قام مكتب المجاهدين لولاية الجزائر، أمس بمقره، بحركة احتجاجية رافعا جملة من الانشغالات اخص إعادة الاعتبار لهذه الفئة التي قدمت أغلى ما تملك من أجل تحرير الوطن، وقررت تضحية ثانية دفاعا عن الجمهورية في مواجهة الإرهاب. وأكد مكتب المجاهدين، في ندوة صحفية، نشطها مصطفى زرقاوي الأمين الولائي، وعبد المالك محيوس مسؤول التنظيم والمالية وخير الدين الأمين الوطني للمنظمة الوطنية للمجاهدين أن وقفة الاحتجاج المقررة في جمعية عامة من الهيئات القاعدية، تتبع بالخروج إلى الشارع في حالة عدم الحصول على استجابة للمطالب المرفوعة بعد نهاية الشهر الجاري. وذكر المكتب، في ذات الوقفة الاحتجاجية التي جرت وقائعها بمقره الكائن في 43 شارع بوڤرة في الأبيار، أنه لا يريد التأثير على احتفائية أول نوفمبر، مفجر الثورة التحريرية واستعادة السيادة الوطنية، بعد نضال طويل. لكن بقاء الأبواب مغلقة من قبل الهيئات المعنية بقضية المجاهدين، في مقدمتهم مصالح الوزارة الوصية وولاية العاصمة، فرضت هذا التصعيد الذي لم يكن أحد يرغب فيه. وفرضته تداعيات الاستياء وتلاحق الأحداث وتعقيدات الظرف. وحسب مصطفى زرقاوي، فإن مكتب المجاهدين لولاية الجزائر، لم يعد يتحمل مزيدا من إقصاء هذه الشريحة، وعدم أخذها في الاعتبار، وهي حالة متكررة منذ 2008 حتى الآن. بدليل أن المكتب لم يتحصل على أي دعم مالي على مدار السنوات ال4. والغريب في الأمر، حسب ما ذهب إليه السيد محيوس عبد المالك بنبرة غضب بالقول: أن ولاية الجزائر تشترط، في خرجتها الغريبة، رخصة الاعتماد مقابل منح الدعم المالي. فمتى كان يطلب من منظمة المجاهدين هذا الأمر، واعتمادها الوحيد كان في 1954 عند تفجير الثورة التحريرية المفضية إلى الحرية التي ينعم بها من يديرون ظهرهم لصناع الاستقلال الوطني، إنها سابقة خطيرة، يؤكد خير الدين الأمين الوطني أمام أعضاء المجلس الوطني، وهم أعضاء المكتب الولائي قائلا: »إن الإهانة التي تلاحق المجاهدين من بعض المسؤولين المتنكرين لرسالة نوفمبر والذين لم يحركوا ساكنا تجاه الاستجابة الملحة لنداءات هذه الفئة، قد تحتم علينا الخروج إلى الشارع والتظاهر مهما كانت الظروف والتحديات«. وعاد خير الدين إلى بداية البدايات، كاشفا عن محاولات كثيرة لإخراج الوضع من حالة الإنسداد. لكن بقيت الأوضاع تراوح مكانها، وظلت أبواب الحوار موصدة. وكان السؤال المحيّر من منشطي الندوة الصحفية، لماذا لا تكلف الإدارة المركزية نفسها عناء الجهد وتستمع لانشغالات المجاهدين التي هي ليست مطالب اجتماعية، مثلما يروّج، لكن انشغالات تخص حماية الذاكرة الجماعية ورموز الثورة، بإحياء الأعياد الوطنية وذكرى استشهاد صناع الثورة التحريرية، وكلها مسائل تهم الأسرة، وهي أحق بتحضيرها دون غيرها.. وانتقد مكتب المجاهدين، الطريقة التي تتبع من أجل إحياء الأعياء الوطنية، واسناد المهمة لمديرية المجاهدين، بدل المنظمة الوطنية صاحبة الشأن. وفي هذه الطريقة مسعى من أجل إقصاء المجاهدين، وإيجاد بدائل لهم، الشيء الذي لم يقبل بالمرة. ورفع المكتب جملة من المطالب تشكل انشغالات مطروحة لأسرة المجاهدين التي ترفض وقوع انشقاق في صفها، وقاعدة (فرق تسد)، وتشمل الانشغالات استعادة القسمات والناحيات مقراتها التي هي محل نزاع بفعل فاعل، وتسليم لها مرافق تسمح بعقد اجتماعات وتسوية مشاكل المجاهدين العديدة من فقدان شغل، وسكن وأشياء أخرى. وقدم للصحافة تقريرا مفصلا عن النزاعات المفتوحة مع أناس اشتروا بطرق ملتوية مقرات بما فيها مقر المكتب الولائي بشارع بوڤرة إلى جانب التراجع عن تسمية مرافق ومؤسسات وأحياء بأسماء شهداء الحرية الذين هم أكرمنا جميعا.