أعلن أمس جمال بن عبد السلام الناطق الرسمي باسم جبهة الجزائرالجديدة عن ميلاد حزبه رسميا بعد إشرافه على افتتاح المؤتمر التأسيسي أمام ما يقارب 800 مندوب عن 45 ولاية بفندق «الرياض» بسيدي فرج. وشدد بن عبد السلام في كلمة ألقاها بفندق «الرياض» بسيدي فرج، على ضرورة الذهاب إلى إصلاحات عميقة لان ما أنجز لا يمثل سوى ربع التطلعات، مشيرا إلى ان المطلوب اليوم هو الإصلاح في أربع مجالات وهي إعادة النظر في حزمة القوانين التي عدل بعضها وبقي الكثير أهمها تعديل قانون السلم والمصالحة الذي جاء وفق موازنات ومنطقية معينة لان الإصلاح الحقيقي لا يكون إلا بمصالحة تداوي الجراح وتنسي الأحقاد. يضاف إلى ذلك، ضرورة إعادة النظر في السياسات المتبناة وإصلاح الذهنيات المتحجرة الجاثمة على مؤسسات الدولة، بالإضافة إلى وقف التعسف والتجاوزات على قوانين الدولة السائدة من طرف كبار المسؤولين لان المرحلة القادمة هي مرحلة حشد الطاقات للبناء في ظل التشاركية بعيدا عن الفوقية ومن ثم لا بد من تضافر كل الجهود لكسب الرهانات المرحلية المقبلة. وبخصوص مبادرات التحالف التي كثر الحديث عنها في الآونة الأخيرة بالساحة السياسية اعتبرها المتحدث مبادرات ايجابية تعبر عن ظاهرة صحية، إلا انه يرى ان حجم التحديات والرهانات المقبلة تفرض الارتقاء في تكتل وتعاضد يتجاوز الواجهة السياسية ليتعداها إلى مكافحة شبكات الفساد ونهب المال العام وتدمير مؤسسات الدولة وتدمير المجتمع الجزائري. من جهة أخرى، أكد بن عبد السلام، تمسك «جبهة الجزائرالجديدة» بالثوابت والرموز الوطنية دون أي إقصاء أو تهميش لعناصر الهوية الوطنية التي تقوم على الأمازيغية والعروبة والإسلام، مبديا رفضه وعدم السماح لأي أحد تخول له نفسه إهانة أو المساس بالرموز الوطنية منتقدا في ذلك استغلال الفقه الإسلامي لتجريم وتحريم الوقوف للنشيد الوطني. وفي نفس السياق، دعا المتحدث إلى إخراج الموروث التاريخي من دائرة النسيان إلى دائرة الاستبيان لأنه تم ظلم تاريخنا وعلمائنا لاعتبارات وهواجس اغلبها وهمية، ومن ثم لابد من إعادة بعث واستعادة تراث الأجداد وأمجاد الآباء، مشيرا إلى أن كتابة التاريخ أصبحت مسألة جوهرية سيما وأن الساحة الوطنية كل يوم تفقد علما تاريخيا كان أخرها عبد الحميد مهري رحمة الله عليه. كما عبر بن عبد السلام عن رفضه لما يعرف بفكرة صراع الأجيال التي يروج لها البعض لأنه يجب تثمين ما أنجز وتصحيح الأخطاء وننفذ ما لم يحقق وذلك لا يتأتى إلا بتسليم المشعل للشباب فهم لم يعودوا قصر ولا بد من إشراكهم في الإصلاحات الجارية، في ظل التمسك بالطابع الجمهوري المدني للدولة الجزائرية في إشارة إلى رفض استنساخ أنظمة حكم بعيدة عن المدرسة الباديسية والنوفمبرية، وكذا رفض الاستقواء بالخارج على الداخل أو الوقوف أمام السفارات الأجنبية داعيا إلى حكم الجزائر عبر صناديق الاقتراع. وفي جانب آخر دعا الناطق الرسمي باسم جبهة الجزائرالجديدة إلى تجسيد الاتحاد المغاربي لأنه لم يعد خيارا متاحا وإنما ضرورة لا بد منها، ومن ثم اقترح بن عبد السلام حل نزاع الصحراء الغربية بإجراء استفتاء شعبي، مشيرا إلى انه يشد على موقف الدولة الجزائرية ودبلوماسيتها في عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان، داعيا إلى ترميم العلاقات مع ليبيا رغم المناوشات التي عرفتها، مؤكدا أنه للجيش الجزائري سليل جيش جبهة التحرير الوطني يترفع أن يكون مرتزقة يضرب أشقاءه العرب. ووجه بن عبد السلام نداء إلى ثلاث فئات بأن تتحمل مسؤوليتها اتجاه الجزائر لتحجز مكانتها وهي النخبة الوطنية المثقفة لقيادة الصفوف والشباب لإنجاح عملية الصناديق والمرأة التي حثها على اقتحام المعترك السياسي بجدارة واستحقاق بعدما فرضت وجودها في كثير من المجالات بهدف تجسيد بناء جزائر جديدة. وفي نهاية الأشغال انتخب السيد جمال بن عبد السلام بالإجماع رئيسا لجبهة الجزائرالجديدة وسيتم إيداع ملف الاعتماد خلال 48 ساعة المقبلة لدى مصالح وزارة الداخلية والجماعات المحلية.