بمناسبة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، سيشرف، مساء اليوم الإثنين، مركز الفنون والثقافة قصررياس البحر، على تنظيم معرض دائم يتضمن تصورا عمليا لمدرسة قرآنية تقليدية بالمعايير القديمة، حيث تأتي هذه الخطوة في إطار اِفتتاح مصلى الرياس الذي يعد أحد ملحقات قصر رياس البحر واستغلاله كفضاء تعريفي، حيث سيتخلل مجريات الحدث التعريف بأحد الفنون الشعبية الاحتفالية المتجذرة في عراقة المجتمع. ترسيخا لإحياء مناسبة المولد النبوي الشريف،ارتأى مركز الفنون والثقافة قصر رياس البحر، هذا العام، وذلك حسب البيان الذي تحصلت الشعب نسخة منه، أن يعلن عن إعادة الاعتبار إلى أحد ملحقاته المتمثل في مصلى القصر القديم الشاهدة أركانه على تعاقب أجيال تركت على إثرها هذا الصرح الديني والتاريخي الحامي المنيع لهوية وثقافة أمة كانت عصية عن الاندثار، وستظل المدرسة الأولى والمتفردة في تعليم أصول المقاومة، حيث كل جزء منه يحمل ترجمة بصمات جباه لم يسبق لها وأن ركعت لغير الله، لذلك فمن الأهمية بما كان الاعتبار لهذا الجانب من التراث الديني الذي يوثق بشكل أو بآخر تفاصيل التحولات والمقاومة الفكرية التي تبناها حفظة القرآن الكريم، ودورهم في التصدي لكل عنفوان للمخططات التدميرية حول عراقة الذات الوطنية. سيفتتح المعرض الذي اختير له عنوان « مسيد » وهي التسمية المتداولة قديما للمدرسة في الأوساط الشعبية، الذي يعد أداة توثق للوسائط التعليمية القديمة التي تعتبر إرثا متجذرا حافظا لثوابت الهوية الوطنية، والتاريخ يشهد على أهمية ودور المدارس القرآنية التي شكلت النواة الأولى للمنظومة التربوية بعد الاستقلال، كما كانت الحصن المنيع أمام حملات التشويه وإلغاء الهوية المحلية التي قام بها الاحتلال مكرسا بها سياساته الإجرامية. كما سيشكل سياق هذا العمل فرصة لتأسيس أرضية تشاركية بين قطاعي الثقافة والشؤون الدينية في بادرة نحو إنشاء حلقة من التبادل والتشارك المعرفي خاصة وما تحتله المعالم الدينية من ثقل في الخارطة التراثية المحلية والوطنية، ما يفتح الباب واسعا أمام التعاون الممنهج بهدف المحافظة على هذه المعالم المسجدية وجميع الهياكل ذات الصبغة الدينية. كما سيكون البرنامج مدعما بأداء غنائي من أداء « جمعية تواصل الأجيال الشلالي بقصر ودغة بولاية أدرار » التي تشكل حلقة استمرارية حافظت على أصالة وهوية المنطقة.