أكد الأمين العام للنقابة الوطنية لعمال التربية عبد الكريم بوجناح أن تدهور حالة المنشآت التربوية الجديدة راجع أساسا إلى ''صفقات مغشوشة''، مشيرا إلى امتلاكه تقريرا مفصلا بهذا الشأن. وتساءل عن سبب غياب المقاييس المتعارف عليها في بناء الكثير من المدارس وعن المسؤول على هذا الوضع، ولفت الانتباه إلى أن ما يصرف على صيانة المؤسسات المشيدة حديثا أكبر بكثير مما ينفق على المدارس القديمة. وجاء هذا التصريح خلال الملتقى الذي نظم أمس بدار الشباب المغاربي في باب الزوار حول ''المنشآت المدرسية وتجهيزاتها ونظرة الأولياء للماضي والحاضر والمستقبل'' من طرف اتحاد أولياء التلاميذ لشرق ولاية الجزائر، ودعم ما تضمنته مداخلة السيد زبير يحياوي عضو الاتحاد مكلف بالمالية حول ''قانون الصفقات العمومية والأضرار التي نجمت عنها في المؤسسات التربوية''، حيث أوضح أن المشكل الرئيسي هو نقص تكوين مسيري هذه المؤسسات وجهلهم بطريقة عقد الصفقات. فأغلب هؤلاء -كما قال- غير مؤهلين نظرا لجهلهم بمعنى قانون تنظيم الصفقات العمومية وجوهره، مشيرا إلى أهمية دفتر الأعباء واحترام المقاييس التقنية موضحا أنه لا يعقل أن نجد مدرسة لاتحتوي على كرسي واحد خاص بالمعاقين أوبمسالك خاصة بهم''، إضافة إلى الضمانات بعد إتمام المشروع، وهو ما يعني اهمية حسن اختيار المتعامل الاقتصادي. هذا طبعا دون إغفال بعض التلاعبات التي تحصل في مثل هذه الصفقات عن عمد وليس عن جهل. والنتيجة التي تسجل في مدراسنا هي اقتناء تجهيزات صالحة لمدة زمنية قصيرة، والادهى من ذلك انها مضرة بصحة التلاميذ، وهو ما شدد عليه رئيس الاتحاد السيد علي بن زينة الذي أشار إلى أن هناك طاولات تقتنى وهي مصنوعة من مواد مضرة بالصحة، اضافة الى انها سريعة التلف. وما يقال عن الطاولات، يعمم على كل التجهيزات الاخرى، وهو ما اظهره شريط وثائقي بث بالمناسبة، وتم من خلاله استعراض وضعية بعض المدارس المزرية في العاصمة. واستعرض السيد يحيى رشوم طبيب في وحدات الكشف المدرسية، أهم الأمراض التي تسببها مثل هذه الظروف التي يتمدرس فيها التلاميذ منها، الشعور بالبرد الذي يقلل من التركيز ويسبب بعض الامراض كالزكام وامراض الرئة والحساسية، والكوليرا والتيفوئيد والالتهابات الكبدية بسبب غياب المياه في المراحيض وقلة النظافة بها، مرض السرطان الذي تسببه البناءات الجاهزة التي تحتوي على مادة الاميونت، مشاكل الرؤية بسبب غياب الانارة داخل الاقسام، قلة التركيز والاحساس بالقلق الناتج عن اختيار الوان طلاء داكنة للاقسام، اضافة الى التسممات الغذائية. من جانبهما ركزا كلا من الاستاذة بن سلطانة والاستاذ محمد بونيب على الآثار البيداغوجية والسلوكية لظروف التمدرس السيئة على التلميذ. وقال ممثل مديرية الصحة لولاية الجزائر انه تم تسجيل نسبة 17 بالمائة من الاختلالات على مستوى 1500 مؤسسة تربوية بالعاصمة، كما أكد ممثل الحماية المدنية تسجيل عدة تدخلات بسبب الوضع المزري لبعض المدارس، مشددا على ضرورة تعلم الإسعافات الأولية وكذا أهمية وجود علبة إسعافات على الأقل في كل مدرسة