انضمت روسيا رسميا إلى المنظمة العالمية للتجارة بعد التوقيع يوم الجمعة الماضي على بروتوكول الانضمام عقب مسيرة طويلة من المفاوضات دامت 18 سنة وصفت بالشاقة، بسبب تحفظات بعض الأعضاء التي كانت سياسية أكثر منها اقتصادية أو تجارية. وبعد مرور ثلاثين يوما على التصديق تصبح روسيا عضوا كامل الحقوق في المنظمة، وبذلك تكون العضو 154 في قائمة الأعضاء في هذه الهيئة العالمية التي تسيطر على أكثر من 90٪ من حجم المبادلات التجارية العالمية. وتأمل روسيا من خلال إصرارها على الانضمام رفع مستوى مبادلاتها الخارجية والاستفادة من الامتيازات، التي توفرها عملية الانضمام من خلال تهيئة فرص جديدة للاقتصاد الروسي، بدءا بتعزيز الصادرات من الغاز والنفط بشكل أفضل نحو الدول الأوروبية، في مقابل رفع حصة صادرات هذه الأخيرة نحو موسكو والمقدرة حاليا بحوالي 5 ملايير دولار. ومن جهة أخرى فإن خبراء روس يتوقعون أن تعمل عملية الانضمام على تراجع أسعار السلع المستوردة ولاسيما من الاتحاد الأوروبي، الخاضعة حاليا للرسوم الجمركية على غرار بعض المنتجات الصناعية مثل السيارات والملابس وأخرى زراعية وغذائية، قد تشهد تراجعا في أسعارها في المرحلة القادمة. وإذا كانت روسيا كسلطة ترى أن تستفيد من مزايا الانضمام على نحو يخدم اقتصادها في عملية نموه، فإنه وفي مقابل ذلك بدأ صناعيون خواص يدقون ناقوس الخطر حول التداعيات السلبية المحتملة على الصناعة الروسية المحلية ولاسيما الخاصة منها، حيث سارعوا إلى التعبير عن خشيتهم من أن يؤدي الانضمام إلى المنظمة العالمية للتجارة إلى إفلاس العديد من الشركات الروسية قد تصل خسائرها إلى 50 مليار دولار بسبب عدم تنافسية الصناعة الروسية سواء من حيث الجودة أو ارتفاع تكاليفها مقارنة مع السلع المستوردة. ولا يبدو أن السلطة تشاطرهم الرأي وهي التي سارعت إلى إنهاء المفاوضات العسيرة، واضعة كل آمالها في أن تؤدي عضويتها الكاملة في المنظمة إلى زيادة ايرادات البلاد ورفع مستوى احتياطاتها بالعملة الصعبة المقدرة حاليا ب 513 مليار دولار، بعد تراجع طفيف بمليار دولار هذا الشهر. وعلى الرغم من التحفظات الأمريكية خلال عملية التصديق على وثيقة انضمام روسيا إلى المنظمة العالمية للتجارة في الاجتماع الوزاري الذي عقد بمقرها بجنيف، فقد سارع الرئيس الأمريكي باراك أوباما في نفس اليوم أي الجمعة إلى تهيئة نظيره الروسي ديمتري ميدفيدف على هذا الانضمام واصفا إياه بأنه يمثل أحد نتاج التقارب الثنائي بين البلدين وخطوة ايجابية ومتبادلة في العلاقات بين موسكو وواشنطن. وفي نفس السياق تم التأكيد على عزم الكونغرس الأمريكي العمل على الغاء تعديل ما يعرف ب »جاكسون فينيك« الذي وضع سابقا من أجل تقليص التعاون التجاري الأمريكي الروسي، هذا الإلغاء من شأنه إتاحة فرص تقارب الشركات الأمريكية من نظيراتها الروسية على غرار ما يحدث مع باقي المنافسين الآخرين. ويأتي هذا التأكيد الأمريكي حول ضرورة الاستفادة المتبادلة من المزايا التي توفرها عملية الانضمام، في وقت تشهد فيه العلاقات السياسية بين البلدين بعض الفتور بعد تبادل التهم بينهما أوحى للملاحظين أن الربيع العربي ألقى بظلاله على عودة محتملة للحرب الباردة بين القطبين الروسي والأمريكي. معدل التضخم في روسيا بلغ 9 . 5 % خلال ديسمبر الجاري
وصل معدل التضخم في روسيا حتى 12 ديسمبر الجاري إلى 9 ، 5 % وفقا لما كشفت عنه الهيئة الفدرالية للإحصاء. وجاء في بيان للهيئة نقلته وكالة أنباء “نوفوستي” الروسية أن معدل التضخم في البلاد بلغ منذ بداية السنة الجارية وحتى 12 ديسمبر الحالي 9 ، 5 % مقارنة ب 1 ، 8 % في الفترة نفسها من سنة 2010، وتتوقع الحكومة الروسية ألا يتجاوز معدل التضخم في نهاية هذا العام 5 ، 6 % بالمقارنة مع 8 ، 8 % في السنة الماضية. وأعلنت الحكومة الروسية أن معدلات التضخم في البلاد ستستمر بالإنخفاض تدريجيا حتى تصل إلى 6 % عام 2012 و5 % عام 2013 و4 % عام 2014.