أثار المشاركون في ملتقى إتحاد أولياء التلاميذ، لشرق ولاية الجزائر، جملة من الانشغالات التي تقف وراء ضعف التحصيل المدرسي. وقال المشاركون، أن هذه الانشغالات ترتبط أساسا بوضعية المنشآت المدرسية وتجهيزاتها، وذلك من خلال إبراز نظرة الأولياء للماضي والحاضر والمستقبل، بغية تحسيس كل المتدخلين في القطاع لتجاوز الاختلالات والنقائص المسجلة، تحضيرا للسنة الدراسية المقبلة وترقية للتربية. وقال رئيس الاتحاد، علي بن زينة في الملتقى المنظم بدار الشباب المغاربي بحي 05 جويلية بباب الزوار أنهم ليسوا هنا لاتهام أي طرف أوالتحامل على الوزارة، وإنما للخروج باقتراحات تخدم المنظومة التربوية ومصلحة التلاميذ. وحسب رئيس الاتحاد، فإن الوضع لم يعد يحتمل، خاصة مع وجود الأموال والإرادة السياسية، وهذا ما يحتم علاج الخلل المتمثل في سوء التسيير. ركزت التدخلات الأخرى في مجملها، على تردي حالة المنشآت المدرسية والغش في التجهيزات وتأثيراتها على مردودية الأستاذ والتلاميذ وقلة تركيزهم، إلى جانب الأمراض الناجمة عن هذه الحالة من ضعف البصر والربو.. أكد في هذا السياق، ممثل الصحة العمومية لولاية الجزائر أن 17 ٪ من الاختلالات، سجلت على مستوى 150 مؤسسة تربوية، داعيا إلى اعتماد الكشف المبكر والمتابعة والتحسيس. من جانبه، أعطى زوبير يحياوي مختص في المالية عرضا وافيا عن العامل الأول الذي يقف وراء ضعف المنشآت التربوية وتجهيزاتها من خلال الصفقات المبرمة لإنشائها واقتنائها. ودعا يحياوي إلى ضرورة اختيار متعامل اقتصادي معتمد، وذلك من خلال الاطلاع على سجله التجاري، بالإضافة إلى الالتزام بدفتر الأعباء والمواصفات التقنية للتجهيزات التي يجب أن تكون مطابقة لمقاييس الجودة. في نفس السياق، أعاب المتحدث عدم اعتماد مسؤولي المدارس لمبدأ المتابعة والصيانة الدورية للتجهيزات المنتقاة، لهذا اشترط ضرورة تكوين المدراء في هذا المجال حتى يكون واعيا بما يقدم عليه وبحقوقه وواجباته. وقال إن المسألة أصبحت تثقل الاقتصاد الوطني وتمس بالمال العام ومصلحة التلميذ، مستنكرا عدم احتواء المنشآت التربوية على كراسي خاصة بالتلاميذ المعوقين أو أبواب تضمن لهم سهولة التنقل، لأنها فئة هشة وتعاني الأمرين . أكد على هذا الطرح أيضا الأمين العام للنقابة الوطنية للتربية، عبد الكريم بوجناح، عندما تحدث عن البنايات الجديدة التي تفتقد لمواصفات مؤسسات تربوية، خاصة وأن الكثير منها تنعدم فيها المرافق الحيوية كالمكتبة وأجهزة الإعلام الآلي والتدفئة، وهذا بسبب غياب متابعة ومحاسبة للذين أبرموا الصفقات المشبوهة. من جهته، تطرق أستاذ محمد بونيب لتدخل التنمية البشرية وآثار البيئة على التلميذ وتحصيلهم رابطا النجاح بضرورة توفير القدرة العقلية والنفسية والجسمية، والرغبة بشقيها الدافعية والحافزة والبيئة المتمثلة في الأسرة والمدرسة والمجتمع لتحققه، مقترحا أن يكون هناك تواصل على المستوى المدرسي وجواسري متوافق واتحاد وتضافر بين مكونات المجتمع. وقدم بعض التلاميذ شهادات حية عما يعانونه في مدارسهم من معوقات تحول دون تركيزهم في الدراسة على غرار تلميذة من مدرسة عيسات كويسي بباش جراح واصفة مؤسستها التعليمية بأنها تصلح لكل شيء إلا للدراسة. وانتقدت الوضعية قائلة، إنه إلى جانب سقفها المصنوع من مادة الأميانت المسببة للسرطان فزجاج نوافذها مكسور وتفتقد للتدفئة. وقال في شهادتها إن تسرب مياه الأمطار إليها كثيرا ما تؤدي إلى انقطاع التيار الكهربائي، وبالتالي ضعف الرؤية وانعدام النظافة في الأقسام ودورات المياه.