكنه لعب المنافسات الدولية وليس الاكتفاء بالتنافس على الصعيد المحلي، والنتيجة هي أن الفريق لم يضمن البقاء بعد، لأن المسيّرين نسوا الموسم الحالي وبدأوا يحضّرون للموسم المقبل، وهذا بالحديث عن لاعبين كبار الموسم المقبل، وفريق الأحلام الذي تحوّل بين عشية وضحاها إلى فريق الظلام. ------------- لم يكلم اللاعبين وكان شبه غائب في الحصة التدريبية هل هي الأيام الأخيرة لرونار؟ يبدو أن المدرّب رونار بدأ يعدّ أيامه الأخيرة في الاتحاد، والسبب هو ما دار أمس في حصة الاستئناف، حيث أنه لم يكلم اللاعبين ولم يعقد اجتماعا يلوم فيه اللاعبين عقب النتيجة السلبية المسجلة في المباراة الأخيرة أمام مولودية الجزائر، وكان شبه غائب في حصة الاستئناف صبيحة أمس، فقد حضر بشكل عاد وجرت الحصة في أجواء أقل ما يقال عنها أنها عادية وكأن الفريق في نهاية الموسم ولا تعنيه أي نتيجة مهما كانت، والأكثر من هذا أنه تدرّب مع التشكيلة وكأنه لاعب. التشكيلة درّبها الثلاثي أكسوح، دزيري وبومال وأشرف على تدريب التشكيلة الثلاثي مصطفى أكسوح، بلال دزيري والمحضر البدني باتريس بومال، حيث تحدّث دزيري مع زملائه السابقين، قبل أن تجري التدريبات في أجواء حزينة جدّا لأن اللاعبين يتدربون بمعنويات محبطة، لأن النتائج السلبية باتت السمة الغالبة على الفريق. غياب حدّاد أجل الفصل في أمره وكان الجميع ينتظر رحيل المدرّب رونار عقب الهزيمة أمام المولودية، غير أن ذلك لم يحدث، وهو ما جعلهم ينتظرون إقالته من الإدارة أو على الأقل طلاقا بالتراضي، لكن هذا لم يحدث بسبب عدم تواجد الرئيس حداد في الجزائر، لهذا لم يكن هناك من يمكنه اتخاذ القرار النهائي، وعليه فإن بعض المصادر تقول إن هناك احتمالا كبيرا أن يكون رحيل رونار مسألة وقت فقط. رونار يكون قد التقى حدّاد كشف مصدر مقرّب من إدارة الاتحاد أن الرجل الأول في النادي علي حدّاد يكون قد التقى المدرب رونار مباشرة بعد عودته من فرنسا، الرئيس حداد كان متواجدا في عاصمة الجن والملائكة منذ قرابة أسبوعين، ولذا يكون قد برمج اجتماعا ليلة أمس، لتباحث الوضعية التي وصل إليها الفريق في الوقت الراهن، وخاصة مسألة البقاء. آيت واعمر غاب عن الاستئناف غاب اللاعب حمزة آيت واعمر عن حصة الاستئناف أمس، وهذا لأسباب بقيت مجهولة، اللاعب كان قد شارك أساسيا في المباراة الأخيرة أمام المولودية لكن المدرب رونار تعوّد على إخراجه في الشوط الثاني من المباراة كلما أقحمه أساسيا، وهو الأمر الذي أغضبه كثير، ولكن لا ندري إن كان هذا سببا في غيّابه أم لا. حديث عن أن حدّاد سيرفض استقبال المولودية في بولوغين كشف مصدر مقرّب من إدارة اتحاد العاصمة أن مسؤولي النادي قد قرّروا عدم السّماح للمولودية بالاستقبال مستقبلا في ملعب عمر حمادي، ولكن لم يكشف المصدر السبب الحقيقي الذي يقف وراء هذا القرار، حيث تتحدث بعض الأطراف عن أنه الهزيمة التي مني بها الاتحاد على يد المولودية في بولوغين، لذا رأى أن هذه الهزيمة ستكون سببا في السقوط، وكشف لنا المصدر ذاته أن هناك أشغالا ستبدأ في ملعب بولوغين مع نهاية الموسم لهذا من غير المعقول أن يتم منح الملعب للمولودية شهر جويلية المقبل في منافسة رابطة الأبطال الإفريقية. رونار: "مازلت مدرّبا للاتحاد ولن أستقيل" أكد المدرب الفرنسي هيرفي رونار في تصريح خصّنا به أمس أنه لا يزال مدربا للاتحاد ولن يقدّم استقالته مثلما يظن كثير من المتتبعين، حيث قال: "لا زلت مدرّبا للاتحاد ولن أستقيل، هذا ما أستطيع قوله". ويأتي هذا التصريح في الوقت الذي يطالب كثير من أنصار الاتحاد برحيل المدرّب لأنه أخفق في تحقيق الهدف المسطر وهو احتلال مركز مشرّف.