كشف، موسى تواتي، رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية في حوار خص به «الشعب»، أنه لن يترشح للانتخابات التشريعية المقبلة، وأرجع السبب إلى عدم قدرته على تغطية نفقات الحملة الانتخابية، على اعتبار أن تعليمة الحزب تشترط على كل مرشح مبلغ من المال لتمويل حملته الانتخابية أدناه يناهز ال100 مليون سنتيم حسب كل ولاية وعدد مقاعدها، وأعلن أنه سيتم تجنيد على مستوى تشكيلته السياسية ما لا يقل عن 60 ألف مناضل لمراقبة صناديق الاقتراع . @ الشعب: كيف تجري التحضيرات للمعترك التشريعي المقبل على مستوى حزب الأفانا؟ @ @ موسى تواتي (رئيس حزب الجبهة الوطنية الجزائرية): بما أننا أسندنا مهمة إعداد وترتيب قوائم المرشحين للمسؤولين بالولايات نتلقى يوميا الطعون من طرف المتنافسين الراغبين في الترشح والتي ستتم دراستها والبت فيها على مستوى اللجنة الوطنية بداية من تاريخ إيداع ملفات الترشح الذي يتزامن مع منتصف شهر مارس الجاري. @ ماهي الولاية التي اخترتم تصدر قائمة مرشحيها في المنافسة التشريعية القادمة؟ @ @ قررت عدم الترشح للمعترك التشريعي المقبل، لأسباب مالية، لأنه يتعذر عليّ تمويل حملتي الانتخابية طبقا لتعليمة الحزب التي تشترط على كل مرشح تمويل حملته الإنتخابية من ماله الخاص، وفضلت عدم الترشح كذلك لسبب آخر والمتمثل في التفرغ لحزبي. @ هل لنا معرفة سقف الغلاف المالي الذي يشترط توفيره من كل مرشح في قوائم الأفانا؟ @ @ حسب عدد المقاعد المخصصة لكل ولاية، وأدنى تمويل يغطي الحملة يصل في بعض الولايات إلى حدود ال100 مليون سنتيم. @ استعدادا للحملة الانتخابية المقبلة، هل البرنامج جاهز وعلى ماذا ستركزون لإستمالة الناخب الجزائري؟ @ @ الحملة الانتخابية أنهيناها في سنة 2011، لأننا لم ننقطع عن التواصل مع المواطن الجزائري، وكنا في كل خرجة واحتكاك مع المواطنين نعرف بأهداف وبرنامج الحزب، أما التحضير التقني والتعريف بممثل الحزب الذي سيدافع من أجل تجسيد برنامج الحزب في الهيئات المنتخبة سيكون خلال الحملة الانتخابية للتشريعيات المقرر انطلاقها خلال الأسبوع الأول من شهر أفريل المقبل. وأؤكد أننا لن نخرج في برنامجنا الانتخابي عن برنامج الحزب الذي للأسف لم يحترم من طرف منتخبينا في البرلمان ولم تكن لنا قدرة على تجسيده على أرض الواقع، لكننا سنركز في الحملة الانتخابية على مشاكل المواطنين ونهتم بالجانب الاجتماعي، ونبدي استعدادنا عن طريق تقديم مقترحات لبناء مؤسسات قوية، وفي كل هذا حزبنا الذي لديه توجه ديمقراطي، اجتماعي سيواصل رفع شعار: «نناضل من أجل العدل والعدالة». @ ما هي حظوظ حزب الجبهة الوطنية في ظل هذا الزخم الذي يعرفه المشهد السياسي الجزائري بفعل اعتماد العشرات من الأحزاب السياسية الجديدة في ظرف قياسي؟ @ @ اعتبر أن الأحزاب الجديدة أساءت للمشهد السياسي، لأن الطريقة التي اعتمدت بها كانت سريعة جدا، أسرع مما كنا نتصور، وبرأيي لم تأخذ حقها من التحضير بالنظر إلى طعون بعض مؤسسيها وعدة خلفيات أخرى، وأتصور أن ما يحدث اليوم أشبه بكثير من مشهد سنة 1989. وبخصوص حظوظنا فهي كبيرة جدا بشكل لا تتصورينه... @ ما الذي يطمئنكم ويمنحكم هذه الثقة إلى هذا الحد؟ @ @ لأن الشعب الجزائري يتقبلنا من خلال انجذابه لخطابنا وتواضعنا، ولأنه يشعر بأننا ننحدر منه ونطرح له خطابا يلامس انشغالاته . @ ما رأيكم في الضمانات المعول عليها في تنظيم انتخابات نزيهة وشفافة؟ @ @ أعتقد أن نزاهة الانتخابات تتوقف على مدى احترام أمرين جوهريين، الأول يتعلق بضرورة إعلان اللجنة السياسية لمراقبة الانتخابات للنتائج التي تسفر عن اقتراع ال10 ماي المقبل، والشرط الثاني يكمن في إلزامية أن يكون العد للأصوات إلكترونيا وبحوزة جميع الأحزاب والمتنافسين والإدارة، ولا أخف عليك أننا لا يمكن أن نتصور رقابة حقيقية قبل أن نتعرف على حجم قوائم الهيئة الناخبة وتسلم هذه القوائم إلى الأحزاب المشاركة في أقراص مضغوطة لمعرفة الرقم الحقيقي للناخبين، ونؤمن ان رقابة الصناديق تتم تحت سلطة المتنافسين وبإشراف القضاء . @ كيف ستتجندون في الميدان لمراقبة صناديق الاقتراع؟ @ @ بإمكاننا أن نجد ما لا يقل عن ال60 ألف مناضل لمراقبة صناديق الإقتراع . @ ما هو تصوركم للبرلمان المقبل؟ @ @ نتوقع انه لن يتموقع فيه أكثر من 10 تشكيلات سياسية فقط إلى جانب نواب عن القوائم الحرة . @ هل صادفتكم مشاكل في تطبيق القانون ونظام الكوطة بالنسبة لترقية وتوسيع تمثيل المرأة سياسيا؟ @ @ المرأة في حزبنا متواجدة بقوة في المكتب والمجلس الوطنيين وصوتها يعادل صوت الرجل لكننا لم نستحسن نظام الكوطة لأننا نبحث عن المرأة المناضلة الكفأة، لأنها أقرب وفاءا والتزاما للحزب من الرجال في الكثير من الأحيان.