تصدر حزبا جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي وقوائم المستقلين، النتائج المؤقتة لانتخاب أعضاء المجالس الشعبية البلدية والولائية، ولم تسجل بذلك مفاجآت كبرى، في هذه الاستحقاقات التي حققت نسبة مشاركة إجمالية ب36,58٪، لتكتمل بذلك وبشكل رسمي عملية تجديد المجالس المنتخبة أو ما يطلق عليه البناء المؤسساتي. تأكدت، مرة أخرى، صعوبة إزاحة الأحزاب الثقيلة من ريادة المشهد السياسي عبر المجالس المنتخبة، بالرغم من تغيير النمط الانتخابي وبروز جيل جديد من المترشحين خاصة فئة الشباب منهم. وفي السياق، حافظ حزب جبهة التحرير الوطني على الريادة، بحصوله على 5978 مقعد في الانتخابات البلدية، وظفر ب124 بلدية بأغلبية مطلقة عبر 42 ولاية، فيما نال الأغلبية النسبية ب552 بلدية عبر 55 ولاية. وأعلن رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات محمد شرفي، أمس، عن النتائج المؤقتة لانتخاب أعضاء المجالس الشعبية البلدية والولائية التي جرت في 27 نوفمبر المنقضي. وفق النتائج المعلنة، استعاد حزب التجمع الوطني الديمقراطي مركزه الثاني، مقارنة بالتشريعيات (رابعا)، وحاز على 4430 مقعدا، محققا الأغلبية المطلقة ب58 بلدية في 27 ولاية والاغلبية النسبية ب331 بلدية. وقال شرفي، إن نسبة المشاركة في هذه الانتخابات بلغت 36,58٪، بمجموع 7.514.422 ناخب، منها 1.136.738 ورقة ملغاة، و6.377.684 صوت معبر عنه. وعلق شرفي على ارتفاع نسبة المشاركة، مقارنة بالانتخابات التشريعية لشهر جوان الماضي والتي قدرت ب23٪، بالقول إنها: «قفزة نوعية ونسبة نمو بحوالي 60٪، في ظرف قياسي بين استحقاقين، وهي مؤشر جيد جدا، بحسبه». القوائم المستقلة تفرض نفسها مجددا القوائم المستقلة واصلت فرض نفسها في المشهد السياسي الجديد، وحلت ثالثة بحصولها على 4430 مقعد، وظفرت بالأغلبية المطلقة في 91 بلدية في 24 ولاية، وتحصلت على الأغلبية النسبية ب344 بلدية ضمن 48 ولاية. حزب جبهة المستقبل جاء في المركز الرابع ب3262 مقعد، مسجلا أغلبية مطلقة في 34 بلدية عبر 18 ولاية، وحاز على أغلبية نسبية ب228 بلدية ب44 ولاية. وحلت حركة البناء الوطني خامسة بنيلها 1884 مقعد، بأغلبية مطلقة في 17 بلدية في 10 ولايات أغلبية نسبية في 21 ولاية. أما حركة مجتمع السلم، فقد احتلت المرتبة السادسة ب1820 مقعد، بأغلبية مطلقة في 10 بلديات ضمن 8 ولايات، وتحصلت على أغلبية نسبية ضمن 101 بلدية على مستوى 36 ولاية. وجاء حزب جبهة القوى الاشتراكية في المركز السابع بحصوله على 898 مقعدا وأغلبية مطلقة في 47 بلدية على مستوى 7 ولايات أغلبية نسبية في 65 بلدية ضمن 7 ولايات. وبالنسبة لانتخابات المجالس الشعبية الولائية، فقد بلغت نسبة المشاركة، 34,76٪، بمجموع 6.902.222 ناخب، منها 1.340.865 ملغاة، و5.561.357 ورقة معبر عنها، وفق ما كشفه رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات محمد شرفي. ولفت المتحدث، خلال الندوة الصحفية التي نشطها بالمركز الدولي للمؤتمرات، إلى عدم تسجيل أغلبية مطلقة لأي قائمة حزبية أو مستقلة بالمجالس الولائية. فيما أحصيت فوز قائمتين أو أكثر بالأغلبية في 14 ولاية. وتصدر حزب جبهة التحرير الوطني، مجددا هذه الانتخابات، بحصوله على 471 مقعدا ب25 ولاية، تلاه المستقلون ب443 مقعد ب10 ولايات. أما الأرندي فاحتل المرتبة الثالثة ب368 مقعد في 13 ولاية. جبهة المستقبل جاءت رابعة ب304 مقاعد، في 12 ولاية، وخلفها حركة مجتمع السلم ب239 مقعد عبر 5 ولايات، والبناء ب230 مقعدا عبر 3 ولايات. وجاء حزب جبهة القوى الاشتراكية خلف صوت الشعب (82 مقعدا) والفجر الجديد (45 مقعدا) وحاز على 40 مقعدا بولايتين. الجزائر في منأى عن اللاّإستقرار واعتبر رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، تنظيم الانتخابات المحلية يجعل الجزائر في منأى عن اللاّإستقرار، بعدما استكملت البناء المؤسساتي بطريقة ديمقراطية، جعلت العمل الانتخابي شأنا تنافسيا بين الأحزاب والقوائم المستقلة، بعيدا عن تدخل أية أطراف أخرى. ولفت شرفي إلى أن السلطة المستقلة هي من ستتولى إعلان النتائج النهائية للاستحقاقات، فيما ستقدم الطعون على مستوى المحاكم الإدارية.