تعيش كرة القدم الجزائرية على وقع جدل كبير متعلق بمصير البطولة و ما مدى نجاعة البروتوكول الصّحي وإمكانية تطبيقه في حال أعطت السلطات العمومية الضوء الأخضر لاستئناف الموسم وقبول البروتوكول المذكور الذي قدّمته الفاف لوزارة الشباب والرياضة. فقد تمسكت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم باستئناف المنافسة وتجنب إعلان موسم أبيض، من خلال قرار مكتبها التنفيذي، والذي يبقى ينتظر أي جديد من طرف الوصاية .. لكن أمورا عديدة حدثت خلال الأيام الأخيرة ببروز آراء تسير في الاتجاه المعاكس لتفكير هيئة زطشي . تصريح الدكتور بقاط بركاني، عضو اللجنة الوطنية لرصد ومتابعة انتشار فيروس كورونا «كوفيد- 19 باقتراحه إلغاء الموسم الرياضي الحالي غيّر الكثير من المعطيات في المسألة وقد يكون ضمن النقاط التي سوف يتم الاعتماد عليها في مرحلة اتخاذ القرار . كما أن مشاكل أخرى طفت على السطح والمتعلقة برد فعل أندية غرب الوطن فكرة استئناف الموسم بصعوبة تجسيده خلال الاجتماع الذي انعقد، الخميس الماضي، بوهران، مع رئيس الرابطة المحترفة لكرة القدم عبد الكريم مدوار بحجة أن الظروف المالية للأندية لا تسمح بتوفير كل الظروف التي تسمح باحترام البروتوكول الصّحي خلال التحضيرات، الى جانب الشروط المتعلقة بإجراء المقابلات. الأندية .. وضعية مالية صعبة وبالتالي، فإن التوّجه نحو استئناف الموسم الكروي يعرف صعوبات جمّة ويتطلب إمكانيات ضخمة لتجنب أي طارئ صحّي، خاصة وأن بعض المصادر تؤكد أن البروتوكول الصّحي المقترح يضمّ نقاطا تفرض على الأندية توفير فندق خاص للفريق المحلي والفريق الزائر، والمبيت في غرفة واحدة لكل لاعب، ناهيك عن تخصيص فندق للاعبين خلال التدريبات والتحضيرات .. الى جانب إجراءات أخرى متعلقة بالفحص الدوري للاعبين ... وبدون شك، فإن الاتحادية الجزائرية سوف تقترح مساعدة الأندية ماليا وتنظيميا من خلال المبلغ المالي الذي وعدت الفيفا تقديمه لكل اتحادات العالم لمواجهة فيروس كورونا .. وهذا ما يزيد من إصرار الفاف على الاستئناف . وتبقى معطيات مستقبل الموسم الرياضي متباينة وتتأرجح بين الممكن و غير الممكن حيث أن الوضع الصّحي أولى من أي بطولة أو لقب رياضي حيث أن تصريح آخر يسير ضمن رؤية تتنافى مع قرار الفاف، الذي أكد فيه رئيس المجمع البترولي بلحسين الذي أشار إلى أنه يساند فكرة إعلان موسم أبيض خدمة للمصلحة العامة للبلاد. الجولة المكوكية التي يقوم بها رئيس الرابطة ستعطي صورة واضحة عن استعداد الأندية من عدمها في تقبل وتنفيذ البروتوكول الصّحي في حالة المصادقة عليه من طرف الوصاية، وكذا إقرار رفع الحجر الصحي من طرف السلطات العليا للبلاد. وبالتمعن في الرزنامة المقترحة ضمن خارطة الطريق لمواصلة الجولات المتبقية من عمر البطولة، يتضح أن المنافسة ستجري في شهر أوت في حالة اعطاء الضوء الأخضر في الأيام القليلة القادمة .. مما يعني أن التحضيرات وإجراء المقابلات سيكون في عزّ الحر و ارتفاع درجة الحرارة بشكل كبير. وبالتالي، فإن الأمور الصّحية والمتابعة المستمرة تكون صعبة للغاية تماشيا مع ضرورة الوصول الى مردود فردي وجماعي في المستوى وخلال فترة وجيزة، لا سيما وأن هناك اقتراح بإجراء مقابلتين في كل أسبوع لإنهاء الموسم في وقت قياسي. رغم وجود الحذر الشديد من إمكانية النجاح في تطبيق البروتوكول واستئناف الموسم، إلا أن آراء أخرى تعطي صورة مغايرة بالتركيز على أن الأمور ممكنة بفضل سلوك حول النظافة والتنظيم الجيد لبنود الإجراءات التي ستتخذ في حال اصدار قرار عودة النشاط الرياضي ...