«الخضر» أمام اختبار حقيقي بمواجهة «نسور قرطاج» يحل المنتخب الوطني، غدا، ضيفا على نظيره التونسي في ثالث مواجهة ودية يجريها زملاء محرز في تربص جوان، حيث ستكون مواجهة الغد أمام «نسور قرطاج» هي الأخيرة في التربص الحالي، ويراهن بلماضي كثيرا على المواجهة القوية المنتظرة غدا من أجل تحقيق الإنتصار الذي سيكون له أثر إيجابي على التصنيف الشهري للمنتخبات. يواجه «الخضر»، غدا، المنتخب التونسي وعينه على تحقيق الإنتصار من أجل إنهاء فترة التحضير لشهر جوان بقوة، والتأكيد على جاهزية المجموعة قبل خوض غمار تصفيات المونديال سبتمبر المقبل، وهو ما جعل الناخب الوطني يعطي أهمية كبيرة للتربص الحالي وقياس مدى استعدادات اللاعبين الفنية والتقنية. مواجهة تونس تأتي بعد أن حقق زملاء بونجاح الفوز على موريتانياومالي، حيث كانت هاتان المواجهتين في غاية الأهمية واستفاد بلماضي منهما الكثير من الأمور الفنية والتقنية التي ستساعده على النجاح في عمله خلال المرحلة المقبلة التي ستعرف إنطلاق تصفيات المونديال. الاحتكاك مع منتخب قوي في كل تربص أصبح عادة لدى الناخب الوطني، الذي يرى أن اللعب أمام منتخبات قوية خلال فترة التحضير يبقى أمرا في غاية الأهمية من أجل معرفة المستوى الحقيقي للمنتخب واللاعبين، خاصة أن المواجهات المقبلة لا تقبل التعثر وإصلاح مكامن الخلل يكون من خلال المواجهات الودية. تغييرات مرتقبة في التّشكيلة قام مدرب المنتخب الوطني بتجريب الكثير من اللاعبين خلال مواجهتي موريتانياومالي، إلا أن مباراة تونس تختلف كثيرا عن المواجهتين السابقتين، حيث يراهن بلماضي على تحقيق الفوز، وهو ما سيجعله مطالبا بالعودة إلى التشكيلة الأساسية التي تعود على إشراكها خلال المباريات السابقة. على مستوى حراسة المرمى لن يكون هناك تغيير من خلال الإبقاء على الحارس الأساسي مبولحي، الذي مازال يحظى بثقة الناخب الوطني رغم تراجع مستواه في المباريات الماضية، إلا أن عامل الخبرة ضروري في مثل هذه المباريات، وهو ما يجعله يمتلك الأفضلية مقارنة بالثنائي دوخة و أوكيجدة وبدرجة أقل الحارس مجادل. الدفاع هو الآخر لن يعرف تغييرا كثيرا مع الاحتفاظ بالثنائي ماندي وبن العمري على مستوى المحور رغم أن عامل المفاجأة يبقى ممكنا من خلال إشراك بدران مكان بن العمري، والاحتفاظ بماندي في ظل تراجع المستوى البدني لمدافع ليون بسبب قلة مشاركاته مع الفريق الفرنسي خلال الموسم المنقضي. على الجهة اليمنى من الدفاع سيتم اللجوء إلى خيار عطال، الذي أدى مباراة جيدة أمام موريتانيا لكن الإصابة حرمته من المشاركة أمام مالي ويبقى مرجحا مشاركته مكان زفان، فيما سيتواجد بن سبعيني على الجهة اليسرى من الدفاع، وهو الذي تعود على اللعب في هذا المنصب. وسط الميدان يبقى ورشة مفتوحة بالنسبة للناخب الوطني، الذي جرب فيه العديد من اللاعبين من أجل إيجاد البديل المناسب للاعب بن ناصر، إلا أن كل اللاعبين لم يقنعوا وهو الأمر الذي سيجعله مطالبا بالعودة إلى التشكيلة العادية، وهي إشراك قديورة وفيغولي مع بلقبلة أو عبيد. إشراك لاعبين آخرين في هذا الخط يبقى أمرا ممكنا من خلال اللعب بعبيد وبلقبلة مع فيغولي، الذي يبقى اللاعب الوحيد الذي ضمن مكانته في وسط الميدان بعد المردود الطيب الذي قدمه لحد الآن رغم أنه لا يلعب في منصبه الأصلي، إلا أنه يقدم في كل مرة مستوى أكثر من مميز. على مستوى الهجوم لن يكون هناك تغيير كبير بحكم أن بلماضي يثق كثيرا في الثلاثي بلايلي وبونجاح، إضافة إلى القائد رياض محرز وهو ما سيجعله أمام حتمية إشراك الثلاثي المذكور بسبب الإنسجام الموجود، إضافة إلى أن العناصر التي نالت الفرصة في هذا الخط لم تقنع كثيرا. بلماضي ينجح في الحرب النّفسية نقل بلماضي الضغط إلى تربص المنتخب التونسي، ونفس الأمر ينطبق على تصريحات رياض محرز عقب مواجهة مالي، حيث تعاطى بعض الفاعلين في منتخب تونس مع تصريحات بلماضي ومحرز بانفعال كبير، وهو ما يؤكد أن الناخب الوطني نجح في الحرب النفسية. تأثر اللاعبين والمدرب من الناحية النفسية سيجعلهم يتأثرون من الناحية الفنية خلال المباراة، وهو الأمر الذي يطمح بلماضي إلى تحقيقه من خلال تصريحاته السابقة بعدما أكد أنه لن يرضى إلا بالفوز أمام تونس لتأكيد أن تصنيف الفيفا لا يستند إلى معايير فنية بحكم أن الجزائر هي بطلة إفريقيا، إلا انها لا تتصدر ترتيب المنتخبات الإفريقية. تصريحات بلماضي رد عليها مدرب المنتخب التونسي بقوة، وأكد انه سيعمل على تأكيد أحقية منتخب تونس بالتواجد في صدارة المنتخبات الافريقية من خلال الفوز على المنتخب الوطني، وهو ما يؤكد أن الحيلة قد انطلت عليه لأن تصريحاته لم تكن دبلوماسية، ولا تعكس خبرته الكبيرة. تصريحات محرز هي الاخرى استفزت اللاعبين في منتخب تونس بعدما أكد أن المنتخب التونسي ينتهج الخطة الدفاعية، ويعتمد على الهجمات المرتدة وهو ما فهمه بعض لاعبي منتخب تونس أنه استصغار من قيمتهم، وهو ما جعلهم يردون بقوة وبدون حسابات الى ان المواجهة ودية فقط. التأثير النفسي على المنافس من الحيل المهمة التي يلجأ اليها المدربون قبل المباريات، خاصة عندما يكون المستوى متقاربا بين الطرفين، وهو ما يتوفر في مباراة تونسوالجزائر، فالفارق الفني ليس كبيرا بين المنتخبين اللذين يمتلكان لاعبين جيدين وانسجاما كبيرا بين الخطوط. حسابات تصنيف «الفيفا» لم يكن اختيار مواجهة تونس اعتباطيا بالنسبة للناخب الوطني، لكن الامر مرتبط بشكل مباشر بتصنيف المنتخبات التابع للفيفا بحكم ان المنتخب التونسي يتصدر ترتيب المنتخبات الافريقية رغم ان المنتخب الجزائري هو بطل افريقيا منذ 2019 لكنه لم يصل الى المرتبة التي تؤهله لتصدر التصنيف الافريقي بعد. الاكثر غرابة في الامر ان المنتخب الجزائر لم ينهزم في اي مباراة منذ نهائي «الكان» في 2019، وفاز وتعادل في كل المواجهات إلا أن هذا الامر لم ينعكس إيجابا على مرتبته في تصنيف الفيفا للمنتخبات، وهو ما جعل بلماضي وطاقمه الاداري يجتمع في الفترة السابقة لايجاد حل لهذا الامر. الحل الوحيد الذي عرضه الطاقم الادارة في الاتحادية على بلماضي هو ضرورة مواجهة تونس، والفوز عليها وديا من اجل الارتقاء في تصنيف الفيفا للمنتخبات بالنظر الى استحالة تحقيق الامر بالاستناد فقط الى المواجهات الودية او الرسمية، حيث لن يغير الامر الكثير من الامور. المنتخب التونسي من جهته يسعى لتوسيع الفارق بينه وبين المنتخب الوطني من خلال الفوز عليه، وهو الامر الذي دفع الاتحادية التونسية لقبول مواجهة المنتخب الوطني وديا رغم انها تعرف انه من المنتخبات القوية في القارة، ومن الصعب الاطاحة به بالنظر الى السلسلة الايجابية من النتائج في الفترة الماضية. فاز المنتخب الوطني على ماليوموريتانيا وديا، وهو الامر الايجابي في الامر الا ان الاخفاق امام تونس سيجعل المواجهتين السابقتين بدون جدوى في ظل الحاجة الماسة للفوز على تونس من اجل التقدم على مستوى ترتيب الفيفا للمنتخبات، وهو الامر الذي يسعى بلماضي لتحقيقه. الظهور بقوة خلال مواجهة تونس أمر ضروري من أجل تحقيق الانتصار، خاصة ان المنافس صحيح انه ليس قويا من الناحية الهجومية لكن دفاعيا من الصعب التسجيل عليه، وهو الامر الذي يعرفه بلماضي جيدا، لهذا جهّز كل اللاعبين من أجل إيجاد التوليفة المناسبة تحسبا للمواجهة المرتقبة.