تكشف الشهادات الحية لأسود الونشريس بالولاية الرابعة التي سجلناها مع إحدى الوجوه البارزة التي فتحت صدرها ل ''الشعب''، وكذا الاعترافات المؤرخة للسفاح »بيجار« حول التنظيم وشراسة المقاومة وقعها على أزيد من 33 ألف عسكري فرنسي، حسب ذات الشهادة التاريخية. كثير من الحقائق التاريخية التي مازالت على ألسنة من صنعوا ملامح البطولة والفدا في أحلك الظروف وأصعب المواقف والمناطق التي لازالت تروي صفحات خالدة في الولايات الثورية كما هو الشأن الولاية الرابعة التي كانت تعتبر الونشريس قلب الثورة لذات التنظيم حسب المجاهد عمي سليمان الغول الذي استجمع بعض المواقف والشخصيات تصريحات لمن انكسرت شوكة غطرستهم العدوانية بسلسلة جبال الونشريس التي تضم كل من الشلف وعين الدفلى وتسمسيلت. هذا المثلث الجغرافي نزل به حسب محدثنا أزيد من 33 ألف مستدمر فرنسي تحت قيادة السّفاح »بيجار« الذي حاول إخماد معارك ''تازة'' و''ثنية الأحد'' و''عمرونة'' و''يرمول'' و''زكار'' و''برج بونعامة'' مستعملا كل وسائل الدمار، منها القنابل الغازية والمحرقة، غير أن صمود وإصرار الثوار والتنظيم الذي اعتمده سي امحمد بوقرة وبونعامة وآخرون لقّن العدو درسا قاسيا انطلق من منطقة يرمول بالجهة الشمالية لبلدية الشلف، والذي خطّط له سي بونعامة مع رفقائه. هذه الضربات كانت موجة جعلت قادة التنظيم العسكري الفرنسي ومنهم »بيجار« يقول أن القضاء على الثورة يمر عبر القضاء على ثورة الونشريس، غير أن زعم ذات السفاح تلاشى أمام التخطيط العسكري للقادة بذات الولاية التي أرغمت »بيجار« على ترديد هذه المقولة في كل مناسبة ''لقد تركت أسناني في الونشريس'' وهي مقولة تحمل دلالات وقف عندها مخططوا الحرب الفرنسية على الجزائر. ولعلّ قوة وتلاحم الولاية الرابعة حسب شهادة عمي سليمان، انطلقت من منهجية القادة الثوريين ''تسليحنا نفتكه من العدو ولا خيار لنا'' وهذا أعطى للثورة بجبال الونشريس خصوصية وإن كانت تشترك فيها مع الولايات الأخرى عبر ربوع الوطن. يقول أحد صنّاع البطولة بالولاية الرابعة والتي كسرت بها أسنان بيجار، مما حرم السفاح من عدم تذوق وطعم وخيرات الونشريس التي دفعت فاتورة غالية بشهدائها الذين أضاءوا سماء الحرية كسي امحمد بوقرة ومحمد رايس وحسيبة بن بوعلي وعلي لبوانت وعمر بن محجوب وسيدي البغدادي وسي بلحسن وموسى قوبلي ومناد والقائمة طويلة حسب محدثنا الذي أشار إلى سر نجاح الثورة بذات المنطقة إلى تلاحم العمل الثوري المنظم بين الممونين والمسبلين والممرضين والفدائيين والمجاهدين، منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا. هذه القوافل من الشهداء وهذه المحطات التاريخية تحكيها مناطق الولاية الرابعة التي دوّخت الاستعمار الفرنسي الذي فاق جيش التحرير قوة وعتادا، غير إيمان الثوار ووعي الشعب الجزائري بقضيته جعلته يدمر المخطط الاستعماري في أحلك الظروف حسب صاحب الشهادة. الشلف : و.ي