«الإصلاحات والمشهد السياسي الجديد في ظل التشريعيات القادمة»، هو عنوان ندوة النقاش التي نشطها، أمس، الأستاذ عبد العالي عبد القادر، نظمها مركز «الشعب» للدراسات الإستراتيجية. أهم نتائج هذا الإصلاح هو الانفتاح على الحياة السياسية بعد تضييق دام لسنوات طويلة بسبب الظروف الأمنية السابقة، حسب ما ذكره الدكتور في ذات الندوة. الواقع يقول، إن النتائج الفعلية يظهر بممارسة طويلة لها حتى نتمكن كمجتمع مدني من الحديث عن النظام الانتخابي لأننا اليوم لا نتجاوز في إصلاحنا تسمية القانون الانتخابي. فتح المجال أمام الأحزاب السياسية الصغيرة جعل الانتخابات تسير نحو فسيفساء تضمن للمواطن البسيط تمثيلا معتبرا ونوعيا داخل البرلمان وأعطاه ثقة أكبر في الإصلاحات والتغيير المقبل عليه داخل الخارطة السياسية في الجزائر. كسر قيود المنع أو التماطل في اعتماد الأحزاب الجديدة خلق تفاؤل في لعب المواطن البسيط دوره الانتخابي من أجل تغيير سلمي وديمقراطي للمشهد العام في الجزائر، خاصة ما يحول الأحزاب إلى لعبة سياسية فعالة و متداخلة مع المجتمع المدني الذي تراهن عليه القوى السياسية لإنجاح الانتخابات التشريعية. التعددية الحزبية إذا بالانفتاح على تجديد الساحة السياسية وتأكيد منطق اللعبة السياسية النظيفة، أسكت الأصوات المشككة في الإصلاحات التي أعلنها الرجل الأول في السلطة. إصلاحات جاءت قبل تحولات هبت على الدول المجاورة عصفت في اغلبها باستقرار وأمن و ديمقراطية هذه الدول وإن كان هدفها الأول هو التغيير الديمقراطي. الحراك الجيو سياسي في المجتمع العربي جعل المحللين يضعون الجزائر على رأس قائمة دول ''الربيع العربي''، ولكن جاء ربيع الجزائر بنسائم منعشة أدت إلى تحول سلس من الركود إلى الحراك بكل جوانبه و صوره وبذلك مسكنا زمام الأمور بين أيدينا ولم نتركها تفلت منا إلى نتائج غير مضمونة. لقد خلقت الإصلاحات جوا غير مسبوق جعل الكل معنيا بسباق الانتخابات التشريعية، ولعل فتح المجال أمام الأحزاب الجديدة أدى إلى شعور بالمسؤولية نحو الانتخابات. وأصبح المجتمع المدني بكل فئاته معنيا بالعملية، لأن الأحزاب الجديدة خلقت تمثيلا أكبر له ولأن اعتمادها استأصل الشعور بالإقصاء، خاصة أن الانفتاح مسّ دور المرأة السياسي داخل البرلمان ولن ندخل في سجال التمثيل الجند ري لأن المهم هو أننا كسلطة وكمجتمع مدني تحركنا بطريقة آمنة ضمنت استقرار وأمن الوطن وضربت كل من أكد أن الجزائر في طريق الثورة. ستتيح حركية الساحة السياسية بدخول أسماء جديدة للمواطن الاختيار الآمن لممثليه فالتنوع دائما يخلق الثراء، لأن التنافس يكون دائما صاحب الفضل في تحسين المشهد السياسي. إنه حافز للتغيير نحو الأحسن ببرامج تأخذ بعين الاعتبار كل الانشغالات التي تؤرق حياة المواطن البسيط الذي يلهث خلف قوته اليومي. ومن الممكن أن يكون الانفتاح على الأحزاب الجديدة سببا لاسترجاع المجتمع المدني كمحرك ديناميكي للخارطة السياسية ما يعني مواطنا ذا فعالية سياسية تسمح له بأن يكون شريكا في صناعة القرار السياسي في الجزائر. ولن يكون الغد السياسي للجزائر بعيد المنال في ظل الإصلاحات التي أرادت صنع دولة تكون بمجتمعها المدني وقياداتها السياسية في عمل متكامل تكون للأحزاب السياسية دور الوسيط بينهما وتكون بذلك الخارطة السياسية شاملة و عامة.