خضعت الأسبوع الماضي الطفلة مريم سعدودي البالغة من العمر 10 سنوات ونصف لعملية زرع كلية بمستشفى »نفيسة حمودي« بحسين داي (بارني سابقا)، تبرع لها بها والدها، وتكللت بالنجاح، وهو ما صنع الفرحة في نفسها ولدى عائلتها، وحتى لدى الطاقم الطبي المشرف على العملية بقيادة الأستاذ فريد حدوم، رئيس مصلحة أمراض الكلى، بذات المستشفى. وقد غادرت الطفلة المستشفى أمس، لتعود رفقة والديها إلى البيت غير مصدقة بالتغير المفاجئ الذي حدث في حياتها وحياتهم جميعا بعد معاناة مع المرض وخضوعها منذ أفريل الماضي إلى عملية غسيل الكلية بواسطة الكيس البطني. ولا شك فإن هذا الانجاز الذي قام به فريق طبي جزائري بحت، يستحق التنويه والتقدير يدل على الكفاءة العالية للعنصر البشري الجزائري خصوصا إذا ما توفرت له الإمكانيات والجو المناسب، علما أن الجزائر تعد البلد الوحيد في المنطقة المغاربية التي يجري بها عملية زرع الكلى للأطفال دون سن الخامسة والذين يقل وزنهم عن 30 كيلوغرام حسب الأستاذ حدوم. وبهذه المناسبة التقت »الشعب»، أمس، بالطفلة مريم وبوالديها والطاقم الطبي المشرف على العملية، ذات البعد الإنساني الكبير، وقد صرح والدها الذي انهمرت الدموع من عينيه وهو يسرد معاناة ابنته مع المرض قائلا: بدأت متاعبنا مع مريم التي ولدت يوم 8 أفريل 2001، بكليتين عاجزتين، مما تتطلب معالجتها بصفة دائمة بمصلحة طب الأطفال ببني مسوس قبل أن يتم تحويلها في فيفري الماضي إلى مستشفى بارني بعد أن توقفت كليتاها عن العمل تماما حيث تم التكفل بها، إذ بدأت عملية الغسيل الكلوي بواسطة الكيس البطني. وبعد أن استعرض والدها عبد القادر (سائق طاكسي)، مختلف مراحل العلاج التي مرت بها ابنته وخضوعها إلى عملية زرع الكلى كشف أن شقيقه (إمام) لم يعارض أمر تبرعه بكلية لابنته ما دام أن الفائدة المرجوة أكثر من الضرر. أما الوالدة جميلة فروت بدورها معاناتها مع ابنتها من خلال مرافقتها في العلاج وعملية غسيل الكلى التي كانت تتم في البيت بواقع أربع مرات في اليوم، في غرفة منعزلة تكاد تكون معقمة، معبرة عن سعادتها الكبيرة بنجاح العملية وبعودة ابنتها إلى البيت لتعيش حياة طبيعية على غرار أترابها وتواصل دراستها بمدرسة قايدي مسعود. وقالت بدورها مريم، وبراءة الطفولة تعلو محياها »إنني سعيدة كثيرا وأشكر والدي كثيرا الذي خلصني من تبعية الغسيل الكلوي ووالدتي على وقوفها ومساندتها لي، كما أشكر الطاقم الطبي والممرضين وكل من ساهم في إعادة البسمة إليّ«. وقد حرص الأستاذ فريد حدوم على إسداء آيات الشكر والامتنان للفريق الطبي المساعد له في المصلحة وكذا إلى الأستاذين برطال عمر وزرهوني عبد الكريم المختصين على التوالي في جراحة الأوعية الدموية والإنعاش بالمركز الوطني للطب الرياضي سابقا، وكذا لمعهد باستور ولكل من له علاقة بعمليات زرع الكلى.