في عصر أصبحت فيه الطاقة بمصادرها المختلفة، المحرك الأساسي للتقدم الحضاري وعنصرا أساسيا في حياة البشر، ومع تناقص كميات النفط الأحفوري الذي يعتبر المصدر الأساس لهذه الطاقة وهو من المصادر غير المتجددة، بدأت الاقتصاديات تتوجه إلى مصادر بديلة للطاقة (الطاقة الشمسية»متجددة «والغاز الصخري كمورد غير تقليدي) بعد أن دخلت مرحلة الخطر، لأنه يعد الخيار المناسب في الوقت الحالي بسبب تقلبات أسعاره وخاصية نفاذه عبر الزمن، فأصبحت الدول المتقدمة وحتى النامية تسعى للبحث عن طاقات بديلة عساها تكون البديل الاستراتيجي المناسب، حيث انطلقت في استغلالها بشكل واسع وفي مختلف المجالات. فأصبح لكل دولة تجربة في هذا المجال فمنها من وصلت إلى مراحل متقدمة، ومنها من لا تزال متعثرة، مثل الحال عندنا، فالجزائر التي تملك طاقات بديلة هائلة غير مستغلة كما يجب.. على غرار الطاقة الشمسية المتجددة وكذا الغاز الصخري كمورد غير تقليدي ممّا يفرض عليها التوجّه إلى هذين الخيارين كبديلين للموارد الناضبة. تمثل الطاقة الشمسية بالنسبة للجزائر الخيار البديل الممكن والمتاح مقارنة مع باقي الخيارات التي تصنّف ضمن الطاقات المتجدّدة، إذ أعلنت الوكالة الفضائية الألمانية بعد دراسة حديثة قامت بها أنّ الصحراء الجزائرية هي أكبر خزان للطاقة الشمسية في العالم، نفس الدراسة التي تؤكد حقيقة سبق الإجماع حولها أنّ الجزائر تعتبر من بين أحسن ثالث حقول شمسية في العالم، حيث صنّفت إلى جانب إيران ومنطقة أريزونا بالولايات المتحدةالأمريكية، أكبر وأحسن حقول الطاقة الشمسية في العالم، ما يجعل الجزائر بمثابة العملاق النائم للطاقة الشمسية، نفس الشيء مع الغاز الصخري إذ أعلنت الوكالة الأمريكية للمعلومات حول الطّاقة (EIA) أنّ الجزائر تملك ثالث أكبر احتياطي عالمي من الغاز الصخري يصل إلى 20 ألف مليار متر مكعب، ما يعادل 5 أضعاف احتياطات الغاز التقليدي المقدر بأربعة آلاف مليار متر مكعب. تمتلك الجزائر، إذن، بدائل طاقية هائلة يمكن أن تكون أحسن خيار للموارد الناضبة.