حقّق المنتخب الوطني في غامبيا “الطفرة” التي كان يبحث عليها “الكوتش” وحيد هاليوزيتش منذ توليه العارضة الفنية ل “الخضر”، وهي فرض مستوى الفريق خارج الديار والاقناع بأنّ الفريق الجزائري قادم، ويسير بخطى ثابتة نحو إنجازات كبيرة في المستقبل القريب. فالطريقة التي لعب بها الفريق الوطني، رغم الصعوبات الكبيرة التي وجدها لاعبونا حول أرضية الميدان، كونهم يلعيون باستمرار في أنديتهم في ظروف أحسن، فإنّ التنظيم الذي فرضه هاليلوزيتش بخطّته المحكمة جعلت الفريق يؤدّي مباراة في القمة، ويعود في النتيجة تدريجيا. وهو الشيء الذي لم يحدث له منذ عدة سنوات، ما يؤكّد التحضير البسيكولوجي الناجح الذي قام به الطاقم الفني والجمهور الرياضي الجزائري الذي تابع باهتمام هذه الخرجة، ينتظر الآن صعود التدريجي ل “الخضر”، خاصة وأنّ هاليلوزيتش قد فاز بثقة الملايين كونه يجسّد فوق الميدان ما يقوله في مختلف الندوات الصحفية التي نشّطها. فالمشوار مازال طويلا في التصفيات حول كأس إفريقيا للأمم 2013 ومونديال 2014، أين حدّد لهاليلوزيتش هدفين لبلوغهما على رأس “الخضر”، وحسب البداية المقعنة فإنّه بإمكانه الوصول إلى ذلك. ويكون شهر جوان القادم بمثابة نقطة التحول الكبرى التي بإمكانها أن تعطينا صورة واضحة حول مستقبل الخضر في المنافستين المذكورتين، لأنّ الفريق الجزائري على موعد مع (3) محطات حاسمة، الأولى أمام رواندا في إطار تصفيات المونديال، والثانية إجراء لقاء العودة أمام غامبيا في تصفيات كأس إفريقيا، رغم أنّ الوضع قد يفيد الفريق الوطني، بعد أن قرّرت وزارة الرياضة الغامبية حلّ اتحادية الكرة، وبالتالي قد تفرض الفيفا عقوبات على غامبيا بحرمانها من لعب المنافسات الرسمية...لكن الأمور لم تحسم بعد، ولم يصدر أيّ قرار، لكن في حالة حدوثه، فإنّ الفريق الجزائري سيركّز على مباراته أمام مالي في إطار تصفيات كأس العالم 2014. الكرة...أهداف! فالرؤية التفاؤلية أتت بعد تخطيط عميق ودراسة دقيقة لكل مقابلات الفريق الوطني من طرف هاليلوزيتش، الذي كان في كل مرة يعطي للصحافة نقاط وإشارات حول الخلل الذي لاحظه، والبداية كانت طبعا في النزعة الدفاعية التي كان يلعب بها الفريق الجزائري...!! هذا الأمر جعل “الكوتش” يضعه في مقدمة اهتماماته، ولاحظنا باستمرار أنّ زملاء قادير أصبحوا أكثر حضورا في الهجوم في الأشهر الأخيرة، مطبّقا مقولة: “أحسن دفاع هو الهجوم”، وكذلك “الكرة أهداف”. وبتغيير الخطة يعني منطقيا إحداث تغييرات نوعية على التشكيلة، وهو الأمر الذي حدث طبعا، بإبعاد أحد أعمدة الفريق الوطني في السنوات الأخيرة، أي كريم زياني، هذا الأخير الذي اختار الوجهة القطرية، لم يصمد أمام الصعود “الصاروخي” لوسط ميدان فالنسيا الاسباني، سفيان فغولي، الذي حجز مكانه بكل ثقة بعدما قدّم وجها طيّبا في مقابلاته مع ناديه، وأكّد ذلك في أول خرجة رسمية مع “الخضر« في غامبيا بتوقيعه لهدف الفوز. عودية...فرصة للمحليين هذا التغيير الاستراتيجي جرّ معه تغييرات كبيرة في صفوف “الخضر”، بوجود وجوه جديدة شابة لها طموحات كبيرة، خاصة وأنّ هاليلوزيتش كان قد أعلن أن الأحسن هو الذي يشارك. وجاء المثال الحي بالاعتماد على امين عودية كأساسي، وهو شيء لم يحدث منذ مدة، أين كان مثلا سعدان لا يعطي الفرصة للاعب المحلي مباشرة، والشرط الأساسي للفوز بمكان في التشكيلة هو اللعب في أوروبا، وكان يقولها صراحة أمام رجال الاعلام بسبب ضعف مستوى البطولة المحلية! وبالتالي، فإنّ النّاخب الوطني يعتمد على طريقة عمل مختلفة تماما مع المدربين الذين سبقوه، وحضوره للعديد من المقابلات في الجزائر يعني أنّه مدرك لوجود المواهب وعليه اكتشافها لاعطائها الفرصة التي تمكّنها من البروز. جوان...نقطة حاسمة ويمكن القول أنّ “الدكليك” الذي حدث، جعل الرؤى كبيرة فيما يخص مستقبل الفريق الوطني في ظروف معنوية جد مريحة وبالضبط هو الذي كان ينقص لأنّ حاليا العمل سيكون بدون أدنى شك البحث على تطوير الآداء، وليس على تدعيم التشكيلة الوطنية بوجوه جديدة في كل مرة، لأنّ ذلك لا يساعد على عمل منهجي ومنسّق، فحاليا الأمور واضحة لترقية الآداء ولعب مقابلات ودية في تواريخ الفيفا، خاصة وأنّ هاليلوزيتش يريد إجراء لقاء ودي في شهر ماي لوضع اللمسات الأخيرة قبل المواعيد الهامة في جوان، في انتظار الدورة الدولية الكبرى التي ستنظّمها الاتحادية الجزائرية لكرة القدم بمناسبة ذكرى تأسيسها، أين تمّ إرسال دعوات لمنتخبات عالمية كبيرة على غرار البرازيل والأرجنتين..!