وجود صلة بين كورونا والأعراض المشابهة للمرض أمر مستبعد خلّف ظهور حالة لمرض «كوازاكي»، لطفل يبلغ من العمر ثلاث سنوات بولاية باتنة حالة من الهلع، بسبب ما روج له عبر منصات التواصل الاجتماعي، التي أسندته إلى الفيروسات وربطته بفيروس «كورونا»، رغم أن الدراسات أكدت أنه مرض نادر لا يصيب إلا 4 أطفال من أصل 100 ألف بمنطقة المغرب العربي. حذّر الأخصائيون الطبيون من ما يروّج من معلومات مغلوطة حول داء كوازاكي، ودعوا إلى الابتعاد عن التهويل الذي يثير المخاوف، خاصة في الوقت العصيب الذي تمر به البلاد جرّاء جائحة كورونا، مفنّدين كل الشائعات بشأن انتقال عدوى هذا المرض وارتباطه بكوفيد- 19 . بقاط: «كوازاكي» مرض لا علاقة له بكوفيد- 19 دعا رئيس عمادة الأطباء الجزائريين بقاط بركاني، إلى الابتعاد عن المعلومات المغلوطة التي تثير الشكوك، والتأكد منها عن طريق أهل الاختصاص، خاصة وأن المرض قديم ونادر منتشر بصفة قليلة عبر العالم، ولا توجد أي دراسات تؤكد ارتباطه بفيروس كورونا الذي ينتقل بين الأشخاص. وقال البروفيسور بقاط، إن فرنسا التي أصيب فيها بعض الأطفال بمرض كوازاكي النادر لم تؤكد الدراسات التي أجرتها ارتباطه بفيروس كورونا، ماعدا شكوك لا تستند إلى دلائل علمية، كذلك في أمريكا، ما يؤكد فرضية أن المرض الذي يعود إلى سنوات الستينات يصيب الأطفال دون 5 سنوات وليس بهذه الخطورة ولا يحتاج إلى التهويل. اللقاحات تحصين للأطفال وأضاف بقاط، أن التزام الجزائر برزنامة اللقاحات عند الرضع والأطفال يحمي أغلبهم من أي فيروسات مثل كوفيد- 19 والأمراض النادرة على غرار كوازاكي المعروف طبيا منذ مدة ومرتبطا بالتعفن، وتكون أعراضه مشابهة لكل أمراض الالتهاب الناجمة عن أي تعفن. وتتمثل الأعراض العامة لهذا الداء في الالتهاب الحاد في الأوعية الدموية الصغيرة والمتوسطة القدر، الحمى، الطفح الجلدي والحساسية، التهاب الصفحات المخاطية في الفم والأنف، التهاب العينين، احمرار البلعوم، تجويف في الفم، تورم في كف اليدين والقدمين، تضخيم العقد اللمفاوية، بالإضافة إلى احمرار الجلد وتشققه خاصة على مستوى الأطراف والأرجل ولحد الساعة لم يثبت وجود أي صلة بين تفشي كورونا والتهابات الكوازاكي. المرض نادر عالميا ويؤثر على الأطفال دون الخامسة وأكد رئيس عمادة الأطباء الجزائريين أن كوازاكي من الأمراض النادرة عالميا، ويؤثر على وجه الخصوص على الأطفال دون سن الخامسة، حيث يأتي على شكل تورم في الأوعية الدموية ويؤدي إلى مضاعفات في الشرايين التاجية «الأوعية الدموية التي تغذي القلب بالدم»، بالإضافة إلى تمدد الأوعية الدموية، التي يمكن أن تؤدي إلى أزمة قلبية وأمراض القلب، وهي أمور نادرة جدا عبر العالم وفي آسيا باعتبارها الأولى التي عرفت ظهور المرض في عام 1967 في اليابان. وتم اكتشاف حالات مماثلة بعد 9 سنوات، في هاواي في الولاياتالمتحدةالأمريكية - حسبما- أكدته الأبحاث، مما جعل الباحثين يفترضون فرضية وجود فيروس خاص، في المنطقة ما بين اليابان وهاواي، لكن هذا الافتراض لم يتم إثباته في الدراسات الأخيرة التي أجريت في الغرب عند ظهور أولى الحالات، وأشارت أن مصدر الداء هو جيني وراثي محض. وحسب بقاط المشكل لا يكمن في المرض وإنما في الفيروس الذي يحمله الأشخاص أحيانا دون أعراض، ويكون ناقلا للعدوى عكس هذا الأخير، لديه أعراض كثيرة يمكن معرفتها والعلاج منها في حال عدم حدوث مضاعفات، مؤكدا أن الوضع يلزم محاصرة وباء كورونا في جميع ربوع الوطن للخروج من الأزمة. خياطي : المرض غير معد ويمس الأطفال دون 3 سنوات وفنّد رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث البروفيسور مصطفى خياطي، الأخبار المتداولة حول مرض «كوازاكي» النادر الذي يمس فئة الأطفال ما دون 5 سنوات عبر العالم، خاصة في آسيا وقليلا بالمغرب العربي، مشيرا أن المرض يمس أكثر الأطفال دون 3 سنوات والأقل مناعة وليس البالغين. وأكد خياطي غياب دراسات تثبت ارتباطه بكوفيد- 19، ماعدا بعض الترجيحات التي تعود إلى الفرنسيين والأمريكيين، دون وجود دليل علمي لذلك باعتبار أن كورونا مرض جديد والأبحاث بشأنه سارية لم تتوصل إلى ما يروج، تليه اليوم خاصة في الجزائر التي سجلت حالة واحدة بولاية باتنة لطفل يحمل الأعراض ولكن عائلته لم تكن مصابة بكورونا، ما يفسر غياب العلاقة بين الاثنين أي الفيروس والمرض القديم الذي يعود وجوده إلى سنوات الستينات. أعراض «كوازاكي» كثيرة وأوضح الدكتور خياطي، أن المرض يحمل أعراضا يمكن اكتشافها عكس كورونا، يصيب بعض الأشخاص دون حملهم الأعراض، ويمكن التأكد منه من خلال تحاليل عديدة، مشيرا أن الخطر يكمن في تأثيره المباشر على غلاف الأوعية الدموية للجسم، وفي الحالات الأقل احتمالا، يمكن أن يحدث نزيف داخلي عندما ينفجر تمدد الأوعية الدموية. واستبعد رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث، وفاة الأطفال بكوازاكي في حال اكتشاف المرض في بدايته، أي قبل أن يمس الأوعية الدموية والقلب وفي بداية الأعراض التي يمكن معرفتها عن طريق الأشعة الارتدادية، مشيرا أن الأدوية الموجودة تسمح بالتعاطي مع هذا المرض القديم. وأشار المتحدث إلى أن المرض موجود منذ مدة ومعروف لدى الأخصائيين، غير أن بعض النظريات الغربية منها الأمريكية أرجعت ظهوره من جديد إلى الكورونا التي أعادت بعث المرض في أجسام الأطفال الأقل مناعة والذين لديهم قابلية جينية، أي أنه من المحتمل التأثير في الأطفال الذين يرثون جينات معينة من الآباء، وغير ذلك لا توجد أي دلائل، ماعدا شكوك وفرضيات غير مؤكدة، بدليل أن المرض قديم اكتشف من طرف الباحث اليباني كوازاكي الذي أكد حسب الدراسات أنه مرض يصيب الأطفال الأقل مناعة وليس فيروسا. تأكيد الإصابة يشترط 7أعراض وبالنظر إلى تشابهه والكثير من الأمراض التي تصيب الأطفال في هذه السن، أكد البروفيسور خياطي أن وجود 7 أعراض كافية للتأكيد أنه مرض كوازاكي، وهذا بالنظر إلى تشابهه والكثير من الأمراض، وغير ذلك يمكن أن يصنف في إطار الأمراض الأخرى التي تصيب هذه الفئة، مؤكد أن دور أهل الاختصاص حان من أجل توضيح الرؤى بشأنه. ويقول البروفيسور خياطي إنه حتى في بريطانيا استبعدت أن تكون الحالة الجديدة والغامضة التي ظهرت عندها مرتبطة ب»كوفيد 19»، كون أنه لا يوجد تأكيد واضح حتى الآن، ماعدا بعض الشكوك أنه مرض فصلي يظهر مثل الفيروسات في فصل الشتاء والربيع ويتكاثر في هذه الفترة. وحذّر الدكتور من التهوين بالأمر في حالة الشك، خاصة عند الأطفال الصغار أقل من 5 سنوات في حال وجود حمى لأكثر من 48 ساعة، لاسيما وأن أقل من 3 سنوات لم يكتمل نمو الدماغ لديهم ما يستوجب التوجه إلى الطبيب المختص أو أي أعراض كاحمرار العين، التهاب الحنجرة، وظهور غدد لمفاوية، الإسراع إلى المستشفى قبل حدوث مضاعفات. الطبيبة قورو: كوازاكي ليس مرضا فيروسيا من جهتها، أمام الجدل الكبير الذي أحدثه ظهور أول حالة بالجزائر أوضحت الطبيبة المختصة في طب الاطفال ل»الشعب» أن المرض ليس فيروسا ولا ينتقل بين الأشخاص عكس ما يشاع عنه، داعية الأولياء والمواطنين إلى التعرف عليه أكثر قبل نشر أي خبر من شأنه إحداث البلبلة والتهويل عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وأشارت الطبيبة قورو أن الخبر أثار حالة من القلق تعكسها شكوك الأولياء والإقبال الكبير على العيادات الطبية عند ملاحظة عرض الحمى الكبير أو أي أعراض أخرى مشابهة دون التأكد من مرض الطفل، مؤكدة أنه موجود منذ سنوات ومعروف لدى الأخصائيين ومجهول لدى المواطنين. وأكدت الطبيبة غياب العلاقة بين فيروس كورونا وكوازاكي الذي يظهر عند الأطفال الذين يعانون مشاكل في جهاز المناعة، إضافة إلى علاقة جينية وراثية من الآباء، داعية الأولياء إلى التزام الهدوء والوعي في هذه الحالات التي تعرف ظهور أول حالة. من جهة أخرى وأمام التهويل الذي عرفه ظهور أول حالة للمرض بباتنة، خرج الأطباء المختصون عبر صفحاتهم الخاصة للتنديد بالمعلومات المغلوطة التي تروج عبر الفضاء الأزرق وتفنيد ما تم تداوله بالإضافة إلى فيديوهات مدعمة توضح حقيقة المرض، حيث أكد الأغلبية أنه أي الداء إلتهاب نادر يصيب الأوعية الدموية ويصيب خاصة الأطفال،ولا ينتقل بين الأشخاص. وأوضح الأطباء أن أحد الباحثين كان قد أشار إلى أن الإصابة بفيروس كورونا يمكن أن تؤدي لأعراض شبيهة بهذا المرض، وأطلق عليه كوازاكي دون إثبات أي علاقة لفيروس كورونا بهذا المرض، وقام على خلفية المعلومات المتداولة مجموعة من الأخصائيين بنشر فيديوهات توضيحية للمرض النادر وتكشف عن أعراضه وأسبابه، التي تبقى مجهولة الأسباب.