انتهت بنجاح عملية تبادل السجناء الفلسطينيين مقابل الافراج عن الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط، الذي اكدت اسرائيل انه اصبح في اراضيها، في وقت تستمر فيه الاحتفالات الحاشدة في الضفة الغربية وقطاع غزة بوصول دفعات من 477 فلسطينيا مفرج عنهم. وقد رحب بالعائدين الفلسطينيين رئيس حكومة حماس في غزة اسماعيل هنية وكبار قيادة الحركة، كما رحب بهم من رام الله الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وبالمقابل قال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون: ان عملية التبادل بين الاسرائيليين والفلسطينيين سيكون لها تأثيرات ايجابية بالغة على عملية السلام المتعثرة في الشرق الاوسط. ومن المقرر الإفراج عن 550 أسيرا فلسطينيا آخر بعد شهرين. تنفيذا لصفقة التبادل المبرمة بين حماس واسرائيل بوساطة مصرية والتي تقضي باطلاق سراح 1027 سجينا فلسطينيا مقابل الافراج عن شاليط (25 عاما). وكانت سلطات السجون الإسرائيلية قد أنهت صباح أمس نقل جميع الأسيرات والأسرى الفلسطينيين ال 477 المقرر الإفراج عنهم ضمن الدفعة الأولى، إلى المعابر التي تم منها إطلاق سراحهم. وبدأت سلطات السجون الإسرائيلية عند الساعة 2:30 فجر أمس نقل 96 أسيراً من معتقل كتسيعوت في النقب إلى معتقل عوفر في رام الله، حيث أطلق سراحهم إلى منازلهم بالضفة الغربية. ونقل 334 أسيراً في قوافل إلى معبر كرم أبو سالم في طريقهم إلى قطاع غزة، كما تحركت قافلة أخرى تضم 27 أسيرة فلسطينية و16 أسيراً من شرق القدس وثلاثة من فلسطينيي 48، بينما تم نقل أربع أسيرات إلى معبر كرم أبو سالم، وأسير واحد من سكان بقعاتا في هضبة الجولان المحتل إلى مخفر الشرطة في كاتصرين. وبموجب الصفقة فإن 247 أسيرا سيعودون إلى بيوتهم: 131 إلى غزة، و96 إلى مناطق بالضفة الغربية، و14 إلى القدس، وخمسة من داخل الخط الأخضر، وواحد من الجولان، بينما سيجري إبعاد 203 أسرى: 40 للخارج لدول من بينها تركيا ومصر وقطر والأردن، و163 إلى غزة. وتم نقل الأسرى الفلسطينيين إلى قطاع غزة والضفة الغربية بعد نقل شاليط إلى إسرائيل.وجرت الصفقة وسط إجراءات أمنية مشددة. وقد وصل الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط الى قاعدة تلنوف الجوية الاسرائيلية في وقت سابق، حيث كان في استقباله والداه واسرته ورئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو. وقد أعلن جيش الاحتلال أمس الثلاثاء أن الجندي جلعاد شاليط عاد إلى إسرائيل بعد احتجازه لأكثر من خمس سنوات في قطاع غزة. وفي مؤتمر صحفي عقده في معبر كرم أبو سالم الحدودي ونقل مباشرة عبر التلفزيونات والإذاعات الإسرائيلية، قال المتحدث باسم الجيش الجنرال يواف مردخاي: جلعاد شاليط عاد إلى وطنه. وأظهر تصوير بثه التلفزيون المصري أن الجندي الإسرائيلي الذي أسر منذ عام 2006 بقطاع غزة جرى تسليمه أمس إلى مسؤولين إسرائيليين. وشوهد شاليط، الذي بدا بصحة جيدة لكنه شاحب قليلا، وهو يسير مسرعا من سيارة بعد أن أطلق مسؤولون من حماس سراحه، وهذه أول لقطات تلفزيونية لشاليط منذ عام 2009. وفي لقاء بثه التلفزيون المصري معه، قال شاليط : إنه تلقى نبأ الصفقة قبل أسبوع، وأضاف: أحسست أنها الفرصة الأخيرة لتحريري من الأسر. وردا على سؤال عن وجود آلاف الفلسطينيين بالمعتقلات الإسرائيلية، أعرب شاليط عن أمله بالإفراج عنهم وتسهيل عودتهم لأسرهم. متمنيا أن تساهم صفقة الإفراج عنه في تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وقال رئيس الحكومة الاسرائيلية لدى استقباله شاليط: إن هذه لحظة مثيرة، ولكنها ايضا صعبة، فالثمن الذي دفعته اسرائيل كان باهظا جدا. واضاف نتنياهو قائلا: أريد ان اؤكد اننا سنواصل حربنا ضد الارهاب. كما دعت الحكومة البريطانية اسرائيل الى استثمار الزخم والحماس الذي رافق عملية تبادل السجناء الفلسطينيين مقابل الافراج عن شاليط لدفع عملية السلام المتعثرة الى الامام. وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، في سياق ترحيب لندن باتمام الصفقة: انها توفر بريق امل في مشهد المفاوضات الكئيب، الامر الذي يمكن ان يحرك دفة هذه القضية الصعبة. واضاف: انا مدرك انه من المهم على الاسرائيليين والفلسطينيين العودة الى مفاوضات عملية السلام في الشرق الاوسط، واستحداث اسلوب مقاربة مشترك للتعامل معها. وقال أيضا: ان على الاسرائيليين تحديدا، حسب اعتقادي، ان يكونوا مستعدين لتقديم عرض اقوى واكثر حسما من العروض التي قدمها قادة اسرائيليون في الاعوام الماضية. واعرب هيغ عن الامل في ان تخفف اسرائيل من القيود المفروضة على المعابر الى قطاع غزة بالقول: ان قوة تلك الاجراءات اسهمت في تقوية حماس اكثر مما اضعفتها. وكانت آخر عقبة أمام تنفيذ الصفقة قد أزيلت في وقت متأخر من أمس الاول الاثنين، حينما رفضت المحكمة العليا الإسرائيلية التماسات ضد إطلاق الأسرى الواردة أسماؤهم في القائمة. الا أن الصفقة استثنت عددا من كبار القيادات الفلسطينية، منهم مروان البرغوثي القائد في حركة فتح، واحمد سعدات زعيم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، السجينان في اسرائيل.