اعتبرت الأمينة العامة لحزب العمال، لويزة حنون، أمس أن اختطاف والي ولاية إليزي يشكل سابقة خطيرة رغم تنصيب وزارة الدفاع لقيادة جديدة على مستوى الولاية لمواجهة تداعيات الوضع الأمني في ليبيا. وأكدت حنون في الاجتماع التقييمي لحزبها بمكتبة بلفور بالحراش على ضرورة استخلاص الدروس من هذه الحادثة لأنها مست ممثل الدولة الجزائرية واصفة إياها بالاستفزاز الخطير رغم عودة الوالي سالما معافى وبغض النظر عن هوية المختطفين، ولابد من فهم الرسالة من وراء ارتكاب هذا الفعل. وبخصوص الاستحقاقات الانتخابية المقبلة شددت حنون على تقديم ضمانات سياسية لتشجيع المواطن الجزائري على الذهاب إلى مكاتب الاقتراع والمشاركة في العملية الانتخابية عبر ضمان الشفافية وحياد الحكومة سيما الأحزاب النافذة فيها، حتى لا تمس بكل المسائل المتعلقة بالعملية من تنظيم وفرز. وطالبت حنون في هذا السياق رئيس الجمهورية بالتدخل واستصدار مراسيم تغطي العجز الذي تضمنه قانون الانتخابات والذي افرغ حسبها من كل الإجراءات الشجاعة والعملية لأنها (الانتخابات المقبلة) تشكل اختبارا سياسيا حقيقيا لبلادنا ومن ثم لا بد من تجاوز أسباب الامتناع كعدم احترام العهدة والتفسخ السياسي وشراء الذمم والتزوير الفاضح. ودعت بدورها الأمينة العامة لحزب العمال كل الأحزاب سيما الإسلامية التي ستعتمد قريبا والتي هي على علاقة مع مثيلاتها بكل من مصر وتونس والمغرب وليبيا إلى توضيح سياستها ورؤيتها ومواقفها من مختلف القضايا كالتطبيع والقضية الفلسطينية، المكتسبات الاجتماعية والديمقراطية، لان هذه الأخيرة في الدول المذكورة قدمت ضمانات لأمريكا بعدم المساس بإسرائيل والتعامل معها ما يستدعي تحديد المواقف من البداية ليكون المواطن واعيا بكل ما يجري. إلى جانب ذلك اعتبرت المتحدثة أن الإصلاحات السياسية فاشلة، لأن مؤسسات النظام القديم عاجزة عن إحداث التغيير ومن ثم لابد من تعديل الدستور واعتماد النظام البرلماني والقطيعة مع النظام السابق وبناء مؤسسات جديدة، كما دعت إلى تجاوز سياسة الترقيع و»البريكولاج« في حل البطالة والبحث عن حلول ناجعة. وفي نفس السياق اعتبرت حنون أن أزمة السكن التي أصبحت مشكلة حقيقية وفجرت العديد من الاحتجاجات واصفة إياها بالقنبلة الموقوتة، داعية إلى توزيع السكنات الشاغرة ومصادرة كل الوحدات التي تم التلاعب بها وتخصيص منحة للعائلات للكراء لدى الخواص ما من شأنه امتصاص الضغط والتوتر. وحسب حنون، ان الرهان المطروح حاليا هو اجتياز الجزائر لهذه المرحلة بسلام وبقائها ثابتة ومن ثم التوجه إلى نحوالاختبارات الاقتصادية الهامة سيما وأن »الأفامي« أكد أن الأزمة التي تعيشها أوروبا ستستمر وتزداد حدة خلال 2012 وهوما يستدعي إنشاء وزارة للتخطيط واعتماد سياسة خلاقة للثروة عبر مخطط استعجالي للتصنيع وإعادة تأميم المركبات الهامة التي فتحت أمام الشراكة الأجنبية كمركب الحجار ومركب الحليب بذراع بن خدة. وانتقدت حنون موقف »الأرسيدي« من إضراب عمال مركب الحليب وتهجمهم على حزب العمال نظرا لدعمه الإضراب ودعوته لوقف الخوصصة وإعادة التأميم معتبرة إياه بالموقف الغريب الذي يجب التوقف عنده ودراسته. من جهة أخرى، أشارت حنون إلى أن كل ما تعانيه الدول في العالم هو نتيجة حتمية للسياسة الامبريالية الغربية وإعادة الهيكلة غير المدروسة التي تسببت في تحطيم المكتسبات النقابية والديمقراطية في سبيل السيطرة على العالم وتنفيذ مخطط الشرق الأوسط الكبير.