تمكّن ستّة رجال من المقاومة الفلسطينية الإنعتاق من أحد أشرس معتقلات الاحتلال الصّهيوني تأمينا وحراسة، معتقل «جلبوع» بعدما حفروا نفقا فكان لهم موعد مع الحرية، بعدما حكم عليهم ظلم وظلام الاحتلال بأن يقبعوا في زنازينه مدى الحياة. فرار الستة من غياهب سجون الاحتلال، هدف آخر تسجّله المقاومة الفلسطينية في مرماه وجرعة أمل لكل الأسرى من أطفال ونساء فلسطين، الذين يقبعون في دهاليز سجون الاحتلال، ويتجرّعون فيها أبشع أساليب التعذيب النفسي والجسدي، وهي كذلك رسالة بعث بها هؤلاء الأبطال، مفادها أنّ الحرية أكبر من أن تحول دونها القضبان والحصون، وأنّ من لديه قضية عادلة قاوم وسُجن من أجلها سيحفر الأرض ولو بأظافره لينتزع حريته. الأبطال الستة سيَروُون للعالم أجمع مأساة اسمها الأسرى الفلسطينيّين في معتقلات وسجون الاحتلال، بعدما خذلتهم منظّمات حقوق الإنسان بتحيّزها المفضوح للاحتلال، والتي ساهمت في التعتيم على معاناة الأطفال والنساء، مأساة لا يتكلّم عنها أحد ولم نسمع لتلك المنظّمات صوتا حول أصناف العذاب في غياهب سجون ومعتقلات احتلال يتمتّع بحصانة، أملتها ازدواجية المعايير جعلت هذا الكيان المحتل يتمادى في ظلمه وعدوانه. ليت الأمر توقّف عند هذا الحد، فالاحتلال لم يكتف بالتنكيل النفسي والجسدي بالأسرى، ولكن أصبح يحتجز جثامينهم بعد استشهادهم، حسبما جاء في تصريح، لرئيس نادي الأسير الفلسطيني، قدورة فارس، قال فيه إنّ «إسرائيل» هي الدولة الوحيدة في العالم التي ترفض تسليم جثامين الأسرى لذويهم؟!