تحصل الشاعر عبد الوهاب صحراوي، ابن مدينة ورقلة على المرتبة الأولى عربيا وإفريقيا في مسابقة القلم الحر بمصر والتي تعد إضافة للرصيد العلمي والفني للدكتور الشاب، المتخصص في الأدب والنقد بجامعة الجزيرة بالسودان، والجزائريالوحيد المتحصل على منحة الاتحاد الإفريقي بدراسة الدكتوراه. يعد الشاعر عبد الوهاب صحراوي من بين الشعراء الشباب من أصحاب القلم المبدع الذين تركوا بصمتهم في الكثير من المحافل العربية والدولية، مُحب للشعر واللّغة العربية ويعتبر أن حبه لهذا الفن يزداد عمقا كلما رفرف العلم الوطني في المحافل الدولية. وأشار الدكتور عبد الوهاب صحراوي الذي كانت مشاركته في المسابقات الوطنية عديدة ومميزة في أغلبها في حديث ل»الشعب» إلى أن مشاركته في مسابقة القلم الحر هذه السنة كانت مختلفة في ظل هذه الظروف التي يعرفها العالم بفعل انتشار فيروس كورونا، حيث بعد تصدره خلال السنوات الأخيرة المرتبة الثانية تمكن خلال عامين على التوالي من تصدر المرتبة الأولى، موضحا أن هذه المسابقة تعلن في جميع الأنواع والمجالات الأدبية وقد تمت التصفيات وتم الإعلان عن النتائج مسبقا، هذه السنة، بسبب ظروف كورونا، مضيفا أن التكريم سيتم قريبا في مهرجان بجامعة الفيوم بدولة مصر الشقيقة. وفي جوابه حول النص الذي فاز عنه بجائزة مسابقة القلم الحر، ذكر أن النص الذي شارك به في ظاهره نص من شعر الغزل لكنه نص يدعو إلى التفاؤل وحب الحياة في ظل هذه الظروف الصحية الاستثنائية والتي تدعو بحسبه إلى استحضار جو من التفاؤل وحب الحياة، مشيرا إلى أنه بحكم انتمائه إلى المدرسة الرومانسية التي تدعو للإقبال على الحياة ارتبطت بذهنه الدعوة إلى الإبداع والتجديد والخلق والحرية وكان هذا النص تحت وسم «تعاويذ الهوا»، كما اختاره ليكون عنوانا لأول ديوان سيصدر له قريبا. وقال إن هذا العمل يعد من أعماله الأدبية التي منها ما نشر في المجلات العربية والإفريقية ومنها ما ينتظر النشر، مؤكدا على أنه عن قريب سيُنشر له كتاب في الشعر الأمازيغي أيضا بالإضافة إلى ديوان في الشعر الفصيح «تعاويذ الهوا» ومجموعة قصصية موجهة للأطفال تحت عنوان: «مملكة الواحة». وعن قصته مع الشعر فقد اعتبر محدثنا أنها قصة عشق وحب للشعر رافقته منذ أيام الدراسة بثانوية توفيق المدني ومن خلال الإذاعة المدرسية، معتبرا أن حبه للشعر كان رفيقه على مدار سنوات دراسته وتواصل معه خلال مسيرته بالجامعة، أين اختار تخصص الأدب العربي وكان له نشاط في الأمسيات الشعرية، كما تحصل على العديد من الجوائز، من بينها أمير شعراء جامعة قاصدي مرباح إلى أن شرف الجزائر في العديد من المحافل العربية والدولية، وهذا ما كان قد آمن به من البداية ولا زال مستمرا في مسيرته ويسعى لإيصال صوته كشاعر حر. وأكد الشاعر صحراوي أن ما يطمح له الفنان الجزائري اليوم هو الكرامة وأن يُلتفت له لأنه يحرق شمعته ليضيء مجتمعه ويدعو للحب والحياة ويبقى دائما صوتا معبرا عن هموم ومشاكل الجزائريين والفن الجزائري. بالنسبة لمحدثنا فإن اهتمام الجهات المعنية بدعم الثقافة والفنون يبقى رهانا كبيرا فعلى الرغم من الجهود المبذولة من طرف المبدعين الجزائريين الذين شرّفوا الجزائر في عدة محافل عربية ووطنية إلا أن الفنان مازال يسعى للحظي بمكانة تليق به، موضحا أن الفنان يعاني من قلة الدعم والتشجيع لتمثيل الجزائر في مختلف المحافل رغم ما يقدمه من أجل تشريف بلاده ومؤكدا أن السبيل لتغيير هذه الصورة النمطية هو النهوض بواقع الفن والفنانين ووضع أهل الاختصاص في ميادين اختصاصهم، لكن رغم ذلك فإن المسيرة والنضال سيظل بحسبه متواصلا.