كشف المدير العام لمعهد باستور البروفيسور محمد تازير ل"السياسي" عن وجود شحنة قيد الوصول إلى الموانئ الجزائرية والتي تحمل حوالي أكثر 5 آلاف جرعة من الأمصال المضادة لداء الكلب والتي عمدت مصالحه لاستيرادها من دولة الهند. وأوضح ذات المسؤول الطبي أنه كان من المفروض أن تتسلم الجزائر هذه الشحنة من دواء داء الكلب في تاريخ 3 جانفي الجاري وذلك بعد أن تأخر المخبر الهندي »أس. إي. إي« في تسليم اللقاحات في موعدها المقرر سلفًا، كما أكد »تازير« أن معهد باستور أوفى بالتزاماته المالية باتجاه المخبر الهندي وذلك من أجل إتمام صفقة إستيراد اللقاحات المضادة لإلتهاب الكبد الفيروسي الخاص بالأطفال أيضا إلا أن هذا التأخر سيجعلنا نتخد إجراءات عاجلة لتوفير هذه اللقاحات من مخبر آخر قبل نهاية الشهر الحالي مع إسترداد الغلاف المالي الذي تم تسديده مع المخبر الهندي بطبيعة الحال حسب قوله. وعن أسباب عجز مصالح معهد باستور في إنتاج هذه الأمصال واللقاحات الخاصة بداء الكلب وداء الإلتهاب الفيروسي الذي يصيب الأطفال، أرجع المسؤول الأول على معهد باستور السبب الرئيسي إلى قدم المعدات والتجهيزات المستعملة بإضافة الى شيخوخة وكبر سن الأحصنة التي تحوز عليها مصالحه والتي أصبحت عاجزة على إنتاج هذه الأمصال بسبب تقدم عمرها، وعليه فإننا قمنا مؤخرا بشراء أحصنة جديدة وصغيرة في السن إذ يتم تحضيرها وتجهيزها من أجل تحضيرها لإنتاج تلك الأمصال، وذلك بعد إخضاعها لتجارب وفحوصات مناعية وتحليلية وكذا طبية لتمكينها فيما بعد من إدخالها الى عالم تصنيع الأمصال المذكورة سلفا. وفي سياق آخر أفصح البروفيسور نبيل دبزي المختص في أمراض الإلتهاب الكبدي الذي إلتقت به »السياسي« في منتدى »المجاهد« أن آخر الإحصائيات المتعلقة بعدد المصابين بفيروسات الإلتهاب الكبدي في الجزائر تشير الى عدد يفوق 360 ألف مصاب، وشدد الأخصائي على أن من المستحيل معالجة الإلتهابات الكبدية من دون إجراء تحاليل بيولوجية دقيقة، داعيًا مصالح وزير الصحة جمال ولد عباس الى ضرورة إنشاء على الأقل 25 مركز لعلاج خاص بهذا المرض وذلك بعد تسجيل عدم وجود مخابر ومراكز خاصة تتكفل بهذه الحالات ببلادنا. كما لم يفوت على البروفيسور نبيل دبزي إلى التنبيه على ضرورة أيضا إجراء حملات وقائية مرافقة بعمليات تلقيح خاصة في أوساط الواقعة في جنوبنا الكبير أين يتم ملاحظة تنامي نسب كبيرة من حالات الإصابة بمرض الإلتهاب الكبدي الفيروسي. كما كشف ذات المتحدث أن هذا المرض الذي يتسبب بإصابات سرطان الكبد يستنزف الخزينة العمومية أكثر من 3 ملايير دينار سنويًا، مع هذا أقر البروفيسور المختص في أمراض الإلتهاب الكبدي أن الجزائر تعد من البلدان الأولى التي تحقق نجاحات في نسب الشفاء من هذا المرض. وللإشارة فإن آخر المؤثرات التي أوردها رئيس الجمعية الوطنية لمكافحة الإلتهاب الفيروسي عبد الحميد بوعلاق تؤكد إصابة حوالي مليون ونصف جزائري بهذا المرض.