تشديد إجراءات الحجر الصحي إن لزم الأمر أكد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، أن الاستفتاء على الدستور سينظم خلال الدخول الاجتماعي القادم في شهر سبتمبر أو أكتوبر حال تحسنت الأوضاع الصحية، مؤكدا أن الجزائر لن تلجأ للاستدانة وتملك احتياط صرف كافية لسنة أو سنتين، مشيرا أنه بصفته رئيسا للبلاد لديه كل الصلاحيات في تطبيق العفو عن المساجين إذا اقتضى الأمر. واوضح أن كل القرارات المتخذة بخصوص الحد من تفشي وباء كورونا العالمي تبنى على أساس توصيات المجلس العلمي, مشيرا الى احتمال تشديد اجراءات الحجر الصحي «ان لزم الامر ذلك». كشف الرئيس تبون في حوار خص به قناة «فرانس 24» الفرنسية، أن الدستور الجديد للبلاد سيكون جزائريا خالصا والاستفتاء عليه كان مقررا نهاية جوان، لكن بسبب الظروف الصحية التي فرضتها جائحة كورونا تأجل، موضحا أن النقاشات حول المسودة متواصلة لتغيير وتوسيع بعض المواد، حيث تسلمت اللجنة حوالي ألفي مقترح. وقال الرئيس: «سنذهب إلى نظام شبه رئاسي يقدم صلاحيات واسعة للنواب لغلق الأبواب أمام السلطة الشخصية»، معتبرا أن الجزائر هي البلد الوحيد، إفريقيا وعربيا، الذي يتوفر على عدد هائل من الجرائد المستقلة وحرية التعبير مكفولة، فهي تنتقد بكل حرية. وفي مجال الاقتصاد، أبرز الرئيس تبون أن الجزائر لن تلجأ للاستدانة الخارجية رغم انخفاض سعر البترول وسيتم إيلاء أهمية كبيرة لقطاع الفلاحة. وقال تبون «بصفتي رئيسا للجمهورية سأطبّق صلاحياتي فيما يخص العفو عن المساجين إذا اقتضى الأمر». وحول العلاقات الجزائرية الفرنسية، اعتبر الرئيس تبون أنه منذ 1962 لم يصل الأمر إلى قطع العلاقات، رغم حالة التذبذب التي اتسمت بها، مضيفا أن العلاقات مع فرنسا معقدة، تتسم في بعض الأحيان بالعاطفة الجياشة، كاشفا أن نقاشات جمعته مع الرئيس ماكرون في برلين حول العلاقات الثنائية «ومعه يمكن أن نتقدم أشواطا، منها ملف الذاكرة»، مضيفا «الرئيس ماكرون يمكنه أن يقدم الكثير لعلاقاتنا، ونحن دولة نافذة ولها كلمتها في المجتمع الدولي والقاري، سوف ننتقل لعلاقات هادئة ونقية». مشيرا أن ماكرون قال ما لم يقله أسلافه وأنه اعترف بجرائم الاستعمار ويجب إيجاد حل لهذه القضية. وهناك تعليقات إيجابية فيما يخص مجازر 8 ماي 1945 مع الرئيس ماكرون دون عدوانية وكره، يجب أن نجابه قضية الذاكرة التي تشوه العلاقات بين البلدين والذهاب نحو تهدئة المناخ». وفيما يخص إن كان سيقوم بزيارة مستقبلا لباريس، كشف تبون أن «الزيارة ستنظم حسب الجدول الزمني وستكون زيارة دولة وليست زيارة عمل. فالظروف الصحية لم تسمح سابقا بتنظيمها، لكن حاليا نحن ندرس زيارة مستقبلا». وحول الأزمة الليبية، أكد تبون أن ليبيا قد تنزلق للنموذج السوري ولابد من التوصل إلى وقف النار وأن تتحلى كل الأطراف بالحكمة، مشيرا أن الجزائر تقف على مسافة واحدة مع الأطراف الليبية ومستعدة لتنظيم حوار بين الليبيين في حالة قدموا طلبا».