أعلن أمس عن إطلاق عملية إصلاح السوق المالي ممثلا في بورصة الجزائر عبر مرحلتين الأولى بدأت وتستمر على مدى عشرة أشهر تكلل بتقييم السوق ووضع تصور للنهوض به والثانية تتمثل في تنفيذ مخطط عصرنة البورصة من خلال إعادة تحديد خصوصياتها ودورها وموقعها مع تحديد مساحة كل متدخل والعلاقة بين أطرافها. وفي يوم إعلامي مفتوح للمتعاملين ووسائل الإعلام جرى بمقر البورصة بالعاصمة قدم رئيس لجنة مراقبة عمليات البورصة السيد إسماعيل نور الدين بصفته مديرا وطنيا لإصلاح السوق المالي عرضا حول مسار إصلاح البورصة وهو الإصلاح الذي شرع في إرساء أسسه الفنية والتنظيمية منذ سنتين بالاستناد لاتفاقية تمويل أبرمت بين وزارتي المالية والخارجية وبرنامج الأممالمتحدة للتنمية. ويرافق برنامج عصرنة السوق المالي حيث تباع وتشترى الأسهم والسندات مجموعة خبراء وطنيين وأجانب.. ولهذا الغرض أنشئت وحدة عمل على مستوى لجنة كوسوب لمراقبة البورصة تتكفل بإحداث دينامكية وتكامل بين الخبراء والمهنيين وتقاسم التجربة. واعتبر نورالدين إسماعيل أن الظرف يفتح نقاشا وطنيا حول السوق المالي محددا محاور إصلاحه في جوانب جوهرية مثل إعادة هيكلة البورصة في العمق وتأسيس احترافية المحيط الذي تنشط فيه وتطوير صناعة السندات وترقيتها في البنوك والعمل لجذب البنوك ومرافقتها بما فيها البنوك الأجنبية والخاصة مع تشجيع شراكة في هذا الاتجاه. وفي الوقت الذي اعترف فيه بحق الحكومة في خوصصة جانب من المؤسسات العمومية في الفترة من 2003 إلى 2008 خارج إطار البورصة لمبررات بحوزتها أعرب عن تحبيذه لو تمت العملية عبر السوق المالي. وأكد عدم الرضا على حال البورصة اليوم التي سوف تعرف تجديدا على مستوى الوسائل التكنولوجية المعلوماتية وهو أمر يعد يسيرا لكن التحدي يبقى على مستوى تحديث المحيط كما أشار إليه مؤكدا أن من يخشى الشفافية في المعاملات أو تزعجه لا يتقدم إلى البورصة فيما يبقى السهر على توفير كافة الشروط التي تجذب المؤسسات إليها علما أن أساسها موجود مثل الدفع الالكتروني ونظام الحساب المتطور. ومن جانبه تأسف المدير العام لبورصة الجزائر لوضع الراهن والمتسم بضعف عدد القيم وغياب دخول سندات واسهم جديدة مشيرا إلى أن رفع رأسمال احد المتعاملين اليانس لم يحقق الدينامكية المرتقبة الأمر الذي يعول عليه مستقبلا من خلال تقييم الوضع الحالي وإعداد تصور احترافي لنظام مالي في الأشهر المقبلة. على صعيد آخر استفيد أن النية التي أعلنتها مؤسسة نجمة للاتصالات بالهاتف النقال للانضمام إلى بورصة الجزائر لم تجسد بعد ولم ينجز أي إجراء مما يضع مصداقية التصريحات على هذا المستوى على محك المصداقية خاصة وأنها مؤسسة تحصد موارد مالية تفوق التصور بفضل جاذبية السوق المحلية وقوة المستهلك الجزائري مما يطرح قضية التزام المتعاملين المستفيدين من سوق مغرية بالمساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية وأفضل طريق لذلك المرور عبر السوق المالي للأسهم والسندات. هل يمكن التوصل إلى منظومة مالية حديثة قريبا تغير من الواقع الضعيف خاصة وان الأدوات لذلك متوفرة ولا ينقص إلا مسالة الاحترافية ونشر ثقافة البورصة على كافة المستويات.