أكّد الطبيب الرئيسي المختص بالأمراض المعدية بمستشفى بوفاريك عبد الحفيظ قايدي، أمس، أنّ الوضعية الوبائية لجائحة فيروس كورونا غير مستقرة، رغم الانخفاض الملحوظ في عدد الإصابات في الأربع والعشرين ساعة الأخيرة، غير أنّها ليست كافية للتصريح بتحسّن الوضع الوبائي، مشدّدا على ضرورة اليقظة واحترام التدابير الوقائية للمساهمة في خفض عدد الإصابات. تشهد الجزائر منذ أسبوع تصاعدا في منحنى الإصابات بفيروس كورونا، أثار التساؤل حول مدى امكانية التحكم في الوباء، خاصة على مستوى المستشفيات. وقال الدكتور عبد الحفيظ قايدي ل «الشعب»، في قراءة له للوضع الوبائي في الأسبوع الأخير، إن الأرقام في تزايد كبير ومنحنى الإصابات يتصاعد بشكل رهيب يعكسه غياب الوعي وروح المسؤولية عند الكثيرين. وأوضح الدكتور بخصوص تطور الوضعية الوبائية أنّ الأرقام تزيد من 200إلى 300 مقابل 8 الى 10 وفيات لتصل في آخر حصيلة لها بعد استمرار قرابة أسبوع في صعود الأرقام إلى 553 بعد أكبر ارتفاع سجل قبل هذا الرقم منذ بداية الحصيلة ب 601، الأمر الذي يؤكّد عدم استقرار الوضع الصحي، خاصة وأنّ التقييم الوبائي يعتمد على عدد الإصابات خلال أسبوع من أجل التصريح بتحسن الوضع من عدمه. وفي رده على التجاوب الملحوظ عبر شبكة التواصل الاجتماعي حول انخفاض عدد الإصابات خلال 24 ساعة الأخيرة، قال الطبيب الرئيسي إن التفاؤل أمر جيد لكن الانخفاض يكون مستمرا أي ضمان استمرارية عدد الإصابات من أجل التصريح والذهاب نحو إستراتيجية وقف انتشار الوباء من خلال إجراء فحوصات لكل عائلة أصيب أحد أفرادها ومحيطها الاجتماعي، من أجل التحكم في الفيروس خاصة في المناطق الموبوءة. وأكّد عبد الحفيظ قايدي أنّ واقع الوباء يقول بارتفاع مستمر في عدد الإصابات مقابل انخفاض واحد لا يمكن اعتماده ما أجلّ التصريح بتحسن الحالة الصحية في بلادنا، غير أن العمل يسلّط على وقف زحف الفيروس، خاصة وأن عدد الحالات المشتبه فيها كثيرة وبعد إخضاعها للتحاليل تكون الحالات السلبية قليلة مقارنة مع عدد الإصابات، مشيرا إلى أن هذا عامل آخر يضاف إلى العوامل المعتمدة في تقييم تطورات الوضع الصحي. وشدّد المتحدّث بخصوص التدابير الوقائية ضد فيروس كورونا المستجد، أن استعمال القناع الطبي غير كاف، بل يجب احترام التباعد الجسدي وغسل اليدين باستعمال المعقم وكذا أخذ الحيطة والحذر في التعامل مع الأشخاص المصابين بالنظر إلى سرعة انتقال الفيروس التاجي، موضحا إلى تغير خصوصيته حيث أصبح أكثر انتقالا. وعرج الدكتور، على صعيد آخر على الحالتين الصحية والنفسية للأطباء العاملين في مصلحة الأمراض المعدية، الذين أصابهم الإحباط والتعب بسبب غياب الوعي لدى الكثير من المواطنين، خاصة في الفترة الأخيرة التي عرفت توافد عدد كبير من المرضى المشكوك في إصابتهم على المستشفيات من أجل التحاليل أو العلاج، مشيرا إلى أن عدم الالتزام بالشروط الصحية وراء تأزم الوضع الصحي. ودعا المواطنين إلى التخفيف من الضغوطات على الأطقم الطبية التي تعاني منذ بداية الجائحة، وأن يتفهموا الوضع أكثر من أجل الخروج من الوضع الصحي الذي تمر به البلاد بأقل الأضرار.