انطلقت أمس بالمركب الثقافي العادي فليسي فعاليات ملتقى ''روح فرانز فانون''، الذي نظمته الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي ، ومنشورات ''ابيك''، بحضور وزيرة الثقافة خليدة تومي وعدد من المثقفين، المفكرين والمختصين في التاريخ من عديد الدول العربية والإفريقية وفرنسا، حيث سلطوا الضوء على انجازات والشخصية الفذة لذات المفكر والمناضل. وقد أعلن يوسف بن مهيدي، رئيس دائرة الكتاب والتوثيق بالوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي، الملتقى حيث ثمن الدور الكبير الذي تلعبه مثل هذه الفعاليات والتي من شانها التعرف أكثر بالشخصيات البارزة والمفكرين الذي ن خدموا الثورة التحريرية، أمثال المفكر والمناضل فرانز فانون، الذي أثارت مؤلفاته وانجازاته وشخصيته الفذة اهتمام الآلاف من الناس عبر العالم، حيث كان فكر فانون خير معين على إدراك الوضعية التي ألت إليها الأوضاع الإنسانية في تلك الفترة، وعلى اجتثاث المشاكل التي واجهوها كأفراد أو جماعات ومعاناتهم من شتى أنواع الهيمنة، مؤكدا على حرص ملتقيات فرانس فانون بالجزائر على المساهمة بنصيبها في رفع التحدي. كما كانت لمديرة منشورات «ابيك» سامية زنادي كلمة في افتتاح ملتقى «روح فرانز فانون»، حيث ثمنت بدورها كل المجهودات التي تبذلها مختلف المؤسسات الثقافية لتنوير العامة، وفتح سبل التواصل والتبادلات في مختلف الميادين الفكرية والثقافية بين المثقفين باختلاف انتماءاتهم وبلدانهم، كما تطرقت ذات المتحدثة في كلمتها عن المفكر فرانز فانون، مؤكدة على اعتماد الكثير من المناضلين من اجل الاستقلال الوطني، الداعين للتحرر من أغلال الطبقية، والناشطين في سبيل تحرر الأفراد، إضافة إلى المفكرين وعلماء النفس والمختصين في في الامراض العقلية، الأدباء والكتاب، كل أولئك اتخذوا من فكر فانون مرجعية لأعمالهم واستناروا بهداه لإدراك واقع مجتمعاتنا. وقد أكد المحاضرون في اليوم الأول من أيام الملتقى على بقاء الآثار الفكرية لفرانز فانون كمرجع يستند عليه الكثير من المثقفين والمفكرين باختلاف ميادين تخصصاتهم، وظلت تثير اهتمام العديد من الباحثين والشارحين الأكاديميين، حيث انكب كل واحد منهم على تبيان جانب من جوانب فكر ذات المفكر والمناضل الكبير فرانس فانون. وبين المنظمون للفعالية الثقافية الرجوع مجددا إلى قراءة متمعنة في فكر فانون أنها ليست مجرد رغبة في تعميق معرفتهم ومعرفة الناس فحسب، ولا هي من اجل القيام بواجب صون الذاكرة والاحتفال بالذكرى، وإنما أضحت ضرورة حتمية وحاجة حيوية لمجابهة المساعي التي التي أخذت تظهر من جديد عبر كافة أنحاء العالم، والرامية لإحياء الشرور القديمة لكي تحتل واجهة الأحداث الجارية من تمييز عنصري، الاستعمار الحديث، الهيمنة الامبريالية وغيرها، مؤكدين عل ضرورة مساءلة فكر فانون من جديد، مما يتيح رؤية متبصرة إزاء الخطر المتمثل في عودة الماضي الاستعماري الذي أضحى، حسبهم، يهدد البشرية جمعاء والعمل من اجل الحفاظ على آفاق مفتوحة أمام الكفاح الإنساني.للإشارة تستمر فعاليات ملتقى «روح فرانس فانون» إلى الرابع جويلية الحالي بالمركب الثقافي العادي فليسي، لتنتقل نشاطاته من 6 إلى 9 من ذات الشهر إلى دار عبد اللطيف.