انتقد سفير العراق في الجزائر عدي الخير الله من خلال الندوة الفكرية التي نظمها أمس مركز »الشعب« للدراسات الإستراتيجية الموقف »المتخاذل« للدول العربية في قضية العراق، واعتبر أن هذا الموقف ساهم في تأزم الوضع بهذا البلد الذي ما يزال يعيش تداعيات سنوات الاحتلال على جميع المستويات. أكد السفير العراقي بأن احتلال العراق كان بمساعدة الدول العربية التي لا تريد الخير لبلده على حد قوله، ولم يكتفوا بذلك بل راحوا يقاطعون هذا البلد المحتل »أي الضحية« بدل أن يقاطعوا أمريكا. وتساءل المتحدث عن سبب استمرار الدول العربية في تقديم صورة سوداوية ومأسوية عن العراق من خلال الإعلام الثقيل المدعوم من قبل »كارتلات« اقتصادية. وذكر السفير الخير الله بان الدول العربية تحت غطاء الجامعة العربية التي قدمت تسهيلات للدولة المحتلة للعراق في تدمير هذه الأخيرة بعد أن عانت سنوات من الحصار دفع ثمنه الشعب العراقي وليس النظام السابق والذي ما تزال أثاره لحد الآن، مشيرا إلى أن العراق يدفع غرامة مالية عن غزو الكويت في 1990 قدرت نسبتها ب5 بالمائة، والفاتورة حاليا ضخمة تفوق ال30 مليار دولار. وحاول السفير جاهدا إظهار العراق الذي ما يزال تحت تأثير الاحتلال الذي قضى على كامل بنيته التحتية ويستنزف ثرواته، كبلد أحسن بكثير من بعض الدول العربية التي ما تزال تحوي كما قال قواعد عسكرية، ويعتبر أن العراق يمتلك الإمكانيات والموارد الطبيعية والثروات الباطنية التي يمكن أن يبني من خلالها اقتصاد قوي. ويراهن المتحدث على تدفق الاستثمارات الأجنبية والعربية على هذا البلد الذي يمتلك مؤهلات تسمح له باسترجاع مكانته الاقتصادية كما كان في السابق. وبثقة كبيرة، يعتبر أن العراق »بالرغم ما أحيك ضده« قادر على تجاوز الأزمات، مبرزا بأنه لم يعد هناك ما يؤرق الشعب حاليا سوى قضية الإرهاب الذي يسعى لمحاربتها دون هوادة بالرغم من أن دحره ما يزال هدف بعيد المنال.