اكتمل نصاب مجموعة الجزائر بتأهل منتخب رواندا إلى جانب كل من البنين ومالي، وذلك تحسبا للاقصائيات الخاصة بمونديال البرازيل 2014. وتبدو أوراق المنتخبات الأربعة مكشوفة لبعضها البعض بالنظر إلى المواجهات التي جمعتهم خلال الفترة الأخيرة، سواء كانت ودية على غرار الفريق البنين سنة 2009، التي كانت على ملعب 5 جويلية، وبما أن تشكيلة هاليلوزيتش الحالية تعرف تواجد العديد من العناصر التي لعبت ذلك اللقاء، إن لم نقل أغلبها فهذا يعني أن كوادر المنتخب الوطني لهم فكرة عن هذا الفريق، وبالتالي سيحاولون استغلالها خلال المواجهات المستقبلية رغم أن الأمور تختلف بعض الشيء. أما عن المنتخب المالي، فهذه المباراة ستعرف حساسية كبيرة بما أن رفقاء القائد عنتر يحي كانوا السبب في خروج زملاء كانوتي من دور المجموعات (كأس افريقيا التي جرت بأنغولا خلال 2010، بفضل هدف حليش، ولهذا فإن الأمور ستكون جدية بصفة كبيرة من أجل فريق يريد رد الاعتبار وآخر يريد الاستمرار. في حين نجد أن المواجهة التي ستجمع “الخضر” مع منتخب رواندا سيكون لها شأن آخر بالنظز للصعوبات التي وجدها رفقاء زياني، سواء في لقاء الذهاب الذي انتهى كما بدأ وكان خارج الديار ب “كيفالي” أو الإياب وهنا وجد اللاعبون الجزائريون كل الصعوبات من أجل تجاوز عقبة هذا الفريق العتيد الذي استطاع أن يسجل قبل أصحاب الأرض في (د20) عن طريق اللاعب موتيزا ولحسن الحظ تفطن رفقاء غزال واستطاعوا أن يعودوا في المباراة بهدف هذا الأخير في (د 22) وتلاه بلحاح (د 45)، قبل أن يعمق زياني الفارق في (د 94) إثر ضربة جزاء تحصل عليها مطمور. ولهذا فإن لاعبي الخضر على دراية تامة بصعوبة المأمورية أمام هذا الفريق الذي تبدو طريقة لعبه جد غامضة، لكن المهم هو أن أشبال هاليلوزيتش يعرفون ذلك بصفة جيدة من أجل إعداد العدة اللازمة لمجابهة أي طارىء. وبالتالي فإننا نجد بأن المنتخب الوطني وبالنظر إلى المعطيات التي ذكرناها يكون على الافتاك ان يعملوا بكل جد من أجل بلوغ المونديال الذي قد يكون الثاني لهم على التوالي، بما أن اللاعبين و حسب تصريحاتهم الاخيرة خلال المعسكر الذي أقامه الطاقم الفني للفريق بمركز سيدي موسى، لا يريد تفويت الفرصة مرة أخرى، وجعل اسم الجزائر حاضر خلال دورة البرازيل المقبلة، وذلك من أجل إثراء سجل الفريق الوطني من المشاركات بالتواجد للمرة الرابعة في تاريخه في أكبر محفل كروي في العالم والذي لايأتي كل سنة. ولهذا فإننا نفهم من أن هاليلوزيتش وبانتهاجه إلى طريقة تحضير جد صارمة مع اللاعبين بأنه يريد تشكيل منتخب متماسك من كل الجوانب، سواء الانضباط داخل المجموعة أو اللاعبين الجاهزين من أجل تسهيل العمل أكثر، وذلك يعود إلى أن تركيزه منصب على: مونديال البرازيل 2014 بعد كأس افريقيا 2013، وهذا ما تجلى من المعسكر الذي أقامه مؤخرا بمركز سيدي موسى الرياضي بالعاصمة، والذي تخللته عدة حصص تطبيقيه، منها لقاء ودي ضد المنتخب التونسي المتأهل بدوره إلى كان 2012. تصفيات كأس افريقيا 2013 الجزائر تواجه غامبيا مجددا أما عن التصفيات الخاصة بكأس افريقيا للأمم المقررة بجنوب افريقيا 2013، أقعت القرعة المنتخب الوطني في مواجهة جديدة مع نظيره الغامبي الذي سبق لرفقاء القائد عنتر يحيى أن لعبوا ضده في الاقصائيات المزدوجة للكان والمونديال سنة 2010، أين كانت المواجهة بين الفريقين جد صعبة ومتقاربة من ناحية الأداء، بدليل أن زملاء بوقرة، انهزموا بهدف وحيد عندما تنقلوا إلى غامبيا في حين حقّقوا فوزا صعبا بالجزائر على ملعب شاكر بنفس النتيجة التي انهزموا بها، وكان عنتر يحيى هو موقع الهدف الوحيد في (د 15). ناهيك عن الصعوبات الكبيرة التي واجهت المنتخب الوطني من أجل الظفر بالنقاط الثلاث، خاصة وأن نظيره الغامبي احتل المركز الثاني مباشرة بعد الجزائر ب 9 نقاط في المجموعة. وبالتالي، فإن أشبال هاليلوزيتش يعرفون خصمهم جيدا ولا يجب منهم أن يستخفوا به أو يتهاونوا إن أرادوا العودة إلى المنافسة الافريقية 2013، بعد أن غابوا عن دورة 2012، أين نجد بأن اللاعبين يعرفون جيدا دورهم من خلال التصريحات التي أدلوا بها لها خلال قدومهم إلى الجزائر من أجل التربص الذي أقامه المدرب البوسني بمركز سيدي موسى على غرار بودبوز الذي اعتبر المباراة بالمهمة، وأنه يفكر فيها كثيرا. نفس انطباع بوقرة وعنتر يحيى ومهدي مصطفى وآخرين عندما أكدوا بأنهم سيحسمون الأمور في لقاء الذهاب قبل الإياب. وبهذا نفهم بأنه لا خوف على الفريق في ظل الصرامة الكبيرة التي فرضها هاليلوزيتش على أشباله من أجل تفادي تكرار السيناريوهات السابقة عندما كانت الكرة الجزائرية غارقة في دوامة من النتائج السلبية حرمتها من الظهور على الساحة العالمية لمدة تفوق العقدين، إضافة إلى غيابهم عن دورتين افريقيتين متتاليتين سنة 2006 و 2008 وأخيرا عن كان 2012.