بعد زيارته التي قادته إلى سوريا قصد جس نبض الأزمة والوقوف على إمكانيات التسوية السلمية، ثم زيارته الى القاهرة حيث التقى أطرافا بإمكانها مد يد العون لإخراج بلاد الشام من نار الحرب الاهلية التي تحرقها منذ سنة ونصف، ثم التقائه في انقرة مع المسؤولين الاتراك لنفس الغرض، يستعد الوسيط الدولي الاخضر الابراهيمي للقاء سفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي الاثنين القادم لعرض تقرير عن محادثاته مع أطرف الأزمة السورية، نظاما ومعارضة، وعن تصوره لإمكانية الحل الذي أصبح أمرا مستعجلا بفعل تصاعد المواجهة المسلحة التي يدفع ثمنها المدنيون الأبرياء حيث سقط منهم الالاف وتاه الالاف في المنافي. وحسب منظمة العفو الدولية فإن المدنيين بمن فيهم الكثير من الاطفال هم الضحايا الرئيسيون للقصف العشوائي الذي يطال المدن السورية. وذكرت المنظمة في تقرير نشرته امس ان النصف الاول من الشهر الجاري شهد مقتل 166 مدنيا بينهم 48 طفلا و 20 امرأة. وأضافت أن العدد اليومي للقتلى يقترب من 200 وكان شهر اوت الماضي الأكثر دموية حتى الآن. وعلى الصعيد الأمني تجددت أمس الاشتباكات بين عناصر المعارضة السورية والقوات النظامية قرب الحدود مع تركيا. وقال مسؤول تركي ان المعارضة سيطرت على البوابة الحدودية مع تركيا، بعد سيطرتها الكاملة على معبر تل ابيض. وبات من السهل اختراق اجزاء من الحدود السورية مع تركيا ولبنان والعراق مع اتساع نطاق الصراع وتدفق اكثر من 200 الف لاجىء على تركيا والاردن فرارا من القتال المتواصل الذي حصد اكثر من 27 الف سوري. هذا وفي الوقت الذي يستعد فيه وزير خارجية سوريا وليد المعلم لرئاسة وفد بلاده في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تبدأ منتصف الأسبوع القادم في نيويورك قال الشيخ حمد بن جاسم رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها في تصريحات نشرت أمس انه لم يبق أمام الرئيس السوري من خيار سوى التسليم المنظم لسلطة منظمة. وقال أنه بعد سيلان الدم لم يتبق للاسد الا ان يتخذ قرارا شجاعا وهو التسليم المنظم لسلطة منظمة شريطة الا يكون هناك انتقام من طرف ضد طرف. وشكك جاسم في إمكانية نجاح مهمة الابراهيمي وقال «نحن على ثقة تامة في المبعوث الدولي والعربي الى سوريا لكننا في الوقت نفسه لا نثق في الطرف الاخر، في إشارة الى النظام». وغير مبالي بالتصريحات التي تطالبه بالتنحي وبالاتهامات التي تدينه بارتكام جرائم لا انسانية في حق شعبه، يواصل الرئيس السوري تحركاته مع الجهات والدول التي تدعمه وتسانده حيث التقى امس وزير خارجية ايران وبحث معه تطورات الازمة. وقد وضع الوزير الإيراني علي اكبر صالحي الاسد أمام نتائج الاجتماع الذي شاركت فيه ايران وتركيا ومصر بالقاهرة قبل يومين. هذا وقد أعاد العراق فتح الحدود أمام اللاجئين السوريين مستثنيا الشباب.