رهانات جديدة تشهدها القضية الصحراوية على المستوى الدولي، دعا في خضمها فريق عمل التنسيقية الأوروبية لدعم الشعب الصحراوي إلى تكييف التعاون مع هذه التحديات على ضوء ترقب صدور قرار المحكمة الأوربية، في حين أكّد تقرير أممي أن حق تقرير المصير سيظل مسألة محورية لتحقيق السلام والاستقرار. دعت التنسيقية الأوروبية في اجتماع موسّع بالعاصمة بروكسل حضرته البوليساريو كل روافد حركة التضامن للاستعداد لمرافقة الشعب الصحراوي والمساهمة في إنجاح اللقاءات المقبلة، على غرار الطبعة ال 45 لندوة "إيكوكو" والنسخة الثانية لمنتدى الشباب. وخصّص الاجتماع، لتقييم ومراجعة ما أنجز من برامج ولتدارس السبل الممكنة لتكييف الأنشطة المقبلة بما يتماشى والوضع الراهن ويستجيب لمتطلبات التطورات التي تعرفها القضية الصحراوية على كافة المستويات، وقدم عضو الأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو، المكلف بأوروبا والاتحاد الأوروبي، أبي بشرايا البشير، خلال الاجتماع، عرضا تناول فيه، استمرار التعطل على مستوى المسار السياسي وتصاعد التطورات الإقليمية والميدانية على مستوى الحرب في الصحراء الغربية. استعداد وجاهزية من جانبه، استعرض رئيس التنسيقية الأوروبية، بيار غالان، أهم المحطات المقبلة في ضوء القرار المرتقب من محكمة العدل الأوروبية الذي يتطلب بدوره - كما قال - استعداد وجاهزية كل روافد حركة التضامن لمرافقة الشعب الصحراوي في المعركة المقبلة. كما تطرق إلى الأنشطة الأخرى الهامة على غرار الطبعة ال 45 لندوة "إيكوكو" والنسخة الثانية لمنتدى الشباب، داعيا إلى الاستعداد للمساهمة في إنجاح هذه المواعيد الدولية الهامة. وحول الاستعدادات لتنظيم الطبعة ال 45 لندوة "إيكوكو" قدم كل من منسق حركة التضامن الإسبانية، كارميلو راميريث وممثل الجبهة بإسبانيا، عبد الله العرابي، عرضا مشتركا حول التحضيرات التقنية في جزيرة "لاس بالماس" والجهود المبذولة لجعل هذه الطبعة مفصلية وفي مستوى الظروف الحالية التي تميزها حالة الحرب وفشل الأممالمتحدة، وإعادة تذكير إسبانيا بمسؤولياتها القانونية والتاريخية تجاه الشعب الصحراوي وحقوقه العادلة. معركة حقوق الإنسان من جانب آخر، استعرض الاجتماع وضعية حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة في ضوء عدوان قوات الاحتلال المغربي المتواصل ضد المدنيين الصحراويين، كحالة الناشطة الصحراوية سلطانة سيد إبراهيم خيا، وضرورة الوقوف معها وتقديم الدعم الكافي للمعركة التي تخوض باسم الشعب الصحراوي. واتفق أعضاء فريق عمل التنسيقية الأوروبية لدعم الشعب الصحراوي، خلال الاجتماع على أجندة عمل شاملة ومتنوعة للأشهر المقبلة. وأمام تعطّل المسار السياسي بخصوص النزاع على الصحراء الغربية، أكّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن الاهتمام المستمر بحق الشعوب في تقرير المصير من جانب الهيئات الرئيسية للأمم المتحدة والعديد من الآليات الدولية لحقوق الإنسان، يؤكّد أن هذا الحق يظل مسألة ذات أهمية محورية للتمتع بسائر حقوق الإنسان، وللسلم والاستقرار. دعوة لحلّ عادل يقبله الطّرفان استعرض الأمين العام في تقرير مقدم إلى الجمعية العامة حول "الإعلان العالمي لحق الشعوب في تقرير المصير" التطورات المرتبطة بقضية الصحراء الغربية، حيث أكد من جديد أن التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم يقبله الطرفان ويكفل لشعب الصحراء الغربية تقرير مصيره وفقا لقرارات مجلس الأمن يستلزم إرادة سياسية قوية من الطرفين ومن المجتمع الدولي أيضا. وأشار تقرير الأمين العام الأممي إلى أن منع وصول مفوّضية الأممالمتحدة لحقوق الإنسان إلى الصحراء الغربية لا يزال يتسبب في ثغرات كبيرة على مستوى رصد حقوق الإنسان في الإقليم، ولا يزال مدافعون عن حقوق الإنسان وباحثون ومحامون وممثلون عن منظمات غير حكومية دولية يواجهون أيضا قيودا مماثلة. وتلقت المفوضية الأممية بلاغات عن تعرّض صحفيين ومحامين ومدافعين عن حقوق الإنسان للمضايقة والاعتقال التعسفي وإصدار الأحكام ضدهم. وظلت المفوضية تشعر بالقلق إزاء استمرار الاتجاه المتصل بالقيود التي تفرضها سلطات الاحتلال المغربية على الحق في حرية التعبير والحق في التجمع السلمي وتكوين الجمعيات في الصحراء الغربية، وتلقت المفوضية عدة بلاغات عن التعرض للتعذيب وسوء المعاملة والإهمال الطبي في السجون المغربية، بينما دعا محامون ومنظمات المجتمع المدني إلى الإفراج أثناء جائحة كوفيد-19 عن السجناء الصحراويين.