أظهر نور الدين بوطرفة الرئيس المدير العام لمجمع سونلغاز أمس صراحة غير معهودة في تجسيد المشاريع الاستثمارية المسطرة وإنجازها في وقتها بكلفتها ومعاييرها، دون خلل ومراجعة تقنية، بفضلها تمكن من خلق رقم أعمال 356 مليار دينار، وقدرت مصاريفه ب 60 مليار دينار. وقال بوطرفة في عرض حصيلة المجمع بمعهد التكوين في الكهرباء والغاز ببن عكنون أن هذه القاعدة تشكل على الدوام رأس مال المجمع الثابت الذي لا يحول ولا يزول وخارطة طريق للعمل المستمر، غايته كسب ثقة سونلغاز واعتبارها مرجعية كمؤسسة عمومية ذات مهنية واقتدار. وواصل بوطرفة في مداخلته حول حصيلة مجمع سونلغاز، والندرة الصحفية التي نشطها بمعية مديري الفروع لاظفاء شفافية أكبر في الاجابة على كل كبيرة وصغيرة، ان هذه المنهجية، تشكل قوة المجمع وديناميكية في محيط تنافسي مفتوح، تدخله علامات كبرى لا تسمح بالتهاون والتقاعس، ولا تقبل بعقلية أخرى غير المهنية. وعن الحصيلة ذكر أنها ثرية للغاية من حيث النتائج المحققة، والأخذ في الاعتبار القرارات المتخذة المعول عليها في اعطاء مكانة لسونلغاز وصلابة. أكبر نتيجة تعديل القانون الداخلي الأساسي من المرسوم الرئاسي المؤرخ في 02 جوان الماضي. وبموجب هذه التدابير تحولت سونلغاز إلى هولدينغ، تمتلك المؤسسات الفرعية استقلالية في التسيير، وفق تقاسم وظيفي يراعي تحقيق الأهداف المسطرة.. بعد 10 سنوات من تطبيق القانون حول الكهرباء والغاز، و7 سنوات من انشاء هيئة الضبط بالقطاع، و8 سنوات من تأسيس الفروع حول مختلف الأنشطة والتخصصات لا تبقى سونلغاز الطرف الأساسي في هذا القطاع، والمتعامل الوحيد حامل مسؤولية تزويد الزبائن بالطاقة، وتقييم ومراقبة الخدمة العمومية التي تسند في وقت سابق إلى وكالة ترشيد الطاقة «كراغ». لكن هذه المسألة تغيرت بالاجراءات الجديدة التي أعطت لسونلغاز صلاحية في تسيير قطاع الكهرباء والغاز، ومسؤولية تقييمه والتدخل لعلاج الخلل، كسب سونلغاز طابع شركة مجمع، واسندت لفروعها مهام في انتاج ونقل وتوزيع الكهرباء والغاز، وكذا توسيع المجال إلى الطاقات المتجددة. شدد بوطرفة كثيرا على هذه المسألة وعاد إليها بالتفصيل في كل أجوبة على أسئلة قائلا: «أنها أهم حدث، وأكبر المكاسب التي تجعل سونلغاز بحق صاحبة القرار المستقل في إدارة أمورها، والتجاوب بشفافية والتزام مع قانون الصفقات بغاية كسب رضا الزبائن، وخدمة الجزائريين بايصال لهم الانارة إلى أبعد نقطة وأعقدها». الجانب الآخر المهم الذي يحسب للمجمع أنه عازم على تطبيق برنامج الطاقات المتجددة، وإنجاز أول معمل لانتاج اللوحات الشمسية بالرويبة يدخل النشاط عام 2014، وأمضيت سونلغاز بشأن الطاقات المتجددة، عقود مع جامعات ومراكز بحث وطنية لاستخدام الكفاءات دون الاتكالية على الخارج وهي مدمجة في تشييد مشروع «ديزرتيك» ويعد مشروع «ديزرتيك» أكبر تحد ترفعه سونلغاز حسب بوطرفة الذي أبرز أهميته من حيث ضمه 56 شريكا من 15 دولة لانتاج 1000 ميغاواط في السنوات القادمة. وحسب الأرقام المسجلة، وذكر بها عبد القادر شوال المدير التنفيذي للمصارف، فإن مجمع سونلغاز نجح في رفع الامدادات الكهربائية إلى نسبة 99٪، بعدما كانت في أدنى المستويات سابقا، هذا بفضل جهود الدولة واستثماراتها وجعلها الطاقة أولوية الأولويات. وتخوض سونلغاز معركة من أجل رفع ربط الأحياء بالغاز إلى 6 . 52٪ في أفق 2014 بدل 4 . 47٪ مثلما هو الحال في هذه الآونة. وعن المشاكل التي تعترض المجمع في تعامله مع المحيط، ذكر شوال، بأن استرجاع سونلغاز مستحقاتها من الديون تبقى القضية الشائكة، وتقدر المديونية غير المدفوعة ب 5 . 39 مليار دينار، 35٪ منها تقع على عاتق الجماعات المحلية، و51٪ زبائن خاصة وأن الكثير من المتسببين في التأخر عن تسديد مستحقاتهم رفعت بشأنهم شكاوى قضائية. وما يصعب من مسألة قطع الكهرباء على البلديات التي لم تسدد ديونها، ان النزاع يشمل الانارة العمومية، وقطعها ليس بالحل الأنسب والأجدر. وعن كيفية مواجهة موجة الحر القادمة، ومدى اللجوء إلى قطع التيار الذي أدى بوقوع احتجاجات في الجهة الجنوبية الشرقية، أكد مسؤولو فروع سونلغاز أن الأمور اتخذت في الحسبان، ومولدات كهربائية انجزت من أجل الرد على الطلب المتزايد على الكهرباء لا سيما في الجنوب المستقبل صيف قبل الآوان. وقالوا أن المجمع أخذ التقديرات اللازمة، للحيلولة دون حدوث انقطاعات وهي أصلا في التراجع، ولم تتعد نسبتها 4٪ في أقصى الحالات. وهناك مشكلة أخرى أثيرت، تتعلق بالقرصنة المستمرة للكهرباء وكذا السطو على الكوابل النحاسية، وقيل بشأنها أنه تحد آخر تواجهه سونلغاز في التعامل مع محيط لا يساعدها دوما في تأدية الخدمة على أحسن وجه.