يلتحق أمس أزيد من 8 ملايين تلميذا بالمقاعد الدراسية عبر كامل القطر الوطني ،ويشرف على افتتاح هذا الموسم الدراسي الجديد 2012 2013 الوزير عبد اللطيف بابا أحمد المعين حديثا على رأس هذا القطاع خلفا لابوبكر بن بوزيد الذي ترأس «التربية الوطنية » لمدة تصل إلى 18 سنة . هيئت وزارة التربية الوطنية كل الظروف لضمان دخول مدرسي هادئ ، بعد أن تم معالجة ثلاث ملفات ثقيلة كانت وراء موجات الإحتجاج التي ميزت المواسم الدراسية الماضية ، والمتمثلة في القانون الأساسي ، نظام التعويضات والخدمات الإجتماعية ، وملف المتعاقدين ، التي تعد مؤشرات ايجابية سيكون لها انعكاس إيجابي على سير العملية التعليمية خلال الموسم الدراسي الجديد في انتظار استكمال دراسة الملفات العالقة . الجديد الذي يحمله الدخول المدرسي 2012 2013 هو فتح أزيد من 28 ألف منصب مالي للتوظيف لتحسين التأطير البيداغوجي من خلال تدعيم القطاع بأساتذة المتحصلين على شهادات جامعية ، بالرغم من أن عدد المناصب المفتوحة أقل بكثير من عدد المترشحين ، أي أن هناك منصب وظيفي واحد ل 20 مترشح ، غير أن الوزارة قللت من أهمية هذا المشكل ، الذي يمكن حسبها سيعرف الحل بعد إحالة عدد من الأساتذة الذين استوفوا الشروط القانونية على التقاعد. من بين المشاكل التي كانت تطرح في كل دخول مدرسي وتم معالجتها هو مشكل الكتب المدرسية ،حيث تم طبع 61 مليون كتابا لتغطية العجز الذي كان موجود في السابق بصفة نهائية ، مع الإشارة إلى أن نصف عدد أطفال العائلات المعوزة المتمدرسين ( 4 ملايين تلميذ ) سيتحصلون على الكتب المدرسية بالمجان، بالإضافة إلى الإستفادة من منحة التمدرس المقدرة ب 3 آلاف دج عن كل طفل متمدرس في آجال لا تتعدى 15 يوما من انطلاق الموسم الدراسي . ويعد الإكتظاظ من أهم التحديات التي تواجه هذا الدخول المدرسي ، بسبب الكم الهائل من المتمدرسين حيث تطرح هذه الإشكالية بصفة كبيرة على مستوى 10 ولايات من الوطن منها تيارت ، تبسة ، عين الدفلى ، بسكرة وجيجل ...حسب تصريح الوزير الأسبق للقطاع ، إذ يمكن أن يتجاوز عدد التلاميذ في القسم الواحد 50 تلميذا خاصة في السنة أولى ثانوي بعد وصول الكوكبتين الأولى تتعلق بالسنة السادسة ابتدائي ( نظام قديم ) والثانية تخص السنة خامسة ( برنامج الإصلاح ، بالرغم من أن هذا المشكل كان متوقعا منذ سنة 2008 حين إلتحقت هاتين الكوكبتين بالإكماليات). مشكل الاكتظاظ الذي سيعرفه الدخول المدرسي لهذه ، يرجعه المسؤولين على القطاع إلى التأخر الذي تعرفه المشاريع المتعلقة بإنجاز المنشأت ، على أساس أن عدد التلاميذ يزداد سنويا بمعدل يتراوح ما بين 15 بالمائة إلى 18 بالمائة حسب الأرقام التي أوردتها وزارة التربية الوطنية ، التي تتوقع أن يكون الدخول المدرسي 2013 2014 أكثر صعوبة من هذه السنة إذا لم يتم معالجة هذا الإشكال. وتعد ولاية الجزائر، من أكبر الولايات التي يبقى مشكل الإكتظاظ مطروح على مستواها حسب ذات المصدر،لأن إنجاز المنشآت التربوية يتطلب مساحات أرضية، وهو مشكل تعاني منه العاصمة التي تعرف كثافة سكانية عالية ، بالإضافة إلى نقص الأوعية العقارية التي استغلت لإنجاز مشاريع كبرى كالسكنات والطرق ... وتجدر الإشارة أن المشاكل العالقة التي تطالب نقابات القطاع بتسويتها ، تتمثل في مشكل الحجم الساعي في الطور الإبتدائي ، مشكل الأسلاك المشتركة التي لم يستفيد من الأجور والمنح كبقية العاملين في القطاع ، وكذا بعض الاختلالات التي رفعتها النقابات بشأن القانون الأساسي المعدل ، و ذلك لأجل غلق باب الإحتجاجات التي كانت ميزة كل دخول مدرسي.