واصلت مجموعة »أوكسي - جون الجزائر«، أول أمس الجمعة، مبادراتها الخيرية التي دأبت على تنظيمها أسبوعيا ، لكن هذه المرة لم تكن كسابقاتها حيث فضلت توجيه اهتماماتها إلى فئة من المجتمع اقل ما يقال عنها أنها تعيش قي عالم آخر ، تنعدم فيه أبسط شروط الحياة الكريمة ، ففي الوقت الذي يتغنى المسؤولون المحليون بالانجازات التي حققوها خلال عهدتهم ، وقف أعضاء المجموعة على الحالة المزرية التي تعيش فيها بعض العائلات المحرومة من أهم الحقوق التي يكفلها الدستور الجزائري لكل المواطنين ، وهو الحق في السكن. وكم كانت دهشة ممثلي مجموعة »أوكسي- جون الجزائر«- الذين قاموا بزيارة الشاليهات التي خصصتها مصالح بلدية برج البحري الواقعة شرق الجزائر العاصمة لإيواء ضحايا زلزال 2003 الذي ضرب ولاية بومرداس - كبيرة عندما دخلوا الشاليه الذي تقطن فيه عائلة السيدة »ب.ح«، والتي اختيرت كبداية للبرنامج المسطر من طرف هذا »التنظيم الإنساني النشيط« الرامي إلى مساعدة العائلات الفقيرة عن طريق التكفل بعائلة واحدة في كل مرة عوض تنظيم مبادرات جماعية، اقتناعا من أغلب المنخرطين في المجموعة بضرورة العمل على إدخال البهجة والطمأنينة في نفوس هؤلاء من خلال تخصيص مبلغ مالي يتم جمعه من تبرعات الأعضاء الراغبين المشاركة في هذا العمل النبيل، يقدم شهريا لها، في الوقت نفسه انتظار تدخل حقيقي وفعال من المسؤولين المعنيين للحد من معاناتهم ولو بالتفاتة بسيطة للنظر في المشاكل التي يعانون منها واتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه هاته الفئة. ورغم ضيق المكان والظروف المزرية التي تعيش فيها، كانت فرحة السيدة »ب.ح« لا توصف عندما فتحت باب مسكنها لشباب المجموعة الخيرية ودموع الفرح بالالتفاتة الطيبة من طرفهم تتهاطل من عينيها مسرعة إلى تحضير الغرفة الصغيرة التي يتوفر عليها الشاليه للترحيب بهم، وتضاعفت فرحتها حين رأت جميع ضيوفها محملين بأكياس المواد الغذائية على اختلاف أنواعها وكذا العلب التي حوت أجهزة منزلية من أفرشة وأغطية وأيضا جهازا مسخنا، لتبدأ بعدها في سرد معاناتها التي دامت أكثر من نصف عمرها. هي أم لطفلين يخيل لمن يراها من الوهلة الأولى، أنها مسنة بسبب حالتها الاجتماعية الصعبة والمرض العضال الذي ألم بها، إلا أنها لم تبلغ السابعة والثلاثين من عمرها بعد، أفنت نصف حياتها في تربية ولديها »ح.ع« (15 سنة يدرس سنة أولى ثانوي) و»م.ع« (صاحب ال 14 سنة ومتوقف عن الدراسة منذ سنتين) بدأت مأساتها يوم قرر زوجها - متوفي - تطليقها وطردها هي وطفلاها من منزل الزوجية، فوجدت نفسها مرمية في الشارع تبحث عن مكان تختبئ فيه من برد الشتاء وحر الصيف وتحتمي فيه من »الذئاب البشرية الضالة« في أحياء العاصمة، وظلت على هذه الحالة لمدة جاوزت السنتين إلى أن توسط لها أحد المحسنين حتى تتمكن من الاندماج في أحد مراكز المشردين، لكن لم تتوقف معاناتها بمجرد دخول المركز، بل ازدادت حسب روايتها بسوء المعاملة و»الحڤرة« التي كانت تعاني منها من قبل بعض المقيمات معها، إلى أن فتح الله عليها سنة 2003 بشاليه على مستوى بلدية برج البحري بفضل المحسنين ومساعدة بعض موظفي الخدمة الاجتماعية التابعين لذات البلدية، كان كافيا لها للهروب من جحيم الشارع ومراكز إيواء المشردين والعجزة والمتسولين كذلك رغم عدم توفرها على أي دخل مالي ما عدا المنحة الزهيدة المخصصة لذوي الأمراض المزمنة المقدرة ب: 4000 د.ج شهريا التي تحصل عليها من مصالح البلدية. وبنبرة ممزوجة بالحزن والتفاؤل والرضى بقضاء الله وقدره، تمنت »ب.ح« أن تحظى بالتفاتة حقيقية من المسؤولين المحليين لحالتها وطفليها البريئين المزرية، مطلقة عبر صفحات أم الجرائد »الشعب« صرخة استغاثة إلى السيد رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، على أمل حصولها على سكن لائق ومحترم حتى تواصل مهمتها التي أفنت حياتها من أجلها، وهي تربية ولديها أحسن تربية في ظروف اجتماعية مواتية، مقدمة شكرها العميق لمجموعة »أوكسي جون الجزائر« وكل المحسنين من أصحاب القلوب الرحيمة الذين ساعدوها على توفير لقمة العيش لعائلتها.