«نورية بنيدة مراح، في المركز الأول، ميدالية ذهبية للجزائر في هذه الألعاب، قوّة كبيرة في ال100 متر الأخيرة، أربع دقائق خمسة ثواني وعشرة أجزاء من المئة، مبروك للجزائر مبروك لنورية».. كلمات قالها معلق القسم الرياضي للتلفزيون الجزائري بشيري محرز مباشرة من سيدني سنة 2000، أين تمكنت البطلة الجزائرية من الفوز بالذهب في اختصاص ال1500، رفعت الراية الوطنية في سماء سيدني الأسترالية، وبما أنها قدمت الكثير للجزائر، اتصلت «الشعب» بنورية بنيدة مراح، وأدلت لنا بهذا الحوار: @ «الشعب»: نورية بنيدة مراح، إنقطعت أخبارك في وسائل الإعلام، لما يعود ذلك في نظرك؟ @ @ نورية بنيدة مراح: لا أدري ذلك، أنا مهمشة من قبل الإعلاميين الرياضيين، لا أعلم لما يعود ذلك، لكن ليس بالأمر المهم ربما بالنسبة لهم، عكس زملائي في المضامير سابقا في البلدان المجاورة على غرار الأشقاء في المغرب وتونس ومصر الذين تعير لهم الصحافة إهتماما كبيرا. @ نورية بنيدة مراح، غنية عن كل تعريف، كيف تقيمين لنا مشوارك؟ @ @ عانيت الكثير في مشواري الرياضي آنذاك مررت بمراحل صعبة، لكن في النهاية وفقني اللّه لبلوغ مرادي بالظفر بالميدالية الذهبية في الألعاب الأولمبية في ألعاب القوى، وكان ردي على كل الذين قللوا من قيمتي في سيدني، أين رفعت الراية الوطنية في سماء سيدني ودوى فيها نشيد (قسما)، وكم كانت سعادتي كبيرة بسماعي النشيد الوطني وتقديم ميدالية للجزائر في الأولمبياد. @ في ظل الظروف الصعبة، كيف حضرتي للأولمبياد؟ @ @ قبل الأولمبياد طلبت بإجراء تربص قدمت لي الفدرالية تربص واحد بفرنسا مدته 15 يوما.. هل يعقل أن في 15 يوما نحضر للأولمبياد.. هل هذا معقول؟!.. لا بالطبع، عندما طالبت بالمزيد، قيل لي، هذا هو حقك قيّمتي حسب مستواك.. بعدها قررت أنا ومدربي عدم الذهاب إلى فرنسا لأنها ستكلفني الكثير، واخترنا القيام بتربصين في المغرب، الأول كان شهر نوفمبر والثاني شهر أفريل، ورغم قساوة مكان الإقامة ونقص الإمكانيات، إلا أنني كنت أتدرب بقوّة واجهدت نفسي في التدريبات وتعرضت لإصابة كادت تحرمني من الأولمبياد، لأني كنت أعمل فوق طاقتي في التحضيرات، أين كان يقول لي المدرب توقفي.. وكنت أواصل العدو وأبكي بحرقة لأني كنت مظلومة من قبل المسؤولين في الاتحادية. @ وقبل أسابيع عن الأولمبياد، هل كنت تظنين بأنك سفوزين بالميدالية الذهبية؟ @ @ لا أخفي عليك أنه قبل الذهاب إلى سيدني، كنت أحضر رفقة الذكور العدائين في المسافات الطويلة والنصف طويلة والقصيرة، وفي إحدى التمارين قمنا بالركض ورفعت الريتم في المضمار وجريت يومها مع خيرة عدائي ال5000 متر و10000م، توقفوا بعدي بدورة وأكدوا لمدربي بأني سأتحصل على إحدى المراكز الثلاثة، خاصة أني كنت قد تحصلت على رابع نتيجة عالمية في تلك السنة. @ ويوم النهائي، كيف جرى السباق؟ @ @ يوم السباق النهائي، كان يوم الانتقام من الذين ظلموني ووضعت شيئا واحدا في ذهني، يجب أن أفرح الجزائر التي عانت كثيرا مثلي تماما، وفي المئة متر الأخيرة إنطلقت بقوّة إلى نهاية السباق. @ لاحظنا أنك في النهاية عانيت قليلا للوصول، يمكن أن تشرحي ما حدث؟ @ @ صحيح، هي تلك الإصابة التي تلقيتها من قبل في التحضيرات، عاودتني يوم السباق في ال50م الأخيرة، وهي الإصابة التي كادت حسب طبيبي تؤدي بي لأصبح عرجاء بعد سنتين، وهو الشيء الذي لا يعرفه أحد لحد الآن، وقمت بعملية جراحية بفنلندا وكل ذلك راجع إلى العمل الكبير الذي قمت به، وأريد أن أضيف شيئا.. @ تفضلي بنيدة.. @ @ لم أودّ المشاركة في المنافسات العالمية في القاعة وخارجها قبل الأولمبياد، كي أركز عملي على سيدني، ولم أبالي بالأموال كل تلك التضحيات لأبيّن بأني قادرة على تشريف الجزائر في أكبر تظاهرة رياضية، والحمد للّه صباح مساء، لأني تمكنت من الحصول على ميدالية ذهبية. @ إذن أحسن ذكرى في حياتك الرياضية يوم حصولك على الميدالية الذهبية؟ @ @ يوم فزت بها، وبعدها لما اتصلت بعائلتي، وأكدوا لي أن كل الصحف الوطنية وفي الإذاعة والتلفزيون والشارع الجزائري يتحدثون عن إنجازي، كانت سعادتي لا توصف، لأني أفرحت كل الشعب الجزائري. @ بصفتك إمرأة رياضية، ماذا تقولين للرياضيات الجزائريات؟ @ @ المرأة الرياضية الجزائرية، يجب أن تضحي بالكثير من الأمور من أجل الوصول إلى القمة وعدم التذمر من نقص الإمكانيات. أعطيك مثالا، كل ما عانيته والطريقة التي كانت أتدرب بها، حيث كنت كل يوم أتدرب مرتين في اليوم وأصعد مشيا على الأقدام من حيدرة إلى ملعب (5 جويلية) مرتين.. لكن صعدت وتحصلت على المقابل في النهاية. @ كلمة أخيرة بمناسبة ال8 مارس؟ @ @ أتمنى لكل النساء الجزائريات عيد سعيد، وأتمنى أن يمارسن الرياضة، ربما سيدفع بالرياضة النسوية إلى الأفق.