وضعية الخدمات والتأطير الطبي والتجهيز تجعل المرضى يطالبون بإستقلالية هذه المصالح: تتحمل أزيد من 15 مصلحة إستعجالية بالمؤسسات العمومية الإستشفائية والجوارية بولايتي الشلف وعين الدفلى عبء استقبال أكثر من 1335 مريض ومصابا يستدعى التكفل الفوري وانقاذه من الوضعية التي تهدد حياته خاصة عندما يتعلق الوضع بالحالات الإستعجالية الناجمة عن حوادث المرور وأعراض مفاجئة حسب معاينتنا لهذه المصالح التي يعيش بعضها ضغطا كبيرا من طرف زوارها والمرضى يوميا خاصة التي مازالت إمكانياتها الطبية من تأطير وأجهزة وأدوية ومعدات محدودة جدا. الصورة التي يرسمها الإقبال على تلك المصالح الإستعجالية سواء بالمؤسسات الإستشفائية أوالجوارية في أكثر من 15مصحلة ببلديات ولايتي الشلف وعين الدفلى بالرغم من تفاوت نسبته من منطقة الى أخرى وموقع الى آخر، حسب الحجم السكاني، ومكان تواجدها في المحيط الإجتماعي، يجعل هذه المصالح من أهم الأماكن التي تشهد هذا الإقبال الذي يفوق 1335 مريض يوميا، حسب الفرق الطبية ومسؤولي الإدارات المشرفة، كما هو الحال بمستشفى عين الدفلى. أزيد من 10 أطباء لحوالي 200 مريض يوميا بمصلحة الاستعجالات بعين الدفلى وضعية المصلحة بمستشفى حمو مكور بعاصمة الولاية والتي تعرف توافدا للمرضى وأصحاب الحالات الحرجة، ما كان لها أن تشهد هذا العدد الهائل الذي يتردد عليها يوميا، لولا الظروف المشجعة والمتوفرة بالمقارنة مع السنوات المنصرمة التي كانت فيها هذه المصلحة محل انتقاد من طرف المرضى وأولياؤهم وحتى المنتخبين أثناء مناقشة ملف الصحة في المجلس الشعبي الولائي. غير أن إستجابة الإدارة الحالية لهذه النقائص والانشغالات، أعطى الصورة المثلى لهذه المصلحة من حيث نوعية الإستقبال بالولاية. وحسب تصريح مديريها، السيد مسعود عبداوي ل “الشعب”، فإن التكفل بالمريض فوريا حال وصوله للمصلحة، صار من اهتمام إدارته والفريق الطبي والممرضين العاملين ب بالمصلحة وغيرها من المصالح الأخرى وهذا بالرغم من العدد الهائل الذي يزور المصلحة والذي يستقبل حوالي 200 شخص في بعض الأحيان يوميا، وهو رقم يأخذه هؤلاء على عاتقهم للتكفل به وتوفير له كل الظروف والمتطلبات الطبية، لأن الأمر يتعلق في بعض الأحيان بالحياة أوالموت، حسب محدثنا، والذي إلتقينا به داخل جناح الاستعجلات أثناء معاينتنا للمصلحة، وهو ما يفسر الأهمية والتعليمات الصادرة عن وزارته والتي تطبق ميدانيا من طرف الفريق الطبي، يقول ذات المدير. وعن التأطيرالطبي الذي يلقى بعض ردود الأفعال السلبية من طرف السكان وخاصة المرضى منهم في قاعات الانتظار في بعض البلديات الأخرى من الولايتين، فإن مصحلة الاستعجالات بعاصمة الولاية عين الدفلى تكون قد نجحت الى حد كبير حسب أقوال المرضى وأولياؤهم الذين إلتقينا بهم في المصلحة، حيث تحدث هؤلاء عن ظروف الاستقبال والسرعة في أداء الواجب والتعامل مع كل الحالات خاصة المستعصية التي تنتظر، لأن المسألة مسألة وقت قصير على حد تعبير المواطن الحاج صدوق الذي أثنى على الخدمات والجهود المبذولة من طرف الفريق الطبي والإدارة، حسب قوله. أما بخصوص تهيئة المصلحة التي عرفت نقائص كبيرة خلال السنوات المنصرمة، حسب تعليقات محدثينا، فإن إدارة المستشفى والزيارات المتكررة لوالي الولاية أثمرت بإجراء عدة عمليات خاصة بالتهيئة والتجهيز بالوسائل والمعدات الحديثة في الكشف والتشخيص بالإضافة الى توفر الأدوية، مع تخصيص فريق طبي يصل الى 10 أطباء وقد يتجاوز ذلك حسب الطلب ونوعية الحالات مع ممرضين وشبه طبيين، حسب مدير المؤسسة العمومية الإستشفائية لحمو مكور، السيد مسعود عبداوي، الذي إعتبر وقوف الوالي مكسب للصحة العمومية بالولاية. حوادث المرور والتسممات الغذائية والوعكات الصحية للأطفال من يوميات الاستعجالات بالشلف هذا الصراع اليومي الذي تعرفه هذه المصالح الإستعجالية بكل من مستشفى أولاد محمد والشرفة والشطية وتنس والصبحة والمؤسسات العمومية الجوارية بكل من بوقلدير، عين مران وواد الفضة والكريمية وغيرها من المصالح ناجم عن كون الحوادث المرورية المسجلة بالطريق الوطني رقم 4 و19 و11 من الرهانات التي تسعى المصالح الطبية التكفل بها يوميا وخاصة أثناء الفترات المسائية، حيث لاينخفض العدد عن 20 حالة يوميا، وهو ما يعيق تدخل الأطباء والانشغال بالحالات الأخرى التي تصل الى المصالح المذكورة، حسب معاينتنا لمصلحة الشرفة وأولاد محمد في حدود الساعة الثامنة والنصف ليلا، حيث وقفنا على حوادث بعد نهاية لقاء فريق أولمبي الشلف مع إحدى الفرق الناشطة بالبطولة الإحترافية للقسم الأول. ومن جانب آخر، يظل ملف التسممات الغذائية من الحالات البارزة التي تصل مصالح الإستعجلات خاصة بالشطية والصبحة وتنس، حيث كشف تقرير 2010 عن تسجيل شمل 2008 و2009 عن تسجيل 91 حالة وفاة من جملة 3110 حالة تسمم وصلت الى المصالح الإستعجالية ضمن أسباب عديدة كانت وراء هذه التسممات الغذائية. أما معضلة أمراض الأطفال التي تصل المصالح المعنية خاصة بالمؤسسة العمومية الجوارية سدي عمر بواد الفضة تبقى من الحالات التي تتطلب تدخلا فعالا خاصة أثناء فصل الصيف، أين تسجل حالات الإسهال، حسب إحدى النساء اللواتي إلتقينا بها بذات المصلحة. هذه الوضعية أشار إليها التقرير السنوي للولاية حيث كشف عن 8 وفيات من جملة 2177 حالة إسهال تقدمت للمصالح المعنية، وهو تقدم كبير ونجاح تحققه هذه المصالح في التكفل بالمرضى من الأطفال. هذه الحالات السالفة الذكر تجعل التدخل لمعالجة أصحاب هذه الحالات تؤخر التكفل بالحالة الطارئة، مما يجعل الأولياء ينتفضون لهذا الإجراء، في وقت يبدي فيه الآخرون تفهما نابعا من النظرة الإنسانية تجاه المرضى. ظروف الإستقبال والتجهيز والمراقبة إحدى المعوقات لنجاح الخدمة وغضب السكان لا يمكن أن نضع هذه المؤسسات كلها في كفة واحدة من حيث المعاملات والامكانيات المتوفرة وحالات المراقبة من طرف الإدارة المسؤولة، حيث لازال عدد من هذه المؤسسات بها ظروف استقبالية لا تطاق في غياب المعاملة الإنسانية وتدخل بعض حالات المحسوبية والنفوذ، مما يزرع القلق في صفوف المرضى وأوليائهم الذين تكون ردود أفعالهم عنيفة وقد تصل الى الدخول في مناوشات كلامية بين المصالح وهؤلاء المرضى. وقد فسر لنا أحد الغاضبين أمام هذه المصالح أن الأمر يعود الى غياب المراقبة الدورية والمفاجئة من طرف مسؤولي هذه الإدارات، حيث يجد بعض المؤطرين الفرصة للتمييز والمحاباة. ومن جهة أخرى، أرجع البعض الى نقص التجهيزات والعتاد الطبي وحتى قلة عدد التأطير الطبي، وهو ما ينعكس على سير الخدمة بهذه المصالح التي بحاجة الى جعلها إدارة قائمة بذاتها، وهو مطلب سجلناه لدى حديثنا مع المرضى وأوليائهم نظرا للعدد الهائل الذي تستقبله هذه المصالح الإستعجالية خاصة بولاية الشلف.