المواطنون يشتكون سوء التنظيم دعا وزير الصحة، البروفسور عبد الرجمان بن بوزيد، أمس، المواطنين إلى تلقيح أنفسهم للحماية من الإصابة بفيروس كورونا ووقاية محيطهم. طمأن الوزير خلال زيارة قادته إلى كل من المركز العائلي التابع للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي ببن عكنون والفضاءات العمومية المخصصة لعملية التلقيح بكل من بلديات براقيوالدار البيضاء والرويبة، كافة المواطنين بتوفير كمية «كافية» من اللقاحات, داعيا اياهم إلى الإقبال على هذه العملية لكسر سلسلة نقل العدوى. بدوره كشف وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي, عبد الرحمان لحفاية، أن المركز العائلي لبن عكنون يستقبل منذ فتحه الأسبوع الماضي 250 مستخدم بالقطاع يوميا لتلقي اللقاح المضاد لكوفيد-19، معلنا أنه سيتم فتح مركز أخر بالتنسيق مع تعاضدية عمال القطاع بوهران في غضون هذا الأسبوع. وكشف وزير الصحة من جهة أخرى عن عقد اجتماعات يومية وأسبوعية مع اطارات دائرته الوزارية ومدراء الصحة والمؤسسات الاستشفائية عبر الوطن لتقييم الأوضاع والعمل على تحسينها، مذكرا المواطنين «بتوفير كل الإمكانيات لمواجهة الوضعية وتسهيل عملية التلقيح للجميع». كما أعلن بالمناسبة عن فتح جميع قاعات العلاج ومؤسسات الصحة الجوارية إلى جانب الفضاءات العمومية والفرق المتنقلة ببعض المناطق النائية والمساجد والإدارات العمومية والخاصة قصد تلقيح أكبر عدد ممكن من المواطنين لمواجهة هذه الجائحة والعودة الى الحياة الطبيعية. وبالخيمة التي تم نصبها بساحة الدار البيضاء، اشتكى بعض المواطنين الذين التحقوا باكرا بهذا الفضاء من «سوء تنظيم» الحملة. و كرد على ذلك، أعطى الوزير توجيهات صارمة لتوسيع المكان لعدد كبير من المواطنين وتنظيم الاستقبال خلال هذه الفترة التي تعرف ارتفاعا في درجات الحرارة. ومن جهته، أكد مدير الصحة للجزائر العاصمة، عبد الرحيم يعلى، بأن المديرية تسعى جاهدة لتوفير عدد هام من الأسرة، مؤكدا وجود أسرة شاغرة بالمؤسسات الاستشفائية التابعة للولاية. ويؤكد: تقدم في الصحة الإنجابية والتنظيم العائلي وعلى صعيد اخر أكد الوزير, بن بوزيد، أن الاستثمارات المدعمة بتشريعات مواتية سمحت للجزائر بإحراز «تقدم كبير» في مجال الصحة الإنجابية والتنظيم العائلي. وقال في كلمة له لدى افتتاحه أشغال لقاء بمناسبة اليوم العالمي للسكان بعنوان «الصحة الإنجابية و التنظيم العائلي على ضوء جائحة فيروس كورونا المستجد : التحديات و الدروس المستخلصة»، أن «البيانات التي تتوفر لدينا والشهادات التي تم جمعها تؤكد على الجهود التي تبذلها الجزائر من أجل ضمان استمرارية الخدمات والحفاظ على الإنجازات في هذا المجال»، مبرزا «تواصل الاستثمارات في مجال الصحة لتكريس المبادئ الأساسية للإنصاف و للحصول على الخدمات الصحية ذات نوعية مع إيلاء اهتمام خاص للنساء في سن الإنجاب والأطفال والأشخاص ذوي الإعاقة وكبار السن». وتابع بأن «جميع النساء تقريبا في سن الإنجاب (15-49 عاما) حاليا يعرفن على الأقل طريقة واحدة لمنع الحمل، حيث يستخدم أكثر من نصف الأزواج وسيلة لتنظيم الحمل (53.6٪)». وتابع قائلا بأن «خصوبة الأزواج عرفت انخفاضا حادا, حيث بلغت 2.8 طفل لكل امرأة خلال الفترة 2017-2018، كما أن الفتيات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 15 و 19 عاما أصبحنأقل عرضة للزواج وإنجاب الأطفال في هذا العمر». وأوضح بن بوزيد أن «الزواج المبكر والخصوبة المبكرة أنخفض بشكل ملحوظ، مما سمح للفتيات أن يتمتعن بكامل حقوقهن في التعليم ودخول سوق العمل واتخاذ القرار بحرية بشأن عدد الأطفال الذين يرغبن فيه و متى يردن إنجابهم». وحسب الوزير، فإن «البيانات المأخوذة من أحدث مسح MICS6 الذي تم إجراؤه في عام 2019، تؤكد هذه الحقيقة»، لافتا إلى أن «الزواج دون سن 15 مس 0.2 ٪ من مجمل النساء في سن الإنجاب أي اللواتي تتراوح أعمارهن بين 15 و 49 عاما. أما نسبة النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 20 و 24 سنة وتزوجن قبل بلوغ سن 18، أي بين 15 و 18 سنة، فتقدر ب 3.8٪». وفي سياق متصل اشار وزير الصحة الى أن «95.3٪ من النساء اللواتي أنجبن مواليد أحياء خلال العامين السابقين للمسح، أجرين استشارة طبية واحدة على الأقل قبل الولادة « مبرزا أن «حوالي 99٪ من هذه الولادات تمت بمساعدة مستخدمين مؤهلين». كما أكد ذات المسؤول أن «معدل وفيات الرضع, بلغ 21 حالة وفاة دون عمر السنة لكل 1000 مولود حي في عام 2019، وفقا لبيانات مصالح الحالة المدنية التي نشرها الديوان الوطني للإحصاء، وبلغ معدل وفيات الأمهات 48.5 حالة وفاة لكل 100 ألف ولادة حية فيعام 2019، وفقا لبيانات نظام التصريح الإجباري لوزارة الصحة. أما بالنسبة لمتوسط العمر المتوقع عند الولادة، فهو في تزايد مستمر (72.5 عام في سنة 2000 وارتفع إلى 77.8 سنة في 2019)». المكاسب هامة ينبغي الحفاظ عليها وتابع الوزير بأن المكاسب المحققة «هامة ويجب الحفاظ عليها». وأكد قائلا :»إنني مقتنع كل الاقتناع أن التزامنا على وجه الخصوص باحترام تدابير الحجر والتطعيم ضد هذا الفيروس، سيمكننا لا محال من الحفاظ على هذه المكاسب والتغلب على هذا الوباء (كورونا)، الذي لا يزال للأسف يمارس كل الضغوط على هياكلنا الصحية وعلى الحياة اليومية لمقدمي الخدمات الصحية» مجددا التأكيد على «الطبيعة ذات الأولوية للصحة الإنجابية والتنظيم العائلي من أجل الرفاهية الكاملة في جزائر قوية وموحدة حيث لا أحد يتخلف عن الركب». وفي ذات الشأن أشار بن بوزيد إلى أنه «على الرغم من الصعوبات التي تواجهها الجزائر بخصوص هذا الوباء العالمي، تظل برامج الصحة الإنجابية والتنظيم العائلي أولوية للحفاظ على صحة الأم والطفل وتحسين رفاهية العيش لسكاننا»، مؤكدا على أنه «مهما كان تأثير الوباء على الخصوبة، فإن البرنامج الوطني للتنظيم العائلي يظل قائما على مبدأ الانخراط الطوعي والاختيار الشخصي. لا يسمح بأي شكل من أشكال الإكراه في وصف وسائل تنظيم أو منع الحمل». وبخصوص أشغال هذا اللقاء، ذكر الوزير بأن الجزائر تحتفل كل عام و منذ ما يقارب 25 عاما باليوم العالمي للسكان، مبرزا أن موضوع هذه السنة يرمي إلى «تقديم شهادات كل من مقدمي الخدمات الصحية والحركة الجمعوية، حول الإنجازات التي تم تحقيقها والتحديات التي تمت مواجهتها في تقديم خدمات الصحة الإنجابية والتنظيم العائلي ورعاية النساء في سن الإنجاب في سياق هذه الجائحة». كما تطرق الوزير في كلمته الى انتشار جائحة كورونا عبر العالم وتسببها في»إجهاد أنظمة الصحة العمومية، مما أدى إلى اتخاذ تدابير وإجراءات غير مسبوقة من قبل الحكومات في جميع أنحاء العالم, بما في ذلك تقييد التنقل وأوامر الحجر الصحي». واستطرد قائلا بأنه في بعض البلدان «ألحقت هذه الأزمة أضرارا كبيرة بالنساء والفتيات»، حيث «أجبرت العديد من النساء إلى تأجيل حملهن أو تغيير خططهن المتعلقة بالإنجاب، حيث أدى تعطيل تقديم الرعاية الصحية، بما في ذلك الصعوبات في الوصول إلى خدمات التنظيم العائلي، إلى حالات حمل غير مرغوب فيها، ولا سيما بين الفئات الهشة». وأضاف بأن السياق الصحي، ولا سيما التدابير المتخذة على غرار التباعد والحجر، كانت له «تداعيات مؤلمة» على الوضع الاقتصادي والمالي للأسر والسكان بصفة عامة، مما أدى في كثير من البلدان إلى «تعرض النساء والفتيات الى العنف وكذا الاستغلال المبني على النوع الاجتماعي».