بمناسبة ذكرى اندلاع الثورة التحريرية 67، افتتح الدكتور أحمد حمدي باكورة ندوات قصر الثقافة مفدي زكرياء محاضرة جاءت تحت عنوان «الثورة الجزائرية والإعلام»، سلط من خلالها الضوء على الدور الذي قام به الإعلام إبان الثورة الجزائرية، كما تمّ على هامش الندوة تكريم ذات الدكتور من طرف مدير قصر الثقافة حسين غيدة، عرفانا لجهوده وإثرائه للأحداث التاريخية وتوثيقه للعديد من الكتب التي دوّنت سطورها رمزية ثورة وُلدت من رحم بلد عظيم اسمه الجزائر، المعروفة عالميا بمكة الثوار. بعنوان بارز، خلد من خلاله الدكتور أحمد حمدي انجازات العمل الإعلامي في الذكرى الوطنية 67 لاندلاع الثورة المجيدة،تحدث عن المخاض العسير للصحافة الثورية الجزائرية، مبرزا من خلال حيثيات مداخلته، مفهوم الإعلام عند جبهة التحرير الوطني ذو محتوى مفعم بخطاب وطني وثوري ملتزم ومسؤول،والمرتكز على أربعة مبادئ أساسية ألا وهي الصدق، الموضوعية، الحقيقة والشمولية، المؤدي إلى مهام الإعلام الستة، التوجيه، التكوين، التنظيم، التجنيد، الرقابة والنقد. وفي ذات الصدد، كشف أحمد حمدي، دور أول نوع للإعلام الثوري الموسوم بالاعلام الثقافي الذي تحوّل من إعلام ممتنع إلى إعلام مرغرب ومطلوب من طرف المواطنين، حيث تغيّرت نظرتهم لمحتوى الخطاب الاعلامي، خاصة خلال الهجمة الاعلامية الاستعمارية، حيث اعتبر المحاضر أن الفترة الممتدة من سنة 1954 إلى غاية 1956، من حياة الثورة الجزائرية كشفت الحاجات الملحة لتأسيس وإنشاء إعلام ثوري، يكون ناطقاً رسمياً باسم جبهة التحرير الوطني، للتمكن من مواجهة الحملات الإعلامية الفرنسية المعادية، وفي نفس الوقت تتمكّن من مخاطبة الرأي العام الجزائري وكذلك الرأي العام الدولي. كما تطرّق المحاضر إلى طبيعة ومهام الإعلام والدعاية عند جبهة التحرير الوطني، التي لا تعكس مصالح دولة، ولا مصالح حزب، إنما عكس مصالح مشتركة لشعب ثائر شعاره الخالد التضحية من أجل الوصول إلى الاستقلال الوطني، وطرد المستعمر، وبناء الدولة الجديدة، وفق مبادئ جاءت مع الكفاح المسلح، تميزت بها الظروف التاريخية التي مرّت بها الثورة وعكست من خلالها حركتها وتوجيهاتها. للإشارة، ستعرف أمسية يوم الثلاثاء المقبل 9 نوفمبر محاضرة بعنوان «النخب المثقفة ودورها في الثورة التحريرية»، سيقدمها الدكتور لخضر سعيداني وذلك بقاعة محاضرات قصر الثقافة مفدي زكرياء ابتداء من الساعة الثانية زوالا (14:00).