شهدت مدينة شرشال الأسبوع الماضي هول الاضطرابات الجوية، التي مست كل الولايات. واحتفظت المدينة في هذه الاضطرابات بحالة التمايز والاستثناء، كونها لم تعرف ترسبات سميكة الثلوج، بسبب وقوعها بالساحل عكس المناطق المجاورة كجبل شنوة وجبال مناصر التي غطتها الثلوج على آخرها. لكن سجلت بمدنية شرشال خسائر مادية تمثلت في انهيار مساكن هشة، وهي وضعية وقفت «الشعب» عندها بعين المكان وزارت المباني المنهارة. حسب الصورة التي وقعت عليها عيوننا تسبب سقوط الثلوج غير المعتاد على المدينة في إنهيار منزلين بحي سيدي بولحروز بأعلى المدينة بالجهة الجنوبية. وفي تصريح لأحد السكان المتضررين لنا قال بحزن «بنيت منزلي في الصيف الماضي ليتم انهياره في هذا الشتاء القارص» لكن من حسنالحظ لم يكن هناك ضحايا وهذا هو الأهم. من جهتهم ذكر شهود عيان لنا أن موجة الثلوج المصحوبة بالرياح القوية أسقطت منزله الذي يتكون من كوخين وغرفتين كان يأوي اليهما، أما الآن ليس له أين يبيت، ويأمل أن يجد التكفل من السلطات المحلية. وربّ عائلة اخر، ذكر لنا أنه لم يأكل مدة 4 أيام هو وعائلته، حيث تسبب انزلاق التربة في شق منزله من السقف الذي أصبح خطيرا على قاطنيه فذهبت كل آماله وطموحاته مع البيت المنهار. جمال منظر الثلج على أعالي المدينة أخفى أحزان ومعاناة المتضررين الذين ليسوا بالكثير، فمصالح البلدية أسرعت لاغاثة المنكوبين. وخصصت المصالح المعنية لهم اعانات تخفف عنهم الفاجعة التي حلت بالسكان المتضررين من مواد غذائية وأغطية، حيث ثمّن السكان المبادرة التضامنية التي قامت بها المصالح المعنية. الهم الوحيد الذي يعانيه السكان قارورة الغاز التي أصبحت من المفقودات في هذه الأجواء الباردة، فالسكان يشتكون من عدم توفر غاز البوتان رغم وجوده ببعض المدن المجاورة في الولاية. رغم قساوة البرد ومعاناة السكان، الا أن منظرالثلج على أعالي المدينة يصنع نسيجا من الفرح والبهجة ينسي الناظر اليه أهوال الأحوال الجوية.