أعلن رؤساء ثلاث منظمات دولية، بدء العمل في أداة رقمية محسنة وموّسعة باسم «مكتب المساعدة في مجال التجارة العالمية»، لمساعدة الشركات الصغرى والصغيرة والمتوسطة الحجم، في الوصول إلى البيانات التجارية والاستفادة من الفرص الجديدة المتاحة في الأسواق والتكيف مع الحقائق التجارية الجديدة بعد جائحة فيروس كورونا. وعملت منظمة التجارة العالمية، ومؤتمر الأممالمتحدة للتجارة والتنمية «أونكتاد»، ومركز التجارة الدولية، منذ ثلاثة أعوام على تأسيس هذه المنصة الإلكترونية، التي تم تشغيلها الآن بالإنجليزية والفرنسية، وقريبا ستكون متاحة باللغات العربية والإسبانية والروسية. وتوّفر المنصة الإلكترونية، التي أطلقت في المؤتمر الوزاري11 لمنظمة التجارة عام 2017، للشركات الصغرى والصغيرة والمتوسطة الحجم، مجموعة واسعة من المعلومات اللازمة لتحليل الأسواق، والتجارة مع الأسواق المرتقبة، وتغطية محسنة حديثة للإحصاءات التجارية، وإجراءات الاستيراد والتصدير، وتجارة المرور العابر، ودليلا جديدا للأعمال التجارية، وموارد للمساعدة في حماية حقوق الملكية الفكرية، إلى جانب معلومات تخص التعريفات، والمتطلبات التنظيمية، وتحليل إمكانات التصدير ومنافذه، كما تتضمن معلومات عن القيود التجارية المؤقتة، التي تم فرضها استجابة لأزمة كوفيد - 19. وتمكن المنصة، التي تتسم بسهولة الاستخدام، الشركات من العثور على إحصاءات تجارية حديثة، وتقديرات محتملة للتصدير، ومتطلبات تنظيمية، فضلا عن معلومات عن المعايير الطوعية، وكيفية الاتصال بالشركاء الرئيسيين من القطاعين العام والخاص. وهي توّفر، في الأخير، تجربة أفضل للعاملين في الميدان التجاري. ويمثل الوصول إلى المعلومات التجارية والسوقية، تحدّيا للشركات الأصغر حجما في أفضل الأوقات بسبب مواردها القليلة لتحليل المعلومات المعقدة المنتشرة في مصادر متعددة. تقول المنظمات الثلاث إنه مع معاناة الشركات عدم اليقين، وانخفاض الطلب، وتعطّل سلسلة التوريد، فالحصول على المعلومات، التي تحتاج إليها للوصول إلى عملاء جدد والأسواق الجديدة سيكون أمرا بالغ الأهمية. وتشمل المنصة دليل أعمال جديدا، وموارد لمساعدة الشركات الصغيرة والمتوسطة على حماية حقوق الملكية الفكرية، ومساعدتها على تطوير مهاراتها في مجال التجارة وتحليل السوق. ويمكن للمستخدمين أيضا، مقارنة فرص التصدير المحتملة عبر مختلف الأسواق قبل اختيار الأفضل لها. وفي بيانهم المشترك، أعلن «روبرتو أزيفيدو»، المدير العام لمنظمة التجارة العالمية، و»موخيسا كيتويي» الأمين العام ل»أونكتاد»، و»دوروثي تيمبو» المديرة التنفيذية المؤقتة لمنظمة التجارة الدولية، «إننا كقادة للمنظمات المعنية بالتجارة العالمية والنمو الشامل للجميع، نلتزم بمواصلة العمل معا بشكل وثيق لضمان حصول مختلف الشركات، خاصة الصغرى والصغيرة والمتوسطة الحجم، على المعلومات التجارية والسوقية المناسبة، التي تحتاج إليها لاتخاذ قرارات فعالة في سوق عالمية سريعة التغير». وقد أدت حالة الطوارئ الصّحية العالمية، التي شهدها العالم إثر كوفيد - 19 إلى تباطؤ اقتصادي عالمي غير مسبوق، ما زال يؤثر بشكل خاص في الشركات الأصغر حجما، وتقدر منظمة التجارة أن تجارة السلع العالمية قد تنخفض 12 بالمائة إلى 32 في المائة في 2020. وتتوقع «أونكتاد» أن تنخفض تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر في العالم بنسبة تصل إلى 40 في المائة في 2020 لتصل إلى أدنى مستوى لها منذ عقدين. وتبدأ تقديرات انخفاض الناتج المحلي الإجمالي العالمي هذا العام مِن 3 في المائة. ووفقا لمسح الأعمال التجارية الذي أجراه مركز التجارة الدولية، فإن واحدة من كل أربع شركات صغرى وصغيرة ومتوسطة تواجه خطر الإغلاق بشكل دائم في غضون الأشهر الثلاثة المقبلة. هذه التهديدات التي تواجه التجارة العالمية والاستثمار والنمو والعمالة، مجتمعة، قد تخرج التقدم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة عن مسارها، بحسب ما قاله قادة المنظمات الدولية الثلاث.