أوضح مختار بوروينة رئيس المجلس الشعبي البلدي لسيدي محمد في تصريح ل"الشعب"، أن مجلسه كان حريصا على إيجاد البديل لهؤلاء الباعة الذين تم إزالة طاولاتهم، ومنعهم من مزاولة تجارتهم التي كانت تعرض بشكل عشوائي وغير قانوني هنا وهناك على مختلف أرصفة الطرقات، مما أدى إلى تشويه صورة العاصمة. وأكد بوروينة بهذا الخصوص، أن مصالح بلدية سيدي أمحمد كانت السباقة للقضاء على الأسواق الفوضوية منذ 2006، بإزاحة سوق فرحات بوسعد وجزء من سوق المتحررين. في حين تتواصل حاليا العملية بالتنسيق مع مصالح الأمن في إطار التعليمة الأخيرة التي أصدرها والي العاصمة، للقضاء على الأسواق المتبقية على غرار سوق بلكور، والذي أقدمت أول أمس على إزاحته بشكل نهائي بعد توجيه تعليمات صارمة لكل التجار غير الشرعيين بالمنطقة، بعدم عرض سلعهم وهي العملية التي استحسنها المواطنون كثيرا وينتظر أن تشمل العملية الأسواق الأخرى خلال الساعات القادمة. وعن مصير هؤلاء الباعة، قال مختار بوروينة أنه تم دراسة ملفاتهم حالة بحالة. حيث باشرت مصالحه في إعداد مخطط قصد التكفل بإدماج كل التجار وتأطيرهم بشكل منظم من خلال إيجاد بدائل عن هذه الأسواق الفوضوية في شكل محلات أو حتى مساحات مهيأة يواصل فيها هؤلاء الباعة نشاطهم التجاري في إطار قانوني منظم، وحسب رئيس المنتخب المحلي لسيدي أمحمد، فإن هذه العملية تندرج في إطار استيعاب الشباب البطال. وبالمقابل، أكد ذات المسؤول على أن الشباب المعنيين بعمليات الهدم سيتم التكفل بهم حسب الملفات المودعة سابقا على مستوى السلطات المحلية للبلدية، إذ سيتم دراسة ملفاتهم بدقة، وتمكينهم من الاستفادة من مناصب شغل. وفي هذا المضمار أبرز بوروينة، أن هناك من سيستفدون من المحلات الخاصة ببرنامج رئيس الجمهورية، بالنسبة للمستحقين الذين كانوا قد أودعوا ملفاتهم سلفا، في حين سيتم توجيه الشباب الحاصل على شهادات تكوين إلى مناصب تناسب شهادتهم، ومن ثمة العمل على توفير مناصب شغل للتجار الذين ليس لديهم مستوى أو حرفة تمكنهم من مزاولة نشاطات أخرى. أضاف محدثنا. وفي هذا السياق دائما، كشف بوروينة أنه تم إنشاء سوق جواري من أربع طوابق بحي نقازي مريال لاستيعاب جزء من هؤلاء التجار في إطار منظم وبعد دراسة ملفاتهم بشكل معمق، كما شرعت مصالحه يضيف بوروينة في البحث عن قطعة أرض ببلدية ببلكور لتجسيد عليها سوق منظم يكون كفيل باستيعاب هؤلاء التجار. وبالموازاة مع ذلك، دعا ذات المسؤول التجار الذين مستهم العملية إلى التحلي بالصبر واعدا إياهم بحل مشاكلهم وإدماجهم في مناصب شغل كل حسب خبرتهم وتكوينهم في أقرب وقت ممكن. كما طالب المواطنون من جهة أخرى بضرورة الحفاظ على نظافة المحيط ومحاربة التجار الفوضويين. وأشار بوروينة بعد أن أبدى تأييده للإجراءات التي اتخذتها وزارة الداخلية للقضاء على التجارة الموازية، للأضرار الكثيرة التي سبّبها هؤلاء التجار للاقتصاد الوطني وخطرها على المستهلكين. مؤكدا في ذات المسألة، أنه لم يتم تسجيل أي مواجهات أو ردة فعل سلبية من الباعة غير الشرعيين، منذ انطلاق عملية القضاء على الأسواق الفوضوية، التي تندرج في إطار تطبيق التعليمة الأخيرة الصادرة من قبل وزارة الداخلية والجماعات المحلية. وقال أيضا أن العملية جرت في أجواء عادية مع تسجيله استحسان وارتياح من قبل سكان الأحياء، مضيفا أن العملية ما تزال متواصلة خلال الأيام القليلة المقبلة لتطهير كل النقاط السوداء في انتظار القضاء على التجار الفوضويين بسوق على ملاح والمتحررين كخطوة أخرى. من جهتهم، طالب عدد من التجار ممن تحدثوا مع "الشعب" بضرورة الإسراع في اتخاذ الإجراءات البديلة، وفتح فضاءات تجارية منظمة حتى يتسنى لهم بيع سلعهم المكدسة بعد أن حرموا من مزاولة أعمالهم. على حد قولهم. مبديين تخوفهم من شبح البطالة في حالة ما إذا لم يتم التكفل بهم في أقرب الآجال لاسيما ونحن على مقربة من دخول فصل الخريف .