شكل الانطلاق الرسمي لتظاهرة الأسبوع العالمي للمقاولاتية، الذي احتضنت فعالياته ولاية ورقلة هذه السنة، فرصة لعرض مشروع «إينوداف» ابتكار وتطور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بشراكة جزائرية ألمانية. أبرز المتدخلون، خلال هذا اللقاء الذي جمع مختلف الفاعلين في مجال إنشاء وتطوير ودعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، أهمية هذا الحدث «الأسبوع العالمي للمقاولاتية» في تعزيز مكانة الجزائر الريادية التي سجلت فيها بلادنا رصيد مشاركات جد ناجحة، كما حازت على المرتبة الثانية في إحدى الطبعات السابقة. وبهذا الصدد، أكد ممثل وزير الصناعة حراز محاجي، أن هذه الطبعة الجاري تنظيمها، تحت رعاية الوزير الأول، يتوخى من خلالها تحسين مرتبة الجزائر من الجانبين التنظيمي والعملي، تجسيد برنامج الدولة الهادف إلى استحداث مليون مؤسسة صغيرة ومتوسطة، مشيرا إلى أن هذا الرقم يمكن تحقيقه من خلال دور المقاولاتية، لأنها تعتبر محورا أساسيا في إنشاء المؤسسات، مهما كانت نوعيتها، صغيرة أو متوسطة أو مؤسسة ناشئة وبالاعتماد أيضا على الإمكانات جد الهامة التي تمتلكها بلادنا في هذا الميدان. ويستوجب توظيف هذه الإمكانات، كما ذكر المتحدث، من أجل تحقيق نهضة في الاقتصاد الوطني، تكثيف جهود الجميع لبناء لبنات، يساهم كل من مجاله في تطويرها وتحديثها وتوسيع آفاقها المستقبلية. وقال ممثل وزير الصناعة «بلادنا تحصي أكثر من مليون و200 ألف مؤسسة صغيرة ومتوسطة. هذا العدد وإن كان للوهلة الأولى، يبدو رقما معتبرا، لكنه وبالمقارنة مع إمكانات الاقتصاد الوطني ومع احتياجات ومتطلبات الساكنة والمقاييس الدولية في هذا المجال، يعطينا رقما أقل مما نصبو إليه بكثير». وأضاف، أن مليون و200 ألف مؤسسة صغيرة ومتوسطة تعادل نسبتها، 28 مؤسسة صغيرة ومتوسطة لكل ألف ساكن وهو رقم، بالمقارنة بما يجري في الاقتصاديات الدولية، بعيدٌ؛ إذ يتجاوز في كثير من الدول 45 مؤسسة لكل ألف ساكن وإمكاناتنا تسمح بتجاوز هذا الرقم. واعتبر حراز أن ولايات القطر الجزائري، كلها تتوفر على الأقل على جامعة بمكوناتها وتخصصاتها ويعد هذا ثراء وقوة، إذا ما تم استغلاله أحسن استغلالا من شأنه أن يكون رافد قوة لتشكيل النسيج الاقتصادي على المستوى المحلي، انطلاقا من خصوصيات كل منطقة. وأشار هنا إلى أن اختيار ولاية ورقلة لإطلاق فعاليات الأسبوع العالمي للمقاولاتية، كان انطلاقا مما تتوفر عليه هذه الولاية من فرص هامة، حيث تتواجد بها مؤسسات اقتصادية كبرى وهذه المؤسسات الصناعية والبترولية، يمكن الاستفادة منها لتعزيز فرص التشغيل ليس من زاوية التوظيف المباشر فيها، بل من خلال إنشاء مؤسسات تساهم في تقوية شعبة المناولة. إطلاق فعاليات هذا اليوم، كما أوضح حراز، كان في شق ثانٍ فرصة لتقديم مشروع «إينوداف» وهو ثمرة تعاون جزائري- ألماني الذي يجري العمل على تجسيده عبر أربعة محاور ودعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في مجالاتها. المحور الأول منه، خص فعالية استغلال الموارد وهو محور جد هام لتطوير وتنمية تنافسية المؤسسات، من خلال تحكم في الموارد التي نستعملها في الإنتاج. وفي محور ثان خاص بدعم المؤسسات نحو التصدير الذي سجلت فيه الجزائر انتعاشا ملحوظا، بحسبه، حيث ارتفع الرقم إلى حوالي أكثر 3 ملايير دولار وهو رقم جد مشجع بعد أن كنا نحصي مليارا واحد ثم مليارين، سيتم تنفيذ هذا المحور عبر مشروع «إينوداف» من خلال وضع الدعائم والبرامج التي تسمح بمرافقة المؤسسات، قصد تقوية قدراتها الإنتاجية والتصديرية. وبالنسبة للمحور الثالث، الذي يخص إدارة الابتكار، فيعد هو الآخر عاملا هاما لتعزيز تنافسية المؤسسات. وفي محور رابع، يهتم المشروع بدعم المؤسسات التي تجابه صعوبات قصد تفادي إغلاقها.