يعيش الكثير من المصابين بالسرطان معاناة كبيرة بسبب رفض أغلبية المؤسسات الاستشفائية التكفل بهم منذ انتشار فيروس كورونا في الجزائر، حيث يشكل توقف العلاج الكيميائي والإشعاعي وكذا العمليات الجراحية خطرا على حياة المرضى، خاصة الذين هم بحاجة إلى علاج استعجالي لا يحتمل التأخير. اشتكى بعض المرضى الذين يعانون من السرطان من عدم استقبالهم في المستشفيات بسبب تكفل أغلبية المصالح الطبية بمرضى كورونا دون غيرهم. في حين يتم إهمال أغلبية الأمراض الأخرى سوى الحالات الاستعجالية،وهو ما جعل بعض المرضى يلجأون إلى العيادات الخاصة التي لاتزال تقدم خدمات للمرضى رغم جائحة كورونا، إلا أنها تفرض أسعارا مرتفعة لا يتمكن المريض دفعها. فبعد أن كان مركز علاج السرطان «بيار ماري كوري «يشهد اكتظاظا يوميا بسبب توافد المرضى الذين يعانون من مختلف أنواع السرطان، سواء للقيام بالفحص أو الخضوع لجلسات العلاج الكيميائي والإشعاعي، بات المركز الآن في ظل انتشار وباء كورونا خاليا من المرضى والأطباء والممرضين. وتوجد بعض المؤسسات الاستشفائية التي تعمل عن طريق التدوير، ما يسمح بالفصل التام بين المرضى في قاعة الانتظار ومكان العلاج وتفرض الاتصال الهاتفي بالعيادة قبل الوصول إليها وذلك من أجل منع الاكتظاظ، ليتم تحويل جزء من التوجيهات للعلاج عن بعد. وفي الحالات التي يحتاج بها المرضى للتدخل الاستعجالي، يتم إدخال مرافق إلى غرفة العلاج أو الفحص بشرط ارتدائه للكمامة والتزام المرافقين للمريض بقوانين الوقاية والتباعد. من بين الحالات التي تعيش معاناة كبيرة، امرأة في سن الأربعين، من الجزائر العاصمة، اكتشفت منذ أيام إصابتها بسرطان الثدي واستطاع أن يصل الى أعضاء أخرى من جسمها، ومعاناتها لم تنته عند المرض وأوجاعه وإنما نقص الخدمات على مستوى المستشفيات، بسبب انتشار وباء كوررنا، ما جعلها تشعر بخوف أكبر من أن تفقد حياتها، خاصة وأنها بحاجة الى مباشرة العلاج في أقرب وقت لتفادي انتشار الورم أكثر في جسدها، وهو ما جعلها تلجأ الى عيادة علاج الأورام السرطانية فاطمة الأزهر، بالجزائر العاصمة، التي تستمر في تقديم خدماتها. واعتبر بعض المرضى، توجيه وزير الصحة دعوة لكل المستشفيات باستئناف العمل، أنها سترجع الأمل لجميع المرضى الذين يحتاجون للعلاج، خاصة المصابين بالسرطان، بعد أن تقرر تجميدها بسبب جائحة كورونا، في انتظار تطبيقها على أرض الواقع. يأتي هذا الوضع في الوقت الذي اعترف فيه وزير الصحة، بأن العديد من المرضى، منهم حالات استعجالية، تأثروا بسبب توقف العمل في بعض المصالح الطبية، ما جعله يوجه نداء الى مستخدمي الصحة على مستوى المستشفيات للعودة إلى العمل بصفة تدريجية، مع الاستمرار في احترام كل الإجراءات الوقائية المقررة في إطار مواجهة وباء كورونا.