[Image]نظمت أمس مؤسسة فنون و ثقافة لولاية الجزائر في إطار لقاءاتها الفكرية و الأدبية ندوة فكرية نشطها الإعلامي الكاتب سعيد جاب الخير عن دور السماع الصوفي في ترقية المدارس الفنية الجزائرية بالمكتبة متعددة الإعلام بالعاصمة. قال جاب الخير ان الخطاب الصوفي في المجال الفني يرتقي الى الفهم اللغو ي الذي يطالب بالدور الجمالي في إدراج هذا المفهوم الذي ظل تائها في المنظومة الجمالية. وقد توسلت المرجعيات الصوفية من الزهاد والعارفين وشيوخ الطرق ؟يقول المحاضر-،منذ وقت مبكر بالفنون والثقافة الشعبية لتقوم بوظيفتها في نشر و تجذير خطابها الديني والروحي والاجتماعي وحتى السياسي أحيانًا في الطبقات السفلى من المجتمع (البسطاء والفقراء) التي شكّلت الخزان الذي لا ينضب والمحرك الأقوى لدواليب الحركة الصوفية من خلال تركيز شيوخ الطرق عليها والتصاقهم بها في اليومي المعيشي وحتّى في الشعار الذي اختاروه لأنفسهم وتسموا به (الفقراء)، والدليل على عمق التأثير الصوفي في الفنون والثقافة الشعبية الجزائرية، أننا-يقول جاب الخير- ما نزال إلى اليوم نجد في لغتنا العامية كلمات وتعابير من أمثال بابانا، بابا سيدنا، مول الزمان، مول الساعة، مول السر، مول الحال، الوالي، القبة، الديوان، الحضرة، القناوية..الخ هي مصطلحات تميزت بالخصوصية الجمالية التي تنضوي تحت الفكر الديني المتجذر من الأصول الصوفية. ومن هذا التعريف تظهر أهم المفردات التعريفية للتصوف فيما نرى وهي: صفاء القلب والسريرة صفاء النية والتسامح والانفتاح على الآخر وقبوله كما هو، لا كما نريده نحن أن يكون. وتناول جاب الخير مفهوم الثقافة الشعبية والتي يقصد بها كل ما هو خاص بالطبقات الشعبية (أي العامة أو ما يقابل النخبة المثقفة) من إنتاج ثقافي معنوي في مجالات الشعر، الموسيقى، الغناء، الرقص، الحكاية والأسطورة، الحكمة، المثل. اما السماع بين الصوفية من خلال الرؤية الدينية اكد الكاتب جاب الخير انه إذا كان الصوفية قد عرفوا منذ الزمن القديم بانفتاحهم الديني والفكري وابتعادهم عن التزمت الفقهي فإن ذلك راجع بالدرجة الأولى إلى عشقهم للحرية وحسهم الفني والجمالي المرهف، وفي هذا السياق كان الصوفية دوما يستشعرون الحرية في العديد من المائل التي يفتي فيها من يطلقون على أنفسهم (فقهاء الرسوم) أو الفقهاء الرسميون، ومن ذلك مسألة السماع أو الموسيقى... حتى وان كانت للصوفية أصولهم الدينية في هذا الموضع، واستدل في الآيات القرآنية منها بقوله سبحانه وتعالى «فبشر عبادي الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه» وجاء في التفسير أنه السماع، واعلم أن سماع الأشعار بالألحان الطيبة والأنغام المستلذة إذا لم يعتقد المستمع محظورًا... مباحا في الجملة. وفي الاخير طالب الكاتب جاب الخير الى ضرورة تبني البحث في موضوع السماع الصوفي وتاثيره على المدارس الفنية الجزائرية من خلال كل الألوان الغنائية التي يزخر به القاموس الفني الجزائري.