استقطبت أمس الأوضاع الخطيرة التي يشهدها مالي حاليا اهتمام المشاركين في الندوة الإفريقية لمناهضة عودة الاستعمار إلى إفريقيا، حيث ركز معظم المتدخلين مثل الوزير الأول الأسبق المالي ابريم إبيكا وزيرة الثقافة والكاتبة أمينتا تراوري علي «أن الأزمة في مالي تستلزم حلول سلمية يصنعها الماليون بأنفسهم دون الحاجة أو اللجوء إلى أي تدخل عسكري أجنبي». وأكد الوزير الأسبق لمالي أن الاضطرابات التي شهدها بلده والتي أدت إلى تزعزع الاستقرار والأمن قابلة لإيجاد حل في القريب العاجل بفضل حنكة وعزيمة أبناء شعبه، مضيفا أن ثقته كبيرة فيهم للتكفل وحدهم بمشاكلهم لأنهم ينتمون إلى بلد عريق وقوي يشهد له التاريخ الصمود دوما في وجه الأزمات والوقوف من جديد بعد تعرضه للعثرات. وقال أيضا أن مالي مستهدف اليوم أكثر من ذي قبل «من قبل الاستعمار الجديد الذي يحاول جاهدا الرجوع إلى القارة السمراء وهذا بحكم الموقع الجغرافي الاستراتيجي الذي يحتله في منطقة الساحل وبسبب الخيرات الطبيعية والباطنية التي يزخر بها». وكشفت في نفس السياق الوزيرة السابقة للثقافة في مالي أن الأحداث الخطيرة التي تشهدها المنطقة مؤخرا بصفة عامة ومالي بصفة خاصة هي عبارة عن مخطط استعماري من نوع جديد تهدف من خلاله دول الاستعمار الجديد إلى التحكم في خيرات وثروات القارة السمراء للحفاظ على مكانتها الاقتصادية أمام الصين والدول الصاعدة». وأكدت المتدخلة أن على شعوب أفريقيا ودولها العمل على تكاتف الجهود للوقوف في وجه التحديات الاقتصادية الكبيرة التي تواجهها بحكم المخططات الاستعمارية التي تحاول الدول الكبرى تطبيقها، هذا بالتفكير في الخروج من التبعية الاقتصادية لهذه الأخيرة. الصحراء الغربية آخر مستعمرة تنتظر الحرية رجوعا إلى أشغال ندوة جبهة المواطنة الإفريقية للديمقراطية وضد عودة الاستعمار إلى أفريقيا التي شارك فيها إلى جانب ممثلي عن دول القارة السمراء، منظمات جزائرية وممثلين عن المجتمع المدني فقد جاءت في إطار الاحتفال بالذكرى ال 50 لاستعادة الجزائر لسيادتها الوطنية . وأشار محرز العماري رئيس اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي بالمناسبة على أن «الاستعمار الذي حاربته جل الشعوب الإفريقية بالأمس يحاول اليوم العودة في شكل ووجه جديدين بمحاولته خلق ظروف لزعزعة استقرار البلدان والشعوب الإفريقية وتهديد وحدتها الوطنية وشخصيتها الأصيلة». كما أجمع المتدخلون أن استكمال مسار استرجاع السيادة والحرية والتطور والنمو في القارة السمراء لا يمكن أن يتحقق دون تمكين الشعب الصحراوي من حقه المشروع في تقرير مصيره وعن طريق القضاء على آخر مستعمرة بإفريقيا .