بالرغم من الترسانة القانونية التي جعلت من الجزائر دولة رائدة في مكافحة ومناهضة العنف والتمييز ضد المرأة، ما زالت الإحصائيات تسجل ارتفاعا كل سنة في عدد النساء المعنفات اللاتي غالبا ما يكنّ متنفسا لرجل يَراهُنّ مجرد «ملحق إنساني» له. فقد سجل الدرك الوطني 7994 قضية معالجة في الثمانية أشهر الأولى من 2021، بزيادة طفيفة تقدر ب0,56٪ مقارنة بنفس الفترة من 2020، يمثل الاعتداء الجسدي 38٪ منها. على مدار يومين، استفاد صحفيو مختلف المؤسسات الإعلامية من تكوين في إطار برنامج مشترك بين صندوق الأممالمتحدة للسكان ومكتب الأممالمتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، حتى يكون الصحفي صوت من لا صوت له، من خلال انخراطه في حملة ل16 يوما للأمم المتحدة لمناهضة ومكافحة العنف ضد المرأة والفتاة، انطلاقا من 25 نوفمبر، في إطار الحملة البرتقالية السنوية التي أطلقتها الأممالمتحدة منذ 2008، دعما لمكافحة العنف ضد المرأة والفتاة، بما في ذلك دعم حمايتهن ومساعدتهن، وكذا دعم القدرات الجزائرية في الاستجابة متعددة القطاعات للعنف ضد المرأة والفتاة وحمايتهن ومساعدتهن. وفي تدخله عبر التحاضر عن بعد، قال المسؤول الإقليمي لصندوق الأممالمتحدة للسكان سمير الدربي، فيما يتعلق بالآليات المتبعة للقضاء على هذه الظاهرة التي أضرت بالمجتمعات، على اعتبار أن العنف انتهاك لحقوق الإنسان تتعرض له المرأة بأشكال مختلفة، سواء لفظيا جسديا أو مضايقات جنسية أو التحرش، لتجد المرأة نفسها أمام عنف يستفيد من ظاهرة الإفلات من العقاب والوهم، ما يمنع الناجيات من اتخاذ الخطوة الأولى لتحمل الجاني مسؤوليته أمام القانون. في ذات السياق، كشف الدرني أن حملة 16 يوما أو الحملة البرتقالية، أخذت على عاتقها هذه السنة التحسيس والتوعية حول العنف الافتراضي أو السيبراني، حيث أثبتت الإحصائيات أن 85٪ من نساء العالم تعرضن للإساءة عبر الانترنت، سواء جنسيا، التسلط، خطاب الكراهية والتشهير بالصور والفيديو ما يتسبب في الإساءة إلى النساء وعزلتهن عن المجتمع.